سلّوم: الهوية السورية تنقذ المجتمع من أسْر الهويات المستبدّة والتجزيئية التفتيتية

بدعوة من «جمعية غلغامش» في مدينة مونتريال الكندية، ألقى عضو المجلس القومي نزار سلّوم محاضرة بعنوان: سورية والسوريون… بحث في الهوية، في قاعة مركز النشاطات التابع لبلدية سان لوران في مونتريال، وبحضور لافت من المهتمين وممثلين عن جمعيات، إضافة إلى القوميين الاجتماعيين وأعضاء الجمعية الداعية.

أسّس المحاضر مقاربته على جملة استفهامية تعبّر عنها الأسئلة التالية:

أين هي سورية الآن؟ وماهي أوصافها؟

أين هم السوريون الآن؟ ومن هم السوريون الآن؟

وعلى ذلك جاءت المحاضرة في أقسام رئيسة ثلاثة، الأول منها شكّل المدخل الذي احتوى على وصف الواقع السوري الراهن بأبعاده الاستراتيجية والاجتماعية والثقافية المختلفة، والتي تؤدي كلها منهجياً وواقعياً إلى إعادة النظر بحقل الهوية الذي يخص المجتمع السوري عموماً. فيما اختصّ القسم الثاني بنقد الهوية الرسمية العربية المسؤولة مباشرة عن استمرار الانقسامات الاجتماعية وتعزيزها، وتلك ذات الطابع الطائفي والمذهبي، بسبب ضعف في محتواها التوحيدي الناجم عن فلسفتها القائمة على رؤية المجتمع وفق منظار متضاد تعبّر عنه ثنائية عربي لا عربي كما تعبّر عنه منهجية تشريح المجتمع إلى أكثريات وأقليات. فيما جاء القسم الثالث والأخير من المحاضرة بمثابة رؤية منهجية مقاربة لتساؤل: صوب أيّ هوية نتجه؟ إذ بيّن المحاضِر أنّ الهوية السورية هي الوحيدة القادرة على تجاوز الأخطاء المنهجية للهويات الأخرى، كما أنها قادرة على إعادة صوغ رؤية للواقع السوري وذلك وفق عملية قائمة على تحرير واستعادة التاريخ السوري المنفي والمقصي من الوعي السوري المعاصر… كما تقوم هذه العملية في جانبها الثاني على تحرير العقل السوري من معطلاته ومحدداته وإطلاقه وإعادته إلى خطه الابداعي الحرّ، وفي جانبها الثالث تقوم هذه العملية على إنجاز التسوية الاجتماعية الرئيسية القائمة على مبدأ النظر إلى الأمة السورية بكونها مجتمعاً واحداً كما تقوم على مبدأ فصل الدين عن الدولة القادر وحده على تحييد الخلافات بين المذاهب والطوائف. ما دون ذلك، اعتبر سلّوم أن المجتمع سيبقى أسير الهويات المستبدة والتجزيئية التفتيتية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى