تشييع زيدان وسط إضراب عام في المخيمات
وسط إضراب عام في المخيمات الفلسطينية، شيّعت حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صيدا مسؤول حركة «فتح» في مخيّم المية ومية والمسؤول العسكري في منطقة صيدا العميد فتحي زيدان الزورو ، الذي اغتيل أول من أمس عند «مستديرة الأميركان» في صيدا بوساطة عبوة ناسفة.
انطلق موكب التشييع من مستشفى الهمشري باتّجاه منزل زيدان في مخيّم المية ومية، حيث ألقى أهله وأقاربه النظرة الأخيرة عليه، ومن ثمّ انطلق الموكب إلى مسجد عمر بن الخطاب في المخيم حيث صُلّي على الجثمان قبل أن يُنقل إلى جبّانة سيروب ويوارى في الثرى، بحضور السفير الفلسطيني أشرف دبور وقيادات الحركة والمنظمة وممثّلين عن الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية.
وعمّ الإضراب العام والحداد المخيمات الفلسطينية في لبنان تلبيةً لدعوة حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وذلك احتجاجاً واستنكاراً لجريمة اغتيال العميد زيدان.
وخيّم الهدوء على مخيّمي عين الحلوة والمية ومية بعدما أقفلت كل المؤسسات التربوية والصحية والاجتماعية التابعة لوكالة «أونروا» تنديداً واستنكاراً لجريمة الاغتيال.
ودانَ حزب الله في بيان «عملية الاغتيال الآثمة التي استهدفت الشهيد زيدان»، ورأى في هذه «العملية الإجرامية جزءاً من المخطط الذي تعدّه أيادٍ خفيّة للمخيمات وجوارها في صيدا والجنوب، ما يتطلّب الانتباه من هذه المخططات والتحلّي بأقصى درجات الوعي والحكمة، إضافةً إلى التنسيق الكامل مع القوى الأمنية اللبنانية وعلى رأسها الجيش اللبناني لإفشال هذا المخطط الإجرامي».
ودعا إلى «بذل كل الجهود لكشف المجرمين واتّخاذ أقصى الإجراءات القانونيّة بحقهم، وذلك من أجل منعهم من استكمال جرائمهم، ووضع حدّ لعبثهم بأمن أهلنا في المخيمات، بما يحمي الأخوة الفلسطينيين وكل لبنان من المخاطر الناجمة عن هذه الجرائم».
واستنكرت قيادة الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية في الشمال الجريمة البشعة، معتبرةً أنّها «تستهدف النيل من المخيّمات وأمنها التي طالما حرص الشهيد على استقرارها».
وتقدّمت بأحر التعازي إلى قيادة حركة «فتح» ولذوي الشهيد، داعيةً إلى «العمل لكشف الجناة ومحاسبتهم»، ومعتبرة أنّ «الردّ على هذه الجريمة يكون بالمزيد من اللُّحمة والوحدة بين جميع الفصائل، للحفاظ على استقرار الوضع الأمني في المخيمات الفلسطينية».
إلى ذلك، دعا رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، الوزير السابق حسن منيمنة «القيادات والفصائل الفلسطينية إلى التنبّه إلى خطورة ما يُدبَّر للمخيمات الفلسطينية عموماً، ومخيم عين الحلوة خصوصاً» .
وقال بعد تعزيته عموم الفصائل والشعب الفلسطيني باغتيال زيدان، «إنّ هذا الحادث الذي يأتي في الذكرى 41 لاندلاع الحرب في لبنان مع كل مآسيها ودروسها، ليس معزولاً عمّا سبقه من استهدافات تمثّلت بجملة من عمليات الاغتيال المدبّرة وإلقاء القنابل وافتعال الاشتباكات الداخلية بين أحياء ومنازل اللاجئين الآمنين، ما يهدّد أمن أكبر مخيّم في لبنان ومدينة صيدا والمخيمات» ، مؤكّداً «أنّ بعض الجماعات تحاول تكرار تجربة مخيم نهر البارد الدامية للبنانيين والفلسطينيين معاً».
وشدّد على أنّ «العلاج لوضع مخيم عين الحلوة وسائر المخيمات ليس أمنياً، بل هو سياسي – اجتماعي في المقام الأول، وتتحمّل جزءاً من المسؤولية عنه الفصائل والمنظمات الفلسطينية كافة.
وأبدى «استعداد لجنة الحوار مع كل المخلصين والشرفاء من اللبنانيّين والفلسطينيّين على القيام بالدور المُناط بها في المساهمة في فتح قنوات التواصل على دراسة الموقف ووضع الحلول الناجعة له، بما يساعد الدولة اللبنانية على بسط سيادتها على سائر الأراضي اللبنانية وضمنها المخيمات».