المبعوث الأممي يرحِّب بالهدنة ويدعو لتنازلات متبادلة
بعد ساعات قليلة من بدء سريان مفعول اتفاق وقف إطلاق النار في اليمن، خرق التحالف السعودي الهدنة في مختلف الجبهات.
على الرغم من الجهود الدولية، التي بُذلت للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، ومحاولة إيجاد ضمانات لصمود الهدنة وإنجاح المسار السياسي، فإن ما يدور على الأرض من قبل قوى العدوان لا يعكس هذه الجهود، ولا يبشر بقرب انتهاء مأساة اليمنيين مع القتال الذي حوّل حياة أكثر من عشرين مليونا إلى جحيم لا يطاق.
لكن الآمال ما زالت معقودة على التقارب الحاصل بين السعودية وأنصار الله، والذي من شأنه تعزيز فرص الحل السياسي ودفع عجلة السلام إلى الدوران.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، رحب ببدء هدنة مبدئية في الصراع الدائر في اليمن منذ عام، مشيرا إلى أن مفاوضات السلام ستتطلب تقديم تنازلات صعبة من كل الأطراف.
وأضاف في بيان له أمس، في أعقاب بدء سريان وقف العمليات القتالية، الذي تدعمه الأمم المتحدة: «لقد حان الآن وقت التراجع عن حافة الهاوية». وأوضح أن شروط الهدنة تتضمن التزامات بوصول مساعدات الإغاثة، دون أي عائق لكل اليمنيين. وتقول الأمم المتحدة إن مئات الآلاف من الأطفال في اليمن يعانون من سوء تغذية يهدد حياتهم، كما أن ملايين الأشخاص يفتقدون الرعاية الصحية أو المياه النظيفة.
وقال ولد الشيخ أحمد إن «التقدم الذي أُحرز يمثل فرصة حقيقية لإعادة بناء بلد عانى كثيرا جدا من العنف لفترة طويلة جدا. وأي نتيجة إيجابية ستتطلب تنازلات صعبة من كل الأطراف وشجاعة وتصميما على التوصل لاتفاق».
وأدى الصراع المسلح بين الحكومة اليمنية التي يدعمها تحالف عربي تقوده السعودية من جهة والمقاتلين الحوثيين وشركائهم من جهة أخرى إلى سقوط أكثر من 6200 قتيل، وإلى أزمة إنسانية في واحدة من أفقر الدول العربية.
ويأتي وقف القتال قبل مفاوضات سلام، من المقرر أن تبدأ في الكويت في 18 نيسان، تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأوضح ولد الشيخ أحمد أن مفاوضات الكويت ستركز على 5 مجالات رئيسية هي انسحاب الميليشيات والجماعات المسلحة، وتسليم الأسلحة الثقيلة إلى الدولة ووضع ترتيبات أمنية موقتة، وإصلاح مؤسسات الدولة، واستئناف الحوار السياسي الشامل، وتشكيل لجنة خاصة للسجناء والمعتقلين.
وقال التحالف في بيان إن الهدنة ستنتهي في الساعة 9:00 بتوقيت غرينتش في اليوم التالي لانتهاء المشاورات في الكويت إذا لم يتم تمديد الاتفاق.
وكان قد سجلّ في الساعات الخمس عشرة الماضية سلسلة خروق لوقف إطلاق النار الذي بُدئ بتطبيقه منتصف الليلة الماضية.
وقد أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أن «طائرات التحالف السعوديّ أنزلت أسلحةً لقوات هادي في منطقة التربة جنوب تعز» في خرق واضح لوقف إطلاق النار. وأضافت أنّ طائرات التحالف شنّت غارة على منطقة كلابة شمال مدينة تعز جنوب البلاد، مشيرة إلى أن قوات الرئيس هادي حاولت التقدم باتجاه جبل جرة شمال مدينة تعز جنوب البلاد.
وفي صنعاء، أفاد مصدر بأنّ طائرات التحالف السعوديّ أغارت على جبل نهم. وأضاف المصدر بأنّ طائرات التحالف السعودي شنت غارةً جوية على مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج جنوب اليمن، وذلك بعد نحو ساعة من دخول اتفاق وقف اطلاق النار.
وفي تعز جرى قصف مدفعيّ متبادل في الأحياء الشرقية للمدينة بعد دقائق من بدء سريان وقف إطلاق النار أيضاً.
وبالتزامن، أعلن فصيل مسلح موالٍ للرئيس هادي والتحالف السّعوديّ في تعز جنوب اليمن رفضه اتفاق وقف إطلاق النار. وقال الفصيل المعروف بـ»لواء الصعاليك»، في بيان له، انه لا يعترف بأي هدنة أو تهدئة. وأشار إلى أن «السياسة والأحزاب خذلت تعز» بحسب تعبيره. كما شدد على أنه لن يقبل أي حوار ما دامت تعز محاصرةً وفق ما ذكر البيان.
وفي سياق ميداني آخر، سيطرت عناصر «القاعدة» أمس على مديرية المحفد بمحافظة أبين وسط تنامي نفوذ الجماعات التكفيرية في المدن والمحافظات الجنوبية بدعم من قوات العدوان والاحتلال.
وبحسب موقع «المسيرة»، فقد قالت مصادر محلية إن سيطرة العناصر المسلحة جاء بعد هجوم شنته على عدد من المواقع العسكرية.
ووفقا للمصادر، فقد استحدثت العناصر نقاط تفتيش لها عقب سيطرتها على المديرية.
وكان مسلحو القاعدة قد سيطروا في 20 شباط الماضي على مديرية أحور لتكون «القاعدة» قد سيطرت بذلك على معظم أجزاء المحافظة الساحلية.
وتقع محافظة أبين إلى الجنوب الشرقي للعاصمة صنعاء، وتبعد عنها مسافة تصل إلى 427 كيلو مترا، وتتصل من الشرق بمحافظة شبوة ومن الغرب بمحافظتي عدن ولحج ومن الشمال بمحافظتي شبوة والبيضاء إلى جانب أجزاء من يافع العليا، أما من الجنوب فيحدها البحر العربي الذي تطل عليه شواطئها، ويشكل سكان المحافظة ما نسبته 2.2 من إجمالي سكان الجمهورية، ويبلغ عدد مديرياتها 11 مديرية، ومدينة زنجبار هي مركز المحافظة.