«المنار»
حسناً فعلت الحكومة اللبنانية ان فتحت متاحفها بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف، وربّما يجب ان لا تقفلها..
فالوطن الذي يعيش أزمات القرون الوسطى، من الطبيعي ان يهرب سياسيوه ومواطنوه الى متحف ما قبل التاريخ..
قبل تاريخ استباحة سيادة لبنان عبر قمر نايل سات والتطاول على إعلامه، استبيح امن معلوماته عبر الانترنت تجسّساً وسرقة، واستبيحت ارواح مواطنيه بالقمح المسرطن والنفايات، واستبيح امنه الاجتماعي بشبكات الاتجار بالبشر الموزعة في غير مكان، وغيرها العديد من ملفات الفساد، الا انّ قرار الحكومة كان، بحث اعتمادات امن الدولة، فاية دولة؟
سؤال ردّده الاعلام اللبناني، الذي وقف اليوم أمس وحيداً بالصوت الحيّ، مواجهاً محاولات الالغاء، بقرارات سياسية لا تمت بصلة الى المهنية..
لن يعبر سكين القمع في خاصرتنا قال الاعلام الذي اجتمع اليوم أمس مع المجلس الوطني، فمن ساهم بصنع هذه المهنة، لن يعدم وسيلةً ليبرئ الجراح.. وإن كان الجرح الأبلغ من سلطة شرّعتْ وطنها لكل تطاول وهي ترتشف اقداح الازمات..
لن نرضخ.. قالها الاعلام اللبناني، والمنار مثال.. فالقناة المولودة مع زمن الانتصارات، لن يكسرها تيه الخيارات..
سألوا عن وزرائهم المعنيّين، مقصّرين كانوا او متواطئين كما صنّفهم بعض الاعلاميين، وسألوا عن فضاء لبنان الرحب بالحرية وتعدد الخيارات. لما يضعه سياسيوه على مقصلة الاحقاد؟
وعدوا بان اجتماع اليوم أمس اول الغيث، ولن يتركوا المقصّرين، واذا كانوا قاصرين، ففي جعبة الاعلام اللبناني الكثير من الحلول..
«أن بي أن»
بقيت الدولة عالقة في تبايناتها، التواصل لم يغير آراء القوى السياسية التي بقيت عند مواقفها، ما يعني ان جلسة مجلس الوزراء المقبلة ستكون محكومة بنتائج الاتصالات المفتوحة، الملفات ضاغطة وتتصدّر كأولويات ومنها قضية جورة البلوط، التي استدعت اجتماعاً اعلامياً واسعاً بين المجلس الوطني وإدارات القنوات التلفزيونية، الدولة اللبنانية تتحمّل المسؤولية ومطالبة بالتحرك لاتخاذ قرار التجديد للعقد مع نايل سات، وحدة صف إعلامي بدت اليوم أمس بالطلب من المصريين التراجع عن قرار وقف المنار.
داخلياً، تصدّر حكم التمييز بحق ميشال سماحة لمدة ثلاث عشرة سنة أشغالاً شاقة مع تجريده من حقوقه، ما يعني انه سيبقى سجيناً لمدة ست سنوات اضافية كاملة، الردود تفاوتت بين مرحب وداع لاستكمال المحاكمات وتوسيع دائرة المحاسبة لتطال كلّ الارهابيين.
اقليمياً كانت القمة السعودية المصرية تعبّر عن التحالف القائم بين القاهرة والرياض على اسس سياسية وترسيخ الروابط بجسر بري بين البلدين عبر البحر الاحمر، فهل يتوسع التواصل ليطال دولاً اقليمية خصوصاً ازاء الرغبة المصرية بالانفتاح السياسي؟
في المنطقة كان وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية يبشر بقرب الانتهاء من داعش في سورية والعراق، ما يعكس التزاماً بالتوجه الجديد حول سورية، رغم إرجاء محادثات جنيف وانتظار زيارة المبعوث ستيفان دي ميستورا الاحد الى سورية وانشغال دمشق بحربها ضدّ الارهاب من جهة وانتخاباتها التشريعية الاسبوع المقبل من جهة ثانية.
«او تي في»
من المؤكد أنّ ملفات مثل أمن الدولة المعطل والنفايات المزوّرة والإنترنت المهرّب والقمح المسرطن وفساد الأجهزة المبطن وغيرها… ستظلّ مفتوحة وسيفتح سواها في الأيام المقبلة… حتى أن في الصالونات السياسية كلاماً يشبه أوراق الروزنامات القديمة. مع كلّ ورقة وصفة لطبخ فضيحة جديدة… ويروى أنّ الموعد المقبل بعد أيام سيكون في مديرية الـ TVA… أكيد أنّ مسلسل الفضائح هذا، هو من نتاج فساد طبقة حاكمة منذ ربع قرن. كما هو وليد اهتراء دولة ونظام كاملين… غير أنّ هناك سبباً آخر على ما يبدو لهذا المسلسل… إنه المأزق الذي تعاني منه مرجعيات الطوائف كافة: فالفريق الحريري على المستوى السني مثلاً، بات في مأزق التخلي السعودي الكامل عنه. وما كان يُحكى همساً في هذا المجال، كشفه محمد بن سلمان علناً في حديثه الصحافي قبل أيام. إذ تأكد أنّ أوجيه ذاهبة إلى القضاء السعودي… ما يعني أنّ أصحاب أوجيه مهدّدون بالقضاء عليهم سعودياً… المرجعية الشيعية في مأزق آخر. عنوانه التباين الذي صار ظاهراً للعيان بين ثنائيتها. فضلاً عن أولويات مختلفة، تبدأ في سورية، وتتسع كلّ يوم… وصولاً إلى الفضاء وأقماره الاصطناعية… على المستوى المسيحي المأزق جلي كذلك. بين زعامة، يرفض الآخرون التسليم بها. وبين إسقاطات من الآخرين، ترفض الزعامة المسيحية قبولها… فيما بكركي تحاول التشاطر على الاثنين معاً، من دون نتيجة ولا جدوى… وحده وليد جنبلاط مدرك لمآزق الجميع، كما لمأزقه المطابق. ولذلك فهو يكتفي بفشات خلق تغريدية، مدركاً أن لا شيء ممكناً في المدى الراهن… وسط هذه الأجواء، الجميع في حاجة إلى مواد استهلاكية لتقطيع الوقت… ولتعبئة الفراغات… ولعبور صحراء الانتظار الثقيل… إحدى تلك المواد الإلهائية كانت محاكمة ميشال سماحة. سيتسلى بها المأزومون أياماً. فيما يدفع سماحة ثمنها 76 شهراً ونصف سجناً إضافياً… كيف؟
«الجديد»
المحكمة العسكرية.. أطالت عمرها هي مدّدت كيانها بحكم معلّل أنزل عقوبةً مشدّدةً بميشال سماحة.. واستردّ منه حريةً كادت تكلّف العسكرية وجودها. ثلاثة عشر عاماً لسماحة.. ومدى الحياة لمحكمة عسكرية علّقها سياسيون وإعلامٌ على المشنقة.. وطالبوا برأسها خليلاً ولطوف.. وجرّد عمداؤها الأربعة من أهليتهم وصودرت سمعتهم قضاء غبّ الطلب.. فهيئة التمييز نفسها تصدر أحكاماً كالصيف والشتاء تحت سقف عسكرية واحدة.. وإذا كان ميشال سماحة قد نال شبه إجماع لبنانيّ على إدانته وتجريمه وسلوكه الإرهابيّ فإنّ العقوبة المشدّدة جاءت لتستعيد أسماءً إرهابيةً توازي ارتكاب سماحة وأكثر.. فازت بأحكام أقصاها لم يبلغْ سبع سنوات.. وأدناها خرج بصفْقة وربما مع اعتذار عن التوقيف. لن يمتلك أيّ طرف لبنانيّ حقّ الدفاع عن مجرم اسمه ميشال سماحة.. كانت الأرواح لديه لا تساوي قشرة صبير.. لكنْ أيّ قضاء هذا العامل على محرّك سياسيّ؟ وكيف تحوّلت المحكمة العسكرية في رأي السياسيين من هيئة ملعونة مشتومة يُراد إبطالها ومحاكمتها.. إلى محكمة نزيهة عادلة تنشر السلام وتبسط سلطان الحق من نصدّق اليوم؟ السنوات الأربع.. كعقوبة البداية؟ أم الثلاث عشْرة سنةً اليوم؟ قرار العسكرية لاقى ترحيباً في صفوف المستقبل ومسيرات احتفاليةً في طرابلس.. ووقف زعيم تيار المستقبل سعد الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق بكامل دموعها على ضريح الشهيد وسام الحسن ينبئانه بالخبر، ولفت كلام الحريري الذي أصابت سهامه وزير العدل أشرف ريفي من بيروت إلى الرياض.. إذ رأى أنّ هذا الحكم يشكّل الطريق الصحيح للعدالة بعيداً من المزايدات والتصرّفات السياسية الهوجاء. لكنّ المزايد.. توغّل في المزايدة عبر إستعراض قواه السياسية في السّعودية بلقاء وليّ العهد الواقع على طرفي نقيض مع سعد الحريري منذ نعومة الحقيقة ليكس .
«ال بي سي»
القضاء كان اليوم أمس بالمرصاد للاتجارين، الاتجار بالمتفجرات وصولاً الى محاولة تفجير الاستقرار، والاتجار بالبشر وصولاً الى العبودية.
القضاء العسكري ممثلا بالمحكمة العسكرية اصدر حكمه في قضية الوزير ميشال سماحة فقضى بسجنه 13 عاما وبتجريده من حقوقه المدنية.
والقضاء الطبي، ولو بالمعنى الرمزي ممثلاً بالمجلس التاديبي في نقابة الاطباء اصدر قراره في قضية طبيب الإجهاض رياض علم فقضى بمنعه من مزاولة المهنة مدى الحياة.
في قضية سماحة طرح السؤال، كيف انتقل حكمها من حكم مسهل الى حكم اليوم أمس ؟ علماً ان متابعين ذكّروا بان المحكمة العسكرية بهيأتيها الدائمة والتمييزية لم يتخط سقف احكامها اربع سنوات ونصف السنة في المواد نفسها التي حوكم فيها كثيرون ومن بينهم شادي المولوي، ما يطرح السؤال وفق اي معايير اصدرت محكمة التمييز العسكرية اليوم عقوبة قصوى بلغت 13 عاماً؟
«ام تي في»
محكمة التمييز العسكرية قالت كلمتها في قضية المجرم ميشال سماحة، فارتاح وسام الحسن في عليائه، كما ارتاح اللبنانيون الى تحقق العدالة، فبصدور الحكم المبرم غير القابل ايّ نوع من انواع المراجعة، استعاد القضاء العسكري هيبته وصدقيته، واذا كانت الاحكام القضائية تصدر باسم الشعب اللبناني، فإنّ الحكم القضائي الصادر عبّر عن تطلعات اللبنانيين الذين لا يزالون يأملون بمحاكمة بقية المجرمين وخصوصاً المتورّطين من النظام السوري الذين شاركوا سماحة هذه الجريمة.
في السياسة، الأمور تراوح مكانها، والدولة تستكمل اهتراءها، والحكومة تواصل فشلها، وملف جهاز أمن الدولة الذي أنهى جلسة مجلس الوزراء أمس أول أمس يهدّد الحكومة بعدم الانعقاد الثلاثاء لتعذّر التوافق عليه.
وسط هذه الأجواء، برز تطور إيجابي تمثّل في زيارة السفير السعودي وزارة الخارجية حيث عقد اجتماعاً مطوّلاً مع الوزير جبران باسيل، فهل تكون هذه الزيارة مقدّمة لإعادة تصويب العلاقات السعودية اللبنانية وإخراجها من دائرة سوء الفهم والتشنّج؟