روحاني يحذّر من أي خطوة نحو التفرقة
رأى الرئيس الإيراني حسن روحاني أنه لا ينبغي في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي التي تأسست على الوحدة، إصدار ما يؤدي إلى التفرقة بين الأمة الإسلامية، وأن أي حركة تدعو إلى الاختلاف والفرقة، تفتقد للمصداقية ولا أساس لها.
وأضاف الرئيس روحاني أمس في كلمة ألقاها أمام الجلسة الافتتاحية لاجتماع قمة منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول أن العالم الإسلامي لا يستحق السقوط في تيارات من انعدام الأمن والعنف والإرهاب المنظم، ويعاني من التخلف والجهل الواسع، بل يستحق مكانة مرموقة، وهذا غير ممكن إلا بالمزيد من التفكر في الأوضاع الحالية والعالم الذي يحيط بنا.
وأشار إلى أن «من الواضح للجميع أن لا السعودية هي مشكلة إيران ولا إيران هي مشكلة السعودية، بل إن المشكلة الأصلية تكمن في الجهل والتعصب والعنف.. فالخلافات في العالم الإسلامي هي مشكلة الجميع».
وشدد بالقول: «وحينما أوشك الإرهابيون التكفيريون على الاقتراب من بوابات بغداد وأربيل، فهذه إيران التي هرعت لمساعدة العراق أمام هذه الهجمات الوحشية».
وأضاف: «وحينما باتت دمشق معرضة للاحتلال والدمار على يد الإرهابيين، فهذه إيران التي وقفت جنباً إلى جنب سورية».
ومضى الرئيس روحاني بالقول: «وحينما تعرضت غزة للعدوان الصهيوني، فحزب الله وإيران كانا من وقف إلى جانب الشعب الفلسطيني. وحينما تعرض لبنان للعدوان، فكان حزب الله في مقدمة الشعب اللبناني في جبهات الحرب».
وكانت مصادر دبلوماسية أفادت بأن وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي مثل مصر في قمة «منظمة التعاون الإسلامي» غادر متوجهاً إلى القاهرة فور الانتهاء من إلقاء الكلمة الافتتاحية للدورة الـ13 للقمة التى ترأسها تركيا.
وفي كلمته، أعلن شكري تسليم رئاسة منظمة المؤتمر الإسلامي والقمة رقم 13 للمنظمة إلى تركيا. وأكد على استمرار جهود بلاده مع منظمة التعاون الإسلامي والدول الأعضاء في خدمة العالم الإسلامي. وأضاف: «الحروب في سورية واليمن والعراق وليبيا نتاج مشاكل داخلية وإقليمية ودولية»، داعيا إلى أهمية التكاتف من أجل معالجة هذه الأزمات. وتطرق شكري في كلمته إلى القضية الفلسطينية، معربا عن أمله في أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لإقامة دولة فلسطينية. وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، جدد وزير الخارجية المصري تأكيد بلاده على ضرورة الحل السياسي لهذه الأزمة. وأضاف: «إرادة الحل السياسي التي أبدتها موسكو وواشنطن باتجاه إيجاد تسوية للأزمة السورية، والتحسن النسبي على الأرض لهما دليل عملي على استعادة قدر من التوازن، ونأمل أن ينسحب ذلك على الساحة الدولية كلها». أيضا، أكد حرص بلاده على حل الأزمة في ليبيا، داعيا مجلس النواب المنعقد في طبرق، شرق البلاد، إلى الانعقاد ومنح الثقة لحكومة «الوفاق الوطني» برئاسة فائز السراج.
افتتحت القمة الـ13 لمنظمة التعاون الإسلامي أعمالها بإسطنبول التي تستمر ليومين، وذلك بمشاركة أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة بينهم الرئيس الايراني حسن روحاني إلى جانب رؤساء برلمانات ووزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، فيما يغيب عن القمة الاسلامية الملك الاردني عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وستطغى على القمة خلافاتٌ حول سورية واليمن، من جملة قضايا عديدة سيتم بحثها.
هذا ويتضمن جدول اعمال القمة برنامج العمل الاستراتيجي للمنظمة وتقييم اوضاع العالم الاسلامي، لكن الانقسامات التي تشهدها الساحة الاسلامية تفرض مواضيع على طاولة القمة.
مشاركة الرئيس الايراني تحمل دلالات عديدة خاصة في ظل التوجه الذي تبنته ايران في علاقاتها مع الدول الاخرى. وهو ما اكد عليه روحاني في اشارته الى التزام طهران بايجاد عالم خال من العنف وتقديم المساعدة لاي دولة في مجال محاربة الارهاب.
هذا وتبحث القمةُ القضيةَ الفلسطينية والنزاعاتِ في العالم الاسلامي ومكافحة الارهاب والتطرف.
كما يتوقع أن تتمخض عنها قرارات تدعو الى تعزيز الوحدة والتضامن في العالم الاسلامي والنهوض بالعمل الإسلامي المشترك، والارتقاء بالدور المنوط بالمنظمة على الساحتين الإقليمية والدولية.