مشادة في البرلمان على خلفية المطالبة بإقالة الرؤساء الثلاثة
اجتمع رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، مجددا برؤساء الكتل لبحث الوضع في البرلمان الذي يسوده التوتر على خلفية الخلافات بشأن التشكيلة الوزارية والمطالبة بإقالة الرئاسات الثلاث.
وذكرت مصادر في البرلمان أن اجتماع الجبوري برؤساء الكتل في مبنى مجلس النواب أمس، خصص لبحث التطورات الجارية والخلافات والمشادات التي شهدها مجلس النواب منذ الثلاثاء.
وكان مجلس النواب اجتمع مجددا، بعد أن وافق الجبوري على عقد جلسة طارئة للبرلمان، استجابة لمطالب النواب المعتصمين تحت قبة البرلمان. لكن قيادة البرلمان اضطرت لرفع الجلسة مجددا، بعد نشوب مشادات واشتباكات بالأيدي والتراشق بقوارير المياه بين بعض النواب.
وفي هذا السياق، أعلن النواب المعتصمون استمرارهم في الاعتصام لحين تحقيق مطالبهم، فيما ازداد عدد النواب المطالبين بتغيير الرئاسات الثلاث إلى 171.
وسبق للبرلمان العراقي أن قرر أول أمس الثلاثاء تأجيل جلسته الخاصة بالقائمة الثانية للتشكيلة الوزارية التي قدمها رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى يوم الخميس، وذلك إثر فشل الاجتماع الذي عقد بين العبادي والجبوري ورؤساء الكتل النيابية في التوصل إلى توافق حول قائمة المرشحين الجدد للحكومة.
لكن 61 نائبا احتجوا لدى رئيس البرلمان وطالبوا بعقد جلسة طارئة أمس الأربعاء للتصويت على التشكيلة، فيما بدأ قرابة 100 نائب اعتصاما داخل قبة البرلمان للمطالبة بإقالة الرئاسات الثلاث في البلاد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان على خلفية عدم الاستجابة لمطالب الشعب العراقي في إجراء إصلاح حكومي شامل في البلاد.
هذا وقد قدم 170 نائباً طلباً لتغيير الرئاسات الثلاث. الجلسة شهدت مشادة كلامية تطورت لعراك بالأيدي بين نواب كرد ونائبة عن دولة القانون على خلفية المطالبة بإقالة الرؤساء الثلاثة.
وطالب رئيس لجنة الدفاع والأمن في البرلمان حاكم الزاملي أعضاء المجلس بالانضمام إلى المعتصمين، فيما أكد النائب عن محافظة نينوى أحمد الجبوري أنّ ما وقعتْه الرئاسات وثيقة محاصصة معلناً نية المعتصمين الذهاب باتجاه حل الرئاسات الثلاث.
في المقابل، دعا رئيس ائتلاف «متحدون» أسامة النجيفي الكتل السياسية إلى اللجوء للحوار الهادئ الذي من شأنه أن يقود إلى قرارات تتفق مع النظام الداخلي لمجلس النواب. واستنكر النجيفي في بيان له أي محاولة للمساس بالقوانين والنظام الداخلي لمجلس النواب، مؤكداً التزام الائتلاف بوثيفة الاصلاح الوطني ودعم حكومة العبادي، داعياً إلى عقد جلسة وترجيح رأي الأغلبية. كما دعا الائتلاف إلى التدقيق بأسماء المرشحين للوزارة وفحص سيرهم الذاتية عبر عملية سلسة دون إكراه أو ترهيب أو أية محاولات يمكن أن تسيء إلى المعايير الديمقراطية.
وكان العبادي قد تقدم بقائمة أولى من المرشحين للبرلمان في 31 آذار الماضي وطلب من النواب الموافقة عليها أو رفضها أو تعديلها. وهو يؤكد أن قائمته الثانية وُضعت مع الأخذ بعين الاعتبار اقتراحات الكتل النيابية.
وفي السياق، أكد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، أمس، أن الكرد شركاء أساسيون في الحكومة وجزء مهم من الشعب العراقي، فيما اشار الى أن مسألة سحب الثقة من أي شخص لن توصل لمستقبل جيد.
وقال الحكيم في مؤتمر صحافي عقده في السليمانية عقب اجتماعه مع نائب سكرتير الاتحاد الوطني الكردستاني كوسرت رسول، إن «الكرد شركاء أساسيون في الحكومة العراقية وجزء مهم من الشعب العراقي»، مشددا «على ضرورة مشاركة الكرد في جميع قرارات العملية السياسية ب العراق»، بحسب «السومرية نيوز».
وأضاف الحكيم أنه «تمت مناقشة توحيد وجهات النظر حول مشاكل العراق»، مشيرا إلى أن «الأزمات السياسية والمالية تدفعنا للاتحاد لمعالجة المشاكل».
ووصل رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم يوم أمس الثلاثاء، إلى أربيل وبحث الأوضاع السياسية في العراق مع رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني.
ميدانياً، أحبطت القوات العراقية اليوم هجوما لإرهابيي تنظيم «داعش» في منطقة الفتحة شمال بيجي بمحافظة صلاح الدين، كما قتلت وأصابت نحو 30 إرهابيا في محيط بغداد.
ونقلت وكالة أنباء الإعلام العراقي «واع» عن قائد الشرطة العراقية الفريق رائد جودت قوله في بيان إن «القوات احبطت هجوما شنه تنظيم داعش الإرهابي على القطعات العسكرية شمال قضاء بيجي في صلاح الدين أدى إلى مقتل 4 إرهابيين وتدمير سيارتين مفخختين».
كما أعلن المكتب الاعلامي لقيادة عمليات بغداد ان القوات الامنية قضت على 18 ارهابيا واصابت 6 آخرين في مناطق الكرمة والبوشجل وناظم التقسيم في محيط بغداد، كما قتلت اثنين آخرين في منطقة العسلات جنوب غرب بغداد و4 آخرين في منطقة النعيمية غرب بغداد.
وكانت القوات العراقية المشتركة قضت اول امس على 35 ارهابيا من تنظيم «داعش» خلال عملياتها العسكرية ضمن قاطع عمليات بغداد.
من جهة أخرى، أكد مصدر محلي في مدينة الفلوجة في الانبار، مقتل واصابة عشرات العراقيين بقصف قام به ارهابيو تنظيم «داعش» على الفلوجة.
إلى ذلك أعلن مصدر أمني في وزارة الداخلية العراقية أن تفجيرا إرهابيا بعبوة ناسفة وقع اليوم في منطقة الأمين شرق بغداد ما أدى إلى مقتل عراقيين اثنين وإصابة خمسة آخرين.