حديث العواصف

أتفرّس في وجه أمي بحبور، كمن يكسر «ريتم» الضباب ليخترق الفجر الآتي.

تلك الدقائق ملاذ كياني المتشظّي. عمداً أحاور تجاعيد السنين الغابرة، علّ جمرة شوق تعبرني، لتنهمر على خدودي قطرات الندى بأمان.

تتكاثف أنفاسي إلى ما بعد التواتر لتعلو كصلاة دخلت حيّز التسبيح. فأنأى بنفسي إليّ، لأبحث في تفاصيل الثواني عن طفلة تعدو لترتمي في حضن أمها، وهيهات أن تدرك مرادها المأمول.

تجاوزنا الزمان من دون دراية، وبدأت الكلمات تزحف في بحث مستميت عن شغفها لغواية الحبر، ولوعة الورق الجافر العطش، كهروب خوف الراحلين. كأرغفة الفقراء حين تدور مع كلّ صلاة على موائد المترفين الذين يلهثون نحو افتعال فرقتنا.

زهورنا تنجب الشباب، واللوز يرتدي الحداد أسمال خيبته، وكلمات لا سلطان عليها تتناسل فوهات البنادق.

آه…

في الصدر قصص لغروب لا شروق بعده. لعلّ الصمت وحده، الغائب كفرح المشرّدين يرتعش كغيمة حضنتها العواصف.

هدى أبو الحسن ـ سورية

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى