هل صحيح أنّ كرة اليد المحلية في مرحلة تغيير الجلد؟
إبراهيم وزنه
كثرت التساؤلات في الفترة الأخيرة حول المسير المتراجع للعبة كرة اليد في لبنان، ففورة الصداقة قبل حرب تموز 2006، وانتصارات السدّ بعد تلك الحرب أصبحت من الماضي، فالتراجع الفني والإهمال الإداري والغياب عن الساحات القاريّة أصبح لافتاً وكل ذلك على حساب اللعبة، وإن سألنا عن الأسباب التي أوصلت الحال إلى ما هو عليه، يُجيبك أكثر من مسؤول في اللعبة بأنّ كرة اليد في لبنان في مرحلة تغيير الجلد على أمل أن تستعيد بعضاً من بريقها الذي كان في المدى المنظور، وفي مقاربتنا للوقائع على الأرض، نلاحظ بأنّ المنافسة في الماضي كانت محصورة بين أربعة أندية هي الصداقة والسدّ والجيش وحارة صيدا، ووحدها تلك الأندية كانت تمتلك المقوّمات وتنعم بالاستقرار الفنّي والمادي، أمّا اليوم فالمشهد أكثر من درامي، فالسدّ هجر اللعبة لأسبابه وهي كثيرة، والجيش فرغت صفوفه من العناصر الشابة وانشغل عديده بالأوضاع الأمنية، فتراجع مستواه وصار يشارك في البطولات من منطلق عدم رغبة قادة المركز العالي للرياضة العسكرية بترك ساحات اللعبة الأكثر شعبية في الثكنات، أمّا حارة صيدا فقد أنهكته اختلافات الآراء بين القيّمين على إدارته، علماً بأنّ حلم بناء القاعة الخاصّة بالفريق الجنوبي قد تحقّق منذ سنوات، ربما وحده الصداقة حافظ على وضعيّته الفنية إلى حدّ ما، ربما لأنّ رئيس الاتحاد اللبناني للّعبة السيد عبد الله عاشور هو نفسه رئيس النادي الذي أصبح مع الوقت أبو اللعبة، من دون إغفال إنجازات السدّ على الصعيد العربي والقاري.
ممّا لا شكّ فيه أنّ الوضع الاقتصادي والاستقرار المادي هما الأكثر تأثيراً في عملية بناء الأندية وارتقاء مستوياتها الفنّية، ولمّا كانت غالبية الأندية المشاركة في بطولة لبنان تفتقد إلى الإمكانات اللازمة، كان من الطبيعي أن يحصل التراجع وتبهت صورة اللعبة تدريجياً، فهل عملية تبديل الجلد ستنعكس إيجاباً على مسيرة اللعبة الآخذة بالتراجع؟ وهل صحيح ما يردّده بعض الغيارى «اللعبة نزلت تا تطلع»؟ أم أنّ الأندية ستبقى تسير على إيقاع … خطاك راوح؟ مجرّد سؤال برسم من يهمّه الأمر.