مزيد من الاستنكار لاغتيال زيدان و«الشّباب المسلم» ينفي علاقته
فيما تستمرّ التحقيقات في جريمة اغتيال أمين سر «حركة فتح» في مخيّم المية ومية العميد فتحي زيدان، عقد مجلس الأمن الفرعي في الجنوب اجتماعا طارئا برئاسة محافظ لبنان الجنوبي منصور ضو ومشاركة قادة أجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية في الجنوب في مكتب المحافظ في سراي صيدا الحكومي.
وتداول المجتمعون الأوضاع على صعيد منطقة الجنوب عموماً وصيدا ومنطقتها خصوصاً، وتوقفوا مطولاً عند الوضع في مدينة صيدا وفي مخيمي عين الحلوة والمية ومية في ظل جريمة التفجير التي استهدفت زيدان.
وأكد المجلس «متابعة التحقيقات في هذه الجريمة واتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بحفظ الأمن والاستقرار وتعزيز التنسيق بين كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية، ودعوة القوى الفلسطينية إلى اتخاذ التدابير التي تحفظ أمن مخيماتهم من أي إستهداف لها أو من خلالها للإستقرار والسلم الأهلي اللبناني».
في غضون ذلك، نفى «تجمّع الشباب المسلم» في عين الحلوة أن يكون له أيّة علاقة مطلقاً، لا من قريب ولا من بعيد، في عملية الاغتيال.
وقال التجمّع في بيان، «إنّنا تأخّرنا في إصدار هذا البيان حتى لا نزيد الأجواء المحتقنة احتقاناً والتوتر توتراً، وحتى لا ندخل إلى ميدان المزايدات والمتاجرة بدماء الناس».
ولفتَ إلى «أنّنا نودّ أن ننأى عن الصراع الإعلامي لولا أن بلغَ السّيل الزُبى، ولم نرَ الإنصاف في قضية اغتيال الضابط الفتحاوي «الزورو»، والتي سَلط الكل كنانتهم وسهامهم على مخيم عين الحلوة ظلماً وعدواناً».
وأكّد أنّه لا يملك مشروعاً خارجياً، «بل مشروعنا الإسلام فقط، ولن نكون إلّا مفاتيح للخير مغاليق للشر».
وفي السياق، استنكر رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان، في بيان أمس، التفجير الإرهابي الذي طاول زيدان متوجّهاً بالتعازي من «الرئيس محمود عباس ومن حركة» فتح»، ومن أركان السفارة في بيروت، ومن القياديين الفلسطينين في المخيمات، وأهلنا الفلسطينيّين المسالمين كافّة».
وأسف «لاستهداف صيدا في أمنها واستقرارها بعد أن تجاوزت محنة التطرّف في السنة الماضية، ووضعت حدّاً مع الجيش لأخطر الخلايا»، مؤكّداً أنّ «الوفاق الصيداوي أهم من أن تهزّه المشاريع المغرضة»، راجياً أن «يتحرّك القضاء بأسرع ما يمكن لكشف ملابسات الجريمة المستنكرة وإنزال أشدّ العقوبات بالمسؤولين عنها، بعيداً عن الاستنسابية ومحاولات طمس الحقائق».
بدورها، حذّرت «جبهة العمل الإسلامي في لبنان»، من خطورة الأوضاع الأمنيّة في المخيّمات الفلسطينية، ولا سيّما مخيّم عين الحلوة، وذلك بعد سلسلة الأحداث الأمنيّة والفرديّة واغتيال العميد زيدان.
وأشارت إلى أنّ «كل ما يحدث في المنطقة من وقائع أمنيّة مؤسفة ومتلاحقة ومن فتن داخليّة وانقسامات، هدفه تصفية القضيّة الفلسطينيّة».
ولفتتْ إلى «مسألة تحويل الصراع والهمّ العربي والإسلامي من همّ تحرير فلسطين، إلى الإيحاء للشعوب العربية والإسلامية وإيهامهم بضرورة نسيان القضيّة الفلسطينيّة ومهادنة العدو الإسرائيلي».
إلى ذلك، استقبل سفير دولة فلسطين أشرف دبّور عضو مجلس قيادة «الحزب التقدمي الاشتراكي» بهاء أبو كروم موفداً من رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط.
وتلقّى دبّور اتّصالاً هاتفيّاً من السفير العراقي في لبنان علي العامري، معزّياً باستشهاد زيدان ومُديناً للجريمة النكراء. كما تلقّى برقيّة من السفير الجزائري أحمد بو زيان للغاية نفسها.