حمية: حجب «المنار» مسّ بالحريات الإعلامية وبسلطان السيادة اللبنانية ويندرج في سياق الحرب المفتوحة التي تستهدف المقاومة

رأى مدير الدائرة الإعلامية في الحزب السوري القومي الاجتماعي العميد معن حمية أنّ هناك حرباً معلنة على المقاومة، ومنها حجب بث قناة «المنار» وهو هدف مركزي، وهناك دول عربية، منها السعودية منخرطة في هذه الحرب.

وقال انّ إيقاف بث قناة «المنار» على القمر «نايل سات» لقي ترحيباً كبيراً من العدو «الإسرائيلي»، وسبق هذا الأمر حجب «المنار» على قمر «عرب سات»، وقرار أصدره مجلس النواب الأميركي في أواخر العام 2015 يقضي بقطع تعامل «المنار» مع مشغلي الأقمار الاصطناعية، ما يعني أنّ إجراءات حجب بث «المنار»، إنما تندرج في سياق الحرب المفتوحة التي تستهدف تصفية المقاومة.

وفي حوار خاص مع مراسلة «وكالة أنباء فارس» في بيروت الإعلامية فيروز حجازي أوضح حمية أنه ليس هناك جهة واحدة تستهدف المقاومة وإعلامها، بل هناك محور يبدأ بالعدو «الإسرائيلي» والولايات المتحدة الأميركية إلى بعض الدول الغربية والاقليمية، إلى دول عربية متأسرلة، وتحديداً تلك التي تجاهر بدعم الإرهاب والتطرف. ودول هذا المحور لم تعد تخجل بعلاقاتها التطبيعية مع العدو. فالمحور المعادي للمقاومة مجتمعاً يستهدف «المنار» لنجاحاتها الكبيرة في مواكبة وتغطية إنجازات المقاومة وانتصاراتها، بالصوت والصورة، ويعتبرها أحد عناصر قوة المقاومة.

وقال: الهدف من وراء حجب بث هذه القناة المقاومة، هو استهداف لكلّ قوى المقاومة في المنطقة، لأنّ «المنار» أثبتت منذ انطلاقتها أنها ليست صوت المقاومة في لبنان وحسب، بل هي صوت المقاومة في فلسطين وكلّ مقاومة تدافع عن أرضها وكرامة شعبها.

وأكد حمية أنّ السعودية ليست وحدها من يناهض قوى المقاومة ودولها، بل هناك محور معاد للمقاومة، على أجندته مخطط تدمير وتفتيت وتقسيم دول المنطقة باسم «الربيع العربي»، وعلى أجندته مخطط تصفية المسألة الفلسطينية لمصلحة العدو «الإسرائيلي»، وهو يعمل لإسقاط المقاومة دولاً وأحزاباً لأنها الوحيدة التي تقف سداً منيعاً بوجه مخططاته التفتيتية وبوجه مخطط تهويد فلسطين.

واعتبر حمية أنّ ما يستهدف «المنار» هو عدوان بكلّ المعايير، فهذه القناة إضافة إلى ريادتها الإعلامية ومصداقيتها في نقل الخبر والمعلومة، لعبت دوراً أساسياً في هزيمة العدوان الصهيوني على لبنان عام 2006. ولأنّ العدو يدرك أهمية دور هذه القناة استهدف مبناها في بدايات عدوانه، لكنها استمرّت تجسّد بالصوت والصورة الحقيقة كلّ الحقيقة.

أضاف حمية: هناك أوجه شبه بين العدوان الصهيوني على «المنار» وبين ما تقوم به الأقمار الاصطناعية المملوكة عربياً، لا بل إنّ هناك هدفاً مشتركاً واحداً هو النيل من هذه القناة المقاومة، وإذا كانت إجراءات قمر «عرب سات» ضدّ «المنار» اتخذت بقرار سعودي، فإنّ المستغرب جداً هو أن يحذو «نايل سات» حذو «عرب سات»، خصوصاً أنّ مصر دولة وازنة، ينظر إليها على أنها دولة لا تخضع للضغوط، وتخوض مواجهة كبيرة ضدّ الإرهاب، ما يستوجب حماية الإعلام الذي يناهض الإرهاب ويفضح جرائمه.

وشدّد حمية على أنّ خطوة «نايل سات» سقطة كبيرة تسجل على مصر، ونحن نتطلع الى أن تصحّح مصر موقفها في هذا الخصوص، وأن تتجاوز الضغوط بتأكيد سيادتها وحرية قرارها.

وحول ما هو المطلوب من الدولة اللبنانية إزاء هذا التعدّي على الحريات الإعلامية علّق حمية بقوله: إنّ قناة «المنار» لم تخرق شروط التعاقد مع «نايل سات»، ووقف بثها غير قانوني ولا يتلاءم مع بنود العقد الموقع بين الجهتين، هذا من جهة، أما من جهة ثانية، فإنّ الأسباب التي تذرّعت بها إدارة قمر «نايل سات» لوقف بث «المنار»، هي أسباب واهية وليست من اختصاصها، فالدولة اللبنانية هي وحدها من يحدّد ما إذا كانت القناة تبث برامج تحريضية أم لا وقد ثبت أنّ «المنار» لم تبث أيّ برنامج تحريضي بهذا الخصوص.

وإنّ ما تبثه بخصوص الحرب على اليمن، مصدره تقارير مؤسسات دولية إعلامية وإنسانية، وهي تنقل واقع الصمود اليمني في وجه الحرب، كما تنقل الهزائم التي تصيب القائمين بهذه الحرب الظالمة.

وأكد حمية على أنّ ما هو مطلوب من الدولة اللبنانية، أن تتمسك بميزة لبنان الضامنة للحريات الإعلامية، وأن تقوم بكلّ الخطوات اللازمة مع الدولة المصرية من أجل حلّ هذا الموضوع. فالأمر لا يقتصر على مسّ بالحريات الإعلامية، بل يطال سلطان السيادة اللبنانية، إذ إنّ لبنان هو المعنيّ بمؤسساته، والحكومة اللبنانية مطالبة بأن يكون لها موقف حازم بهذا الخصوص، دفاعاً عن سيادة لبنان وحريته.

واختتم حمية حديثه بالقول: إنّ لبنان يواجه خطر الاحتلال والإرهاب، وهو بجيشه وشعبه ومقاومته يخوض مواجهة ضدّ هذا الخطر، والإعلام المقاوم هو أحد أسلحة هذه المواجهة، لذلك فإنّ قطع بث «المنار» هو تجريد للبنان من سلاح الإعلام، بعد أن تمّ وقف تسليح الجيش اللبناني، بهدف إضعاف لبنان في مواجهة الاحتلال والإرهاب. ونحن نؤكد، أنّ ما تشهده المنطقة من إرهاب إجرامي دموي يستهدف إسقاط محور المقاومة، لكننا واثقون بأنّ كلّ المحاولات ستبوء بالفشل، وسينتصر هذا المحور بدوله وأحزابه وحركاته وإعلامه المقاوم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى