مخزومي: لتفعيل قدرات المجتمع وتحويلها إلى قوة مؤثرة على دوائر القرار

رأى رئيس «منتدى الحوار الوطني» المهندس فؤاد مخزومي أنّ «الحل في لبنان يقوم على تشكيل «لوبيات» ضاغطة سواء من الاقتصاديين ورجال الأعمال أم من الشباب والمجتمع المدني لتفعيل قدرات المجتمع وتحويل الطاقات المجتمعية إلى قوة مؤثرة على دوائر القرار».

كلام مخزومي جاء خلال مؤتمر حوار ضمن سلسلة محاضرات بعنوان «ملتقى النفط والغاز: ثروة لبنان الوطنية» أقامه «منتدى الحوار الوطني» في جامعة «هايكازيان».

وبعدما شكر الجامعة على كرمها، أشار إلى أنّ «المجتمع المدني استقال من دوره»، منوهاً بـ«مؤسسة مخزومي التي تدرب الشباب وتؤهلهم منذ عام 1996 و«بيروتيات» التي تنشط في بيروت عبر رمضانيات وميلاديات وتهدف إلى تفعيل المجتمع المدني للضغط على المسؤولين من أجل تحسين الأوضاع الاجتماعية للناس».

ولفت إلى أنّ «الاقتصاد اللبناني يعاني مشكلة أساسية تكمن في الخطاب السياسي، والذي انعكس سلباً على علاقاتنا مع دول الخليج». وأشار إلى أنّ «ما يحاول القيام به بالتعاون مع الاقتصاديين ورجال الأعمال هو تشكيل لوبي هدفه إعطاء صورة إيجابية عن لبنان بعيداً من السياسيين».

وشدّد على أن «الحلّ يكمن في تشكيل هذا اللوبي إذ إنّ الاقتصاديين اللبنانيين برهنوا للعالم أنهم ناجحون في أي بلد يكونون فيه»، متسائلاً: «لماذا لا تفيد الدولة من هذه الطاقات عبر تشكيل مجلس على غرار مجلس العلاقات الخارجية الأميركية يعمل على تسويق صورة لبنان في الاتجاه الصحيح»؟

وأضاف: «إنّ الحلّ يكمن في شبابنا، لذا عليهم أن يعملوا على تشكيل لوبي ضاغط دفاعاً عن حقوقهم»، وقال: «إنّ المنطقة مقبلة على تسويات، ومن الضروري أن يكون لبنان جاهزا على مختلف المستويات»، داعياً إلى «عدم إلقاء اللوم على وزارة طاقة أو هيئة إدارة قطاع النفط، فمجلس النواب هو المشرع وأنتم الشباب من ينتخبه فإذا أردتم التغيير من الضروري إنشاء لوبي شبابي فالمستقبل لكم ونحن معكم».

وكان رئيس جامعة هايكازيان بول هايدوستيان افتتح المؤتمر، وربط بين «الحكومة الرشيدة والأخلاق العامة والمناقبية الممنهجة». وأشار إلى «ضرورة عدم حصر ملف النفط والغاز بالاقتصاد والسياسة».

وأعرب وزير الطاقة والمياه آرتور نظريان، بدوره، عن سعادته «لكثرة النشاطات حول النفط والغاز»، متوقفا عند «بعض التحديات ومنها الإطار القانوني والمساءلة والشفافية، والعائدات وإنشاء صندوق سيادي تحتفظ به الدولة للاستثمار مستقبلاً».

وتمنى «الحفاظ على صدقية الدولة اللبنانية»، مشدداً على «ضرورة بناء القدرات للإفادة من هذا القطاع كمورد وطني».

وأدار المؤتمر عميد كلية إدارة الأعمال والاقتصاد في الجامعة فادي عسراوي الذي تساءل: هل يكون النفط نعمة على لبنان أو نقمة؟»، معتبراً أنّ «الأمر يتوقف على الحوكمة الرشيدة لهذه الثروة».

وكانت كلمة للنائب غسان مخيبر الذي حذر من «تحَّول هذه النعمة إلى نقمة لأنّ الدولة اللبنانية فاسدة ومبنية على الطائفية وتتخبط في اتخاذ القرارات، وهي دولة «أوليغارشية». وأثار مسألة الصندوق السيادي، داعياً إلى» إقرار أحكام تشريعية لتنظيم هذا القطاع».

وعدّد رئيس مجلس إدارة هيئة إدارة قطاع النفط وسام الذهبي، من جهته، «أهداف هذا القطاع وأهمها جذب الاستثمار وتعظيم المنفعة الاقتصادية للدولة». وأشار إلى «التحديات المتعلقة بالحوكمة والشفافية»، كاشفاً أنّ «مسار هذا القطاع في لبنان طويل الأمد»، مركزاً على «المساءلة والشفافية».

وطرحت رئيسة «منظمة الشفافية اللبنانية» المحامية ندى عبد الساتر أبو سمرا تساؤلات عدة عن «الاستثمار والأرباح والشفافية»، مؤكدة أن «الفساد يأكل دولتنا، متطلعة إلى أن «تكون الثروة البشرية في لبنان أفضل من الفساد السياسي».

وقدم الأستاذ الجامعي سميح عازار توصيات تقنية عن هذا الملف، وتلا المؤتمر حوار بين المحاضرين والطلاب.

وحضر المؤتمر عضو هيئة إدارة قطاع البترول ناصر حطيط وحشد من رجال الأعمال وعمداء ومديرون لكليات جامعية وإعلاميون وطلاب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى