الأسد: معركتنا مع الإرهاب معركة وجود ولا مجال للمهادنة
وجه الرئيس السوري بشار الأسد أمس، كلمة الى الجيش السوري عبر مجلة «جيش الشعب» بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لتأسيس القوات المسلحة السورية، أكد فيها أن المعركة مع الإرهاب هي معركة وجود ومصير لا مجال فيها للتهاون أو المهادنة. مشيراً الى الإصرار على الصمود في وجه مشاريع الفتنة والتقسيم الإرهابية الاستعمارية التي تستهدف سورية والمنطقة بأسرها خدمة لأطماع العدو الصهيوني المستفيد الأكبر من كل ما يجري من فوضى وإرهاب.
وأكد الرئيس الأسد رفض المساومة على القضايا أو التفريط بالحقوق «فلا تنازل عن طلب الحق ولا تراجع في الدفاع عن الوطن مهما بلغت الشدائد والمؤامرات التي لن تزيدنا إلا قوة وصلابة».
الى ذلك، أكدت منظمة شنغهاي للتعاون ضرورة حل الأزمة في سورية بالوسائل السياسية والديبلوماسية حصرياً داعية إلى بذل المزيد من الجهود الديبلوماسية لإيجاد حل لهذه الأزمة.
ودعا وزراء خارجية المنظمة في بيان أمس، إلى مواصلة الحوار الداخلي المباشر في سورية بالاستناد إلى بيان جنيف الصادر بتاريخ 30 حزيران عام 2012 والأحكام الموافقة له في قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2118.
وأضاف البيان أن «رؤساء وفود منظمة شنغهاي للتعاون يعبرون عن رأيهم المشترك بأن التغيرات المعقدة التي تحدث في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا ينبغي أن تؤدي إلى التأخير في إيجاد حل للنزاعات المزمنة» معتبراً أن تسوية هذه النزاعات سيكون لها أثر إيجابي على الوضع العام في المنطقة.
وفي شأن آخر، قالت منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري أموس إن مزيداً من قوافل المساعدات سترسل إلى المناطق الخاضعة لسيطرة «المعارضة» في سورية في الأيام المقبلة، مع تكثيف المنظمة عملية إيصال المساعدات من دون موافقة الحكومة السورية.
وأوضحت أموس إن الأمم المتحدة علقت عملية إيصال المساعدات عبر العراق بسبب تدهور الأوضاع الأمنية هناك، حيث كان مجلس الأمن الدولي أصدر في وقت سابق هذا الشهر قراراً يجيز ايصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود من دون موافقة مسبقة من الحكومة السورية.
وكانت الأمم المتحدة أرسلت الأسبوع الماضي أول قافلة مساعدات إنسانية إلى المناطق التي يسيطر عليها المسلحون من دون أخذ موافقة الحكومة السورية، حيث دخلت القافلة عبر الحدود التركية.
الى ذلك، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مقال نشرته صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية، أن سورية حذرت باستمرار عبر السنوات الثلاث المنصرمة من أن الهجمة الإرهابية التي تتعرض لها ستصيب المنطقة، مشيراً إلى أن ما لا يقل عن 80 ألف إرهابي من كل العالم انضموا إلى «الجهادية الوهابية» الأشد تطرفاً في حربهم المسعورة والدامية والمدمرة والضالة ضد سورية.
وأوضح المعلم في المقال تحت عنوان «الفوضى السورية نتاج المعايير المزدوجة» أن غض قوى اقليمية معروفة ومدعومة من الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الطرف عن الجرائم التي تقترفها المجموعات الإرهابية والتي طاولت الأبرياء والنساء والأطفال وكل المؤسسات الاقتصادية والصناعية والثقافية السورية كان بهدف إعادة سورية إلى عهود الظلام.
ودعا المعلم عند مقاربة الأزمة في سورية إلى إيلاء الاهتمام لنقاط عدة منها التوقف عن دعم الإرهابيين، وقال: «إن حدة العنف لن تخف طالما استمر الغرب وحلفاؤه الإقليميون بتزويد المجموعات الإرهابية بالسلاح والمال والدعم اللوجستي». وتساءل: «كم يجب أن يبلغ عدد القتلى قبل أن يغير هؤلاء سياستهم هذه»، إضافة إلى الاهتمام بمسألة الاعتراف بالسبب الحقيقي وراء أزمة المهجرين، مبيناً أن الآلاف من هؤلاء «عادوا إلى بيوتهم وأحيائهم في المناطق التي تمكن الجيش السوري من طرد الإرهابيين منها كما في حمص القديمة وكسب والعديد من القرى والأحياء السورية».
وأشار المعلم إلى ضرورة الإقرار بأن العملية السياسية هي السبيل الوحيد لحل الأزمة، موضحاً أن سورية «تسعى إلى إيجاد حل سياسي لأزمتها عبر الحوار الوطني بين السوريين وبقيادة سورية» لافتاً إلى «أن الحكومة انخرطت في سلسلة من التسويات السياسية مع مجموعات مسلحة أفضت إلى تسليم السلاح ومباشرة الحياة الطبيعية في البلاد».