تلفزيون لبنان
أقلّ من أربعة أيام تفصل عن جلسة الانتخاب الرئاسي ولا شيء يوحي بأنّ الانتخاب سيتمّ، وكما يبدو فإنّ الانتخاب الجدّي لن يتمّ قبل انقشاع الغيوم الإقليميّة التي تغطّي أجواء المنطقة بدءاً من العلاقات السعودية – الإيرانية ومصير الحل السياسي لسورية، وحسم الوضع في اليمن.
وتأتي مقرّرات القمّة الإسلامية في إسطنبول، والتي تصدر رسمياً في الساعات القليلة المقبلة أمس ، معبّرة عن واقع جديد يتطلّب انفراجات نحو تحالفات جديدة، إلّا أنّ عدم حضور الرئيس المصري القمة يؤشّر إلى أنّ التقارب بين أنقرة والقاهرة يحتاج إلى مزيد من الجهد على الخطّين السعودي القريب من مصر والإيراني المتناغم حالياً مع تركيا، ولذا فإنّ بمقدور السعودية السّعي لدى تركيا مصريّاً، وبمقدور تركيا السّعي لدى السعودية إيرانيّاً، وهذا ما يمهّد للتقارب بين الرياض وطهران وفي هذا ما ينعكس إيجاباً على لبنان الذي يحمل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ملف انتخابه الرئاسي إلى العاصمتين السعودية والإيرانية بعد زيارته المهمّة جداً لبيروت بعد غد السبت غدٍ .
ويعتزم الرئيس الفرنسي عقد لقاءات لبنانية مساء السبت وصباح الأحد، بينها لقاء مع وفد من حزب الله عقب كلمة يُلقيها في البرلمان بعد الظهر ومحادثات يُجريها في السرايا بعد ذلك.
وقد برزت اليوم أمس ، مباحثات البطريرك الراعي مع سفراء دول مجلس التعاون الخليجي في وقت تحدّثت أوساط بكركي عن لقاء بين البطريرك ووفد من حزب الله غداً اليوم .
وفي إسطنبول، لقاء سريع للرئيس تمام سلام مع العاهل السعودي.
«أن بي أن»
تحدّيات بالجملة أمام العالم الإسلامي حضرت في قمة إسطنبول اليوم أمس ، في العناوين اتّفاق بين العواصم الإسلامية على أولويّة محاربة الإرهاب، وفي التفاصيل حسابات سياسيّة وتباين يبدأ من سورية إلى مقاربة الملفّات الإقليمية، ما يعزّز وجوب التلاقي السعودي الإيراني أولاً.
جوهر التقارب الإسلامي بدا واضحاً في المقاربة التي قدّمها رئيس الاتّحاد البرلماني العربي نبيه برّي في القاهرة منذ أيام، وظهّرها في بيروت اليوم أمس خلال تكريم الوكيل العام للمرجع الأعلى السيد علي السيستاني، الرئيس برّي انطلق من وجوب البحث عن ثقافة أصوليّة متجدّدة تنبع من النجف الأشرف وقمّ والأزهر الشريف بمواجهة ثقافة أرساها الانتداب ومخلفّاته فأنتجت «داعش» و«النصرة» وكل المسمّيات القاتلة والمجرمة.
ومن هنا يأتي دور المؤسسات الإسلامية في إطلاق ثقافة التوحيد والتقريب ومقاومة الاحتلال، ومن هنا أيضاً يأتي الرّهان على تلك المؤسسات، وهو ما سمعه الرئيس برّي من شيخ الأزهر الذي بدا مصرّاً على التصدّي لثقافة التكفير والتدمير والتهجير، هذا هو عنوان المرحلة، وتلك هي التفاصيل، ولا اجتياز للمحن ولا تخطّي للأزمات من دونها، فأيّ دور للعواصم في ترجمة تلك التوصيات؟
لبنان يترقّب، سورية انتخبت مجلسها التشريعي وتنتظر مسار جنيف من جديد، أمّا العراق فدخل في أزمة جديدة، بدت في الكباش السياسي وإقالة رئيس البرلمان والمطالبة بأن تطال رئيسيّ الجمهورية والحكومة، الأردن مضى في معركته ضدّ الأخوان المسلمين وواصل إغلاق مقرّاتهم، بينما كان صوت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حواره السّنوي مع مواطنيه يتردّد في عواصم العالم المعنيّة بالتباين أو التسوية الروسيّة الأميركيّة وتحديداً حول سورية، لا تراجع روسي، ولكن المطبّات الميدانيّة موجودة في حلب إلى حدّ وصف بوتين الوضع بالمعقّد في الشهباء وريفها، كصورة مطابقة لهذه المنطقة الاستراتيجيّة.
«المنار»
اجتمع قادة المسلمين في إسطنبول، فعلامَ أجمعوا؟
أمّتهم تنزف من أقصاها المقدّس إلى أقصاها بسكّين أبنائها المضلّلين، وفكر بعض قادتها.. خيراتهم تصرف سلاحاً ورُشى خدمةً لنزْعات بعض حكّامها. أحلافها العسكرية معدّة لقتل الفقراء من أبنائها، لا لمواجهة عدوّها المغتصب لمقدساتها. أمّة لا تعرف تشخيصاً واضحاً للإرهاب، فكيف لها أن تعرف عدوّها من صديقها. اجتمع قادتها، سلّموا رئاستها بلا مصافحات وسط تعدّد الأجندات والصفحات حتى باتت القمم الإسلامية مصابة بعدوى شقيقاتها العربية.
في لبنان، عدوى الفساد التي تُصيب الكثير من الملفات لم تتمكّن منها بعد وسائط العلاج. ملف فساد قوى الأمن الداخلي عند القضاء، وسط عجز التحقيقات إلى الآن عن الإحاطة بجلّ تشعّبات الملف.
وفي ملفّ الإنترنت غير الشرعي حديث على لسان وزير الاتصالات بأنّ رؤوساً كبيرة ستطالها التوقيفات.
برأس مرفوع تقف المنار في الرابع عشر من نيسان. أمس بعزيمة البقاء، تتذكّر قرابين العزّ التي قدّمتها على مذبح حرية الأمة العربية والإسلامية. تتذكّر شهداءها حمزة الحاج حسن، حليم علاو ومحمد منتش، وتتذكّر كل شهدائها بوجه العدوّين الصهيوني والتكفيري، وتُذكّر العالـم بأنّ من قدّم الدماء فداءً للواجب والحرية لن تخنقه أقمار صناعية، وستبقى صوت الحق بوجه الرصاصة نفسها التي طالت شهداءها، وما زالت تلاحقها حتى فضائها.
«او تي في»
يمكن اختصار أخبار لبنان اليوم أمس بكلمتين: سلام، وورقة! إلّا أنّ اللافت أنّ السّلام بقي بلا كلام، فيما الورقة تُخفي كلاماً مباحاً، وآخر يستشرف بين سطورها… في إسطنبول، وبلا موعد، سجّل اللقاء بين رئيس الحكومة تمام سلام والملك السعودي سلمان. أُنجزت مجالات السلام وانتهى اللقاء بلا كلام جدّي بعد كل التعويل الذي حُكي عنه، والرّهان على أنّ اللقاء يُسهم في رأب الهوّة بين بيروت والرياض، والتي تفاقمت أسبوعاً تلوَ الآخر، وعلى عكس المثل القائل بأنّ «الكنيسة القريبة ما بتشفي»، بدت بكركي اليوم أمس أكثر مُلاءمة من إسطنبول في هذا الموضوع، فشكّل الصرح البطريركي وجهة سفراء مجلس التعاون الخليجي للبحث في الغيمة، كما سمّاها البطريرك الماروني، وإذا كان هذا الموضوع غيمة قد تمضي، تبدو مواضيع الفساد والفضائح المتواصلة ماضية نحو فصول جديدة… وموثّقة! والجديد اليوم أمس ما تكشفه أو تي في عن كتاب رسمي يتعلّق بفضيحة الإنترنت: مراسلات شرعيّة في ملف غير شرعيّ، ممهورة بتوقيع مرسل واضح الاسم، واستلام مرسل إليه معلوم الهُويّة والانتماء والموقع.
«ال بي سي»
توطين النازحين السوريين، الذي رأى وزير الداخلية نهاد المشنوق منذ أيام أنّه فزّاعة، والذي قال فيه الرئيس سلام إثر ردّه على الوزير جبران باسيل، وبُعيد زيارة بان كي مون لبنان، كفى تلويحاً بشبح التوطين، شكّل اليوم أمس صلب كلمة الرئيس تمام سلام في القمة الثالثة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي، فلم يقل إنّه فزّاعة أو شبح، بل تخوّف منه قائلاً لبنان يرفض أي شكل من أشكال توطين النّازحين السوريين، وهكذا فإنّ ما يُقال في جعيتا غير ما يُقال في إسطنبول التي لم تجرِ رياحها بما تشتهيه سفينة الرئيس سلام. رئيس الحكومة الذي كان يعلّل نفسه بلقاء الملك السعودية سلمان بن عبد العزيز لم يحظَ سوى بمصافحة الدقائق، إشار إليها الإعلام اللبناني فيما تجاهلتها كليّاً وكالة الأنباء السعودية. هذه القطيعة لم تقتصرْ على السعودية، بل إنّ الرئيس سلام لم يلتقِ أيّاً من قادة دول مجلس التعاون الخليجي.
في لبنان، ما زال السّجال قائماً حول ما باتَ يُعرف بكابل نهر الكلب، هل هو كابل دش أو كابل إنترنت؟ في وقت يُصعّد النائب وليد جنبلاط حملته على الدكتور عبد المنعم يوسف إلى حدّ تسميته عبد المنعم تلفون، ولكن اعتباراً من غد اليوم ، سيكون لبنان في انشغال باستقبال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند السبت، ومن ضمن الشخصيّات التي سيلتقيها الرئيس الفرنسي رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، ومن المرجّح أن يجري اللقاء في قصر الصنوبر.
«ام تي في»
سلام لكن بلا موعد ولا لقاء، هذا هو واقع ما حصل بين الرئيس تمام سلام والعاهل السعودي الملك سلمان خلال القمة الإسلامية، ما يعني أنّ محاولة إعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها فشلت، ولم يسهّل موقف لبنان المتحفّظ عن اعتبار حزب الله منظمة إرهابية عملية استرضاء الرياض.
في المحصّلة، على لبنان أن يكتفي بما أعلنه سفراء دول مجلس التعاون من بكركي. لا مزيد من التدهور في العلاقات، لكن طالما هناك هجوم من حزب الله على دول الخليج فالخلاف قائم.
وسط هذه الأجواء يتطلّع المسؤولون إلى زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لبنان السبت بغير كثير تفاؤل لمعرفتهم بعمق الخلافات الداخلية اللبنانية، ولمعرفتهم بمحدوديّة الدّور الفرنسي، ولمعرفتهم أيضاً بأنّ عرّابي الحلول لمشاكل الإقليم لم يتوصّلوا بعد إلى خريطة طريق للحلّ الشامل.
توازياً، يواصل وزير الاتصالات وعلى خصره مدير أوجيرو وصل الألياف الضوئية لسنترالات المختارة من دون أن يضيع تركيز عبد المنعم يوسف عن فحص كابل نهر الكلب، ويُصرّ رغم كل تقارير الخبراء بأنّه كابل للإنترنت لأنّه تعرّض للتشويه على أيدي المهرّبين بمعاونة كلب بحري .
«الجديد»
إسطنبول.. قمة.. وحدة.. تضامن.. من أجل عدالة وسلام. لا عبارة منها تؤكّد صدق النياّت، فلا إسطنبول التركيّة المستضيفة القمّة عاملة على الوحدة، ولا القادة متضامنون أو متعاونون بالحدّ الأدنى. لا العدالة عادلة، وليس على الأرض السلام، لكنّهم اجتمعوا. الإيراني يأخذ مسافة من السعودي. اللبناني يقترب من السعودي.. يصافح، يقبل، ولا يجتمع. التركي يحاضر بالعفّة ويعلّم الدول كيفيّة محاربة الإرهاب، لكن الردّ عليه جاءه من خارج حدود القمّة عندما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ القيادة التركية الحالية تتعاون مع المتطرّفين بدلاً من محاربتهم، فعلام يجتمعون.. وهل يحاربون أنفسهم؟ وإذا كان لدى الدول الإسلامية العربية حرَج في مقاتلة ما صنعته أيديها، فهلّا يُرفع الإحراج عن مساندتهم قضيّة فلسطين، وهلّا سمعوا بمصطلح اسمه الاستيطان؟ وإنّ من كان عدوّاً لهم يستفزهم اليوم، ويقرّر على توقيت قمّتهم بناء أكثر من مئتي وحدة سكنيّة في مستوطنات معزولة في الضفة الغربية، كاد تمام سلام يكون وحده فلسطيني القضية بين العرب عندما طالب بعدم السماح للأحداث التي تعيشها أمّتنا بأن تُنسينا قضية العرب والمسلمين الأولى، ومدعوّون لوضع حدّ للهجمة الاستيطانية «الإسرائيلية»، معلناً أنّ «إسرائيل» هي العدو الأول لهذه الأمة، تتفرّج على حروبنا وانهياراتنا، وتحقّق علينا الانتصار تلوَ الانتصار من دون أن نرفع إصبعاً أو أن نحرّك جندياًّ واحداً، لكنْ على الأرجح أنّ هذا الخطاب لن يُسعد دولاً حاضرة باتت فلسطين وراءها و«إسرائيل» في عرينها، وعلى الأغلب أيضاً أنّ كلام رئيس الحكومة اللبنانية سيُزعج عرباً أكثر من نقمتهم على التحفّظ عن فقرة إدراج حزب الله في عِداد المنظمات الإرهابية. صدى إسطنبول غير مدوّ في بيروت التي دخلت عصر الزّفت، ورفع صور المرشّحين وإطلاق عجلات المعركة البلديّة.