طهران على خطوط النار الفلسطينيّة
محمد صادق الحسيني
ها هي إيران تدخل بقوة وحزم ووضوح على خط ترسيخ نصر تموز الفلسطيني، بكلّ ما يعنيه هذا الدخول من مفاعيل سياسية وديبلوماسية وعملانية.
رسالتان متكاملتان، رسالة القائد الميداني الأول محمد الضيف أبو خالد، من قلب غزة هاشم، ورسالة اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، من قلب محور المقاومة.
الهدف واحد والتصويب واحد، ألاّ سرقة لنصر تموز الفلسطيني الذي تحقق ولو بلغ ما بلغ، بل وأبعد من ذلك، التقدم خطوات جديدة الى الأمام هي الآتية:
توسيع رقعة الاشتباك ليشمل أراضي الضفة والـ48، وجعل القدس القبلة وفلسطين، فلسطين كلّها، المساحة المطلوبة لإطلاق النار على العدو حيث ثقفناه…
المفاوض الحقيقي والوكيل الحصري للحديث باسم مطالب الشعب الفلسطيني هو المقاوم الفلسطيني على الأرض ببندقيته وصاروخه.
نزع سلاح المقاومة أمر مرفوض رفضاً قاطعاً ولو قدمت أموال العالم كاملة لغزة وأهالي غزة، لأنّ دماء الغزاويين والفلسطينيين ليست للتجارة في سوق النخاسة الدولية، لا لأجل سنغافورة عربية ولا هونغ كونغ فلسطينية!
الضغط على جميع العواصم العربية والإسلامية لفتح مطاراتها وموانئها لتسيير جسور جوية لإيصال الغذاء والدواء الى غزة والأفضل أن يرافقها السلاح، ثم نقل المصابين والمجروحين الى مستشفيات عواصم العرب والمسلمين، بلا منّة من أحد، أيّ أحد!
مصر قاهرة المعز، ومصر عبد الناصر، ومصر الأزهر الشريف، عليها اليوم واجب الحسم والحزم والعزم ان تكون مع غزة هاشم وفلسطين أو مع عدوّها لا سمح الله!
الصمت والسكوت وسدّ الطرق، أيّ طرق الإمداد للفلسطينيين، مشاركة ملعونة يجب أن تتوقف وتتغيّر، ومن يُصرّ على ذلك يجب فضحه أمام الرأي العام وكفى تزييف الحقائق!
«إسرائيل» التي سقطت أمام الفدائي الفلسطيني وهزمت على أرض الواقع أمام الشعب الغزاوي الصامد يجب أن تحاسب حساباً عسيراً وتدفع فاتورة عدوانها البربريّ باهظاً وباهظاً جداً، ويجب أن تقدم إلى المحاكم الدولية وتجرّم أمام الرأي العام مرة وإلى الأبد، ويتمّ الضغط على من بنى هذا المعسكر «الإسرائيلي» ليبدأ في تفكيكه وترحيله من بلادنا في أسرع وقت ممكن.
على أيّ مفاوض فلسطيني أو عربي أو مسلم أو دولي، وكلهم مجتمعين، أن يأخذوا في عين الاعتبار أنّ خريطة العالم الجغرافية والسياسية تغيّرت ما بعد غزة.
على العالم أجمع، وواشنطن و«تل أبيب» خاصة، أن يعلموا أنهم إذا ما سمحوا لأنفسهم بالتزوّد بالذخيرة من خارج فلسطين المحتلة، فإنّ ذلك سيحصل أيضاً وبإصرار أكثر من قِبل دول وقوى محور المقاومة بمختلف الطرائق المتاحة، ولن توفر أي طريقة أو أسلوب لإيصال الدعم والإسناد للمقاومين، ولو أدى ذلك الى الخروج على سائر الأعراف التقليدية المعروفة.
إن غزة هاشم التي انتصرت اليوم على الصهيوني والأميركيّ ومنعته من تحقيق أي من أهدافه حتى الآن، لن تتوانى عن طلب المساعدة من جبهتها الشمالية، أي حزب الله بفتح النار على الصهاينة، ومن حليفتيها طهران ودمشق أن يفتحا النار كذلك، وهذا ما سيحصل قطعاً، وعندئذٍ فلتكن الحرب المفتوحة وليتحمّل العالم كامل مسؤولياته أمام التدحرج الى حرب عالمية ستكون أولى تداعياتها ومفاعيلها البدء في تحرير إصبع الجليل.
العالم على مفترق طرق اليوم، إما أن تمنح غزة نصر تموز فلسطينياً مثلما منح حزب الله عام 2006، أو أن تبدأ المنازلة الكبرى لتحرير فلسطين، فلسطين كلّها من النهر الى البحر، ومن الناقورة الى إيلات.
بعدنا طيبين، قولوا الله…