لقاء تضامني حاشد مع الأسير سكاف في مارون الرأس وكلمات أكدت تحرير فلسطين والأسرى
نظمت الجمعية «اللبنانية للأسرى والمحررين» ولجنة «أصدقاء الأسير يحيى سكاف»، لقاءً تضامنياً، بمناسبة الذكرى 38 لاعتقال الأسير سكاف، في قاعة الإمام الخميني في حديقة بلدة مارون الرأس قضاء بنت جبيل، بحضور قيادات من «حزب الله»، حركة «الناصريين المستقلين – المرابطون»، الجمعيات المنظمة، ممثلي الفصائل الفلسطينية وقوى وطنية وفاعليات دينية واجتماعية وتربوية.
بعد النشيد الوطني، ألقى عضو المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي كلمة حيا فيها «جهاد الأسير سكاف والعملية البطولية، التي قام بها داخل الأراضي الفلسطينية».
وقال: «إن لبنان وفلسطين في خندق واحد ضد العدو «الإسرائيلي»، وعلى الشعب العربي والفلسطيني أن يكونا أيضاً في خندق واحد لمواجهة العدو الصهيوني، حيث ترخص الأرواح والدماء في سبيل استرجاع الحق المغتصب فلسطين، وإن الشعب الفلسطيني، الذي يعاني الكثير من العذابات والمرارات والآلام، لن يحول وجهته العدائية إلى وجهة أخرى غير «إسرائيل»، مهما حاول البعض تغييرها بأسماء متعددة، وسيبقى يتمسك بحقه كاملاً غير منقوص على أرض فلسطين، حتى لو تخلت منظمات وحركات ومقاومات عن فعل وخط ونهج المقاومة».
أضاف «أن ما يحصل اليوم من عمليات بطولية في العمق الفلسطيني، يؤكد أن إرادة المقاومة بيد الجيل الجديد، الذي دفعت «إسرائيل» كل ما تستطيع من أجل تهويده، ليحمل الجنسية «الإسرائيلية» ويصبح «إسرائيلياً» أو على الأقل فلسطينياً مهادناً، ولكن برز الشباب من هذا الجيل، ليؤكد إرادة المقاومة واستمرارها للوصول إلى تحرّر فلسطين الأسيرة».
وإذ سأل «أين الأنظمة العربية والحركات الإسلامية والنضالية من فلسطين؟ أين الذين يدعون الجهاد في سبيل الله، وعملهم ينحصر في قتل العرب للعرب وقتل المسلمين للمسلمين، ويبتعدون كل البعد عن القضية الفلسطينية؟»، أكد أن «بوصلتنا ستبقى دائما باتجاه فلسطين، والوقوف إلى جانب شعبها حتى تحريرها والعودة، ونعود ونؤكد أننا لا نترك أسرانا في السجون».
شناعة
ثم القى أمين سر حركة «فتح» ــ إقليم لبنان رفعت شناعة، كلمة تحدث في مستهلها عن «العملية البطولية، التي قادتها دلال المغربي ضد العدو الصهيوني المحتل لأرض فلسطين، وأن المجموعة تشكلت من ثلاثة عشر مقاتلاً من فلسطينيين ولبنانيين وسوريين ومن جنسيات عربية، جاءوا جميعاً ليقولوا إن الأمة العربية اليوم، تعتبر أن لها عدواً واحداً هو العدو «الإسرائيلي»، وأن البوصلة الحقيقية يجب أن تبقى كبوصلة نضال باتجاه فلسطين حتى لا تضيع البوصلة».
وقال: «تمكنت المجموعة من الوصول إلى فلسطين واستولت على باصين باتجاه المكان المخطط له، وكان أهم موقع «إسرائيلي» قرب الساحل، وكانت المعركة والرد الجنوني «الإسرائيلي» بالتصفية الجسدية للمقاتلين، وأسر ثلاثة منهم، وكان هدف المجموعة أسر عدد من الضباط «الإسرائيليين» للتبادل، وإطلاق سراح الأسرى القابعين في السجون والزنزانات، والأسير يحيى محمد سكاف، لم يزل في المعتقلات «الإسرائيلية»، وهذه المحطة يجب أن تثار، وهي من 11- 3- 1978، والموضوع يشهد على مدى حقد العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني».
أضاف «نفتخر ونعتز اليوم، بهذه الوقفة التضامنية في تكريم أسير فلسطين، وهذا ليس غريباً من الشعب اللبناني، أن يكون إلى جانب الشعب الفلسطيني في كل خنادق القتال والتضامن، فإن الشعب اللبناني وقف معنا، منذ بداية السبعينيات على هذه الأرض في جنوب لبنان، الجنوب الصامد في أرض المقاومة اللبنانية والإسلامية، هذه الأرض التي تخضبت بدماء الشهداء والأبطال اللبنانيين والفلسطينيين».
وتابع «نقول لشعبنا الفلسطيني، الذي يعاني قسوة الاحتلال: أنتم حراس الأرض المتجذرون في التراب المبارك. أنتم معنيون بحراستها. قاتلوا حتى آخر قطرة دم من دمائكم، لأننا كلفنا في حكم وجودنا في هذه الأرض المقدسة، أن نكون في الخندق الأول وأن نبقى فيه مهما كانت المؤامرات والعدوانيات علينا، فإننا نعتبر أنفسنا إما شهداء وإما جرحى وإما أسرى أو مناضلين، سنذهب معاً وسوياً إلى صناعة الدولة الفلسطينية المستقلة».
وختم «إن إرادة الشعب دائماً هي المنتصرة، لأن ما قاله ياسر عرفات «هذا شعب الجبارين» وشعب الجبارين اليوم ثابت في أرضه، ولن يستطيع الصهاينة أن يحققوا هدفهم مهما قتلوا وصادروا من الأراضي، ومهما احتلوا وضايقوا. طالما أن شعبنا يقف على رجليه، هناك على أرضه لأن المعركة، هي معركة الأرض، وطالما نحن صامدون واقفون على أرضنا، مهما كان العدو قوياً سينهار أمام إرادتنا، لأن التاريخ لم يذكر أن شعباً من الشعوب كان مقاوماً وانهار. فشعبنا سيبقى على أرضه، ونقول لكل الذين يشهدون أن السلام يبدأ من فلسطين والحرب تندلع من فلسطين».
حمدان
ثم ألقى أمين الهيئة القيادية لحركة «الناصريين المستقلين – المرابطون» العميد مصطفى حمدان كلمة، حيا في مقدّمها «شهداء فلسطين والقوات المشتركة اللبنانية والفلسطينية والمقاومة الإسلامية في لبنان»، شاكراً الجمعية وهيئة الأسرى «لإقامة اليوم التضامني للأسرى»، متحدثاً عن «الاتجاهات الصحيحة للعملية البطولة، التي قادتها دلال المغربي نحو فلسطين، وتحرير الأسرى والمعتقلين من زنزانات العدو».
وقال: «يحاولون اليوم، أن يأخذونا إلى الاتجاه المعاكس، لكنهم لن يستطيعوا، ستبقى القدس وفلسطين بوابة جهادنا ولا نحيد عنها، وما يجري في سورية نهايته النصر لها، وستكون بوابة الدخول إلى تحرير فلسطين».
أضاف «الثورة الفلسطينية تطور سلاحها من المدفع والكلاشنكوف إلى السكين، حيث يخرج الفارس والمارد الفلسطيني، ليطعن العدو الإسرائيلي الغاصب، وهذه المقاومة ستستمر وتنتصر وستكون فلسطين حرة عربية إلى أبد الآبدين».
وأكد أن «صواريخ المقاومة هي للنصر والتحرير، وليست صواريخ مذهبية، بل صواريخ فلسطين وصواريخ كل الأمة الساعية لتحرير فلسطين».
سكاف
وألقى جمال يحيى سكاف رئيس ولجنة «أصدقاء الأسير يحيى سكاف»، كلمة أشاد في بدايتها بـ«المقاومة وبالسيد حسن نصر الله، الذي أكد عدم ترك أسرانا في السجون، وأن الأمة التي تترك أسراها في السجون هي أمة بلا شرف وبلا كرامة»، مجدداً «العهد والوعد للأسرى ولفلسطين برفع لواء المقاومة حتى دحر الاحتلال، وعودة الشعب الفلسطيني إلى دياره مرفوع الرأس».
واعتبر أن «استهداف قناة «المنار» الغاية منه إسكات صوتها الذي يصدح بالحق»، مطالباً بـ«استمرار النضال حتى تحرير الأسير يحيى سكاف وعبد الله عليان ومحمد فرّان وآلاف الأسرى الفلسطينيين وتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجولان وفلسطين».
وفي الختام ألقى أحمد طالب كلمة الجمعية شاكراً فيها «القادمين من كل لبنان، لإحياء العرس الوطني التضامني مع الأسير سكاف ورفاقه».
واختتم الاحتفال، بتوزيع دروع تكريمية.