الألعاب الأولمبيّة … 120 سنة على انطلاقتها
الألعاب الأولمبية أو الأولمبياد ، حدث رياضي عالمي يشارك فيه رياضيّون ورياضيّات من جميع دول العالم، ويُنظَّم مرة كل أربعة أعوام. وكانت تُقام هذه الألعاب منذ ما قبل الميلاد في مدينة أولمبيا في اليونان، ثمّ غابت لقرون بداعي الحروب وشغف الشعوب والإمبراطوريات في حبّ السيطرة والتوسّع إلى أن أعاد إحيائها أحد النبلاء الفرنسيين ويُدعى بيير فريدي بارون دي كوبرتان في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي. فأُقيمت أول مسابقة للألعاب الأولمبية الحديثة في العام 1896 في اليونان، ثمّ صارت تُنظّم بشكل دوري متنقّلة ما بين مدن العالم في القارات الخمس، ولم تتوقّف إلّا خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية 1914 و1939 .
هناك نوعان من الألعاب الأولمبية، ألعاب أولمبية صيفية وألعاب أولمبية شتوية، والأخيرة انطلقت في العام 1924، ولغاية العام 1992 كانت تُقام كلتا المسابقتين في نفس السنة، ولكن ابتداءً من العام 1994 تمّت إعادة تحديد موعد كل منهما بحيث تُقامان في سنتين زوجيّتين متعاقبتين على سبيل المثال أُقيمت الألعاب الأولمبية الشتوية 1994 والألعاب الأولمبية الصيفية عام 1996، ثمّ أُقيمت الألعاب الأولمبية الشتوية عام 1998، ثمّ الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2000 . في البدايات احتوى برنامج الألعاب في العام 1896 على مسابقات صيفية فقط، وفي ذلك التاريخ شارك حوالى 300 رياضي من 15 دولة تنافسوا في 43 مسابقة ضمن 9 رياضات مختلفة أبرزها العدو والجري، ولكن عندما أُقيمت الألعاب الأولمبية الصيفية في أثينا في العام 2004، شارك فيها أكثر من 10000 رياضي من 202 دولة تنافسوا في 68 رياضة مختلفة.
حالياً، يشارك فيها أكثر من 240 دولة، ويرتفع عدد المشاركين في الألعاب بشكل تصاعدي، ولطالما تأثّرت مشاركات الدول بالأوضاع السياسية، وعلى هامشها تُقام مسابقات خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، مع الإشارة إلى أنّه في العام 1913 تمّ اعتماد علم خاص للألعاب الأولمبية لونه أبيض وتتوسّطه خمس دوائر ترمز إلى قارّات وشعوب العالم أزرق، أصفر، أخضر، أحمر وأسود ، فيما النشيد الخاص بها عليه مسحة موسيقية إغريقية من باب الوفاء والشكر لمطلقيها، حيث تمّ اعتمادها مع انطلاقها في العام 1896، وهناك الشعلة التي ترمز إلى بدء الألعاب وتوقّّفها وهي تتنقّل من مدينة إلى مدينة، وتُطلق الألعاب الأولمبية على أسماء المدن وليس على الدول التي تُنظّم على أرضها، وهناك ما يُسمّى الشرعة الأولمبية والتي تضمّ القوانين والأنظمة والميثاق الجامع بين جميع الرياضيين في العالم، وقبل انطلاقها لا بدّ من ترداد القسَم على لسان أحد أبرز الرياضيين في المدينة المنظّمة ونصّه: «نقسم بأنّنا نقبل بالألعاب كمثابرين شرفاء نحترم قوانينها ونسعى للاشتراك بشهامة لشرف بلادنا ولمجد الرياضة».
للأسف، لغاية اليوم لم تحظَ أيّة مدينة عربية بتنظيم الألعاب الأولمبية، وبلغ مجموع الميداليات العربية منذ انطلاق المسابقة 94، موزّعة كالآتي: 23 ذهبية و24 فضّية و47 برونزية، ويتصدّر الترتيب العربي على صعيد الإنجازات الأولمبية مصر تليها المغرب فالجزائر فتونس فسورية. فيما نظّمت لغاية اليوم في 20 مدينة أوروبية و4 آسيوية و6 أميركية، ومرة واحدة في أوستراليا 2000 على أن تُنظّم خلال الدورة الحالية في مدينة ريو دي جانيرو في البرازيل.