المرصد
هنادي عيسى
حصل الممثل المصري محمد هنيدي على بكالوريوس من معهد السينما عام 1991، وبدأ عمله في أدوار صغيرة وأوّلها كان في فيلم «اسكندرية ليه». وحقّق نجاحاً كبيراً في فيلميه «اسماعيلية رايح جاي» و«صعيدي في الجامعة الأميركية».
وكان في نهاية تسعينات القرن الماضي، قد استطاع من خلال دور صغير في فيلم «بخيت وعديلة»، أن يثبت نفسه في الساحة الفنية. وما لبث أن صار نجماً، تُحقّق أفلامه أعلى الإيرادات. قام بالغناء في أفلامه بعدما نجحت أغنية «كامنّنا» مع الفنان محمد فؤاد. أخيراً، يخوض هنيدي تجربة جديدة في حياته الفنية، إذ جلس إلى جانب الممثل الكوميدي القدير حسن حسني والنجمة سيرين عبد النور على كرسيّ لجنة التحكيم في برنامج «نجم الكوميديا» لانتقاء أفضل موهبة عربية في عالم الكوميديا، سواء في المونولوج أو من خلال مشهد تمثيليّ. فماذا يقول محمد هنيدي عن هذه التجربة؟
يقول نجم «همام في أمستردام»: لا تزال هذه التجربة في بدايتها، ولا أريد أن أحرق المراحل. لكنّني سعيد بالجلوس على كرسيّ لجنة التحكيم في هذا البرنامج إلى جانب صديقَي حسن حسني وسيرين عبد النور، وإن شاء الله سيلقى هذا البرنامج نجاحاً كبيراً في العالم العربي، وأن نستطيع من خلال الكوميديا زرع ابتسامة على وجوه المشاهدين العرب الذين ضاقوا ذرعاً بمشاهد القتل التي يشاهدونها ليلاً ونهاراً على قنوات التلفزيون.
أما بالنسبة إلى فيلمه الأخير «يوم مالوش لازمة»، فيعترف هنيدي أنه تعمّد إضحاك الجمهور فقط بعيداً عن أيّ شيء آخر… ويقول هذه مهمتي، ويؤكد أنه
منذ بداية كتابة السيناريو، اتفق مع المؤلف والمخرج وكلّ صنّاع الفيلم على تقديم فيلم يضحك الجمهور ويسعده، فهذه مهمته، وأضاف: أحمد الله على أن ما تمنّيته حدث فعلاً، إذ نال الفيلم إعجاب الجمهور وأخرجهم من الأجواء المشحونة التي يعيشونها بسبب أحداث العنف التي نشهدها. وهذه الظروف الصعبة لا يد لنا فيها، وأصبحنا أمام أمر واقع لا يمكن تغييره، لكن المفاجأة كانت بأن ينجح الفيلم رغم هذه الأحداث ويتابعه الجمهور.
وعن منافسيه في الكوميديا يؤكّد هنيدي أنه يتمنّى أن ينافسه النجوم جميعاً، ويقول: لأننا كلّنا نعمل حتى تستمر صناعة السينما من دون توقف. وأقصى ما أتمناه في الوقت الحالي أن يتم إنتاج عدد من الأفلام ويحالفها النجاح، وأن يتألق بها زملائي لأن ذلك في النهاية يصبّ في دعم السينما.
وعمّا إذا كان يشعر بأن النقد السلبي الذي يتعرّض له الفنان أصبح أكثر من الإيجابي قال: هناك نوعان من النقّاد، ناقد يشرح تفصيلياً كل شيء في الفيلم ويحلّل بالمنطق، وناقد آخر يتعامل مع الموضوع وفق علاقته بالفنان. وبشكل عام، فإن الآراء كثيرة ومتعدّدة، لكن الفنان الذكي هو الذي يأخذ من هذا النقد ما يفيده ويساهم في تطوير مسيرته. وللأمانة، أعلم جيداً أن لا ممثل ناجحاً إلا ويقابله ناقد ينصحه ويوّعيه جيداً. ومنذ فترة كان هناك عدد قليل من النقاد، لكن مع انتشار الميديا وتطوّرها بشكل سريع، وجدنا عدداً كبيراً من النقاد بحكم التطوّر الذي يستفيد منه الفنان، ويجب أن يحرص دائماً على تقديم الأفضل.
ويتابع: هناك أيضاً رأي الجمهور، والاثنان يمثلان أهمية بالنسبة إليّ، ولا أستطيع فصل أحدهما عن الآخر، لكن في النهاية إذا قال النقاد إن فيلمي أعظم فيلم ولم يعجب الجمهور، فلن أكون سعيداً بهذه النتيجة، وسيحزنني ذلك كثيراً. لكن إذا أشاد الجمهور بالفيلم وأعجبهم، فسأنظر بعد ذلك إلى آراء النقاد، والسلبيات الموجودة لتلافيها في الأعمال المقبلة.
أما عن نيّته تقديم جزء ثانٍ من مسلسل «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة»، فقال: إطلاقاً، لا كلام حول هذا الموضوع، هذه الأقاويل تندرج تحت بند الإشاعات لا أكثر ولا أقل، فإذا كانت لديّ الرغبة في ذلك، كنت سأعلن على الفور، لكن للأسف في الفترة الأخيرة سمعنا الكثير من الأخبار الخاطئة.
وعن فكرة الانتاج لنفسه يقول هنيدي: لا أفكر إلا بالتمثيل، فهو عشقي الحقيقي، ولا أجرؤ على الإقدام نحو أيّ خطوة أخرى، سواء كانت إنتاجاً أم إخراجاً أم تأليفاً، وهناك أشخاص كثيرون نصحوني عقب فيلم «صعيدي في الجامعة الأميركية»، والنجاح الذي تحقّق وقتذاك على المستويات كافة، خصوصاً المستوى المادي، بضرورة الاتجاه نحو الإنتاج، لكنني رفضت تماماً، فلا أريد أن يتشتت ذهني بهذه الأمور، أنا ممثل فقط.
وعن جديده في المسرح يقول نجم مسرحية «عفروتو»: المسرح وضعه مختلف، فهو يحتاج إلى توقيت مناسب ولا يصلح لأيّ وقت. فخلال الفترة الماضية كان من الصعب الإقدام على هذه الخطوة نظراً إلى الظروف والأحداث. المسرح يحتاج إلى ظروف اجتماعية بعينها، وتراجعه في السنوات الماضية أمر طبيعي، فلا وجود للمسرح في مراحل الثورات أو الاضطراب السياسي، لكن مع هدوء الأوضاع سيحدث ذلك، وأعتقد أن الجمهور سيشاهدني على المسرح وسياشهد عودة عدد من زملائي في الفترة المقبلة.