آلاف العمال يطالبون بتحسين أجورهم في الولايات المتحدة بالتزامن مع مناظرة ساخنة بين كلينتون وساندرز
خرج آلاف العمال في نيويورك ولوس أنجلوس ومدن أميركية أخرى للمطالبة بالحدّ الأدنى من الأجور وهو 15 دولاراً في الساعة.
وتأتي المظاهرات في إطار حملة حقّقت انتصارات تشريعية كبيرة في ولايتي كاليفورنيا ونيويورك في الأسابيع الأخيرة، وانتشرت الحملة المدعومة من اتحاد العمال منذ ظهورها في 2012 كحركة تركّز على قطّاع صناعة الوجبات السريعة، ثمّ قطّاعات أخرى يحصل فيها العمال على أجر محدود مثل الرعاية الصحية في المنازل ومتاجر التجزئة والمستشفيات.
وتركّز معظم الاهتمام في المسيرات التي خرجت في إطار ما وصفه المنظّمون باليوم الوطني للتحرّك على مطاعم شركة «ماكدونالدز»، وهي أكبر شبكة مطاعم في العالم حسب الإيرادات.
ويقول متظاهرون إنّهم يريدون الحصول على الحدّ الأدنى وهو 15 دولاراً في الساعة بأي طريقة كانت، سواء حدث ذلك على مستوى الولاية أو المدينة، أو حتى على مستوى الشركات.
ونال المتظاهرون داخل ساحة تايمز في نيويورك دعم مرشّحي الديمقراطيّين للرئاسة بيرني ساندرز وهيلاري كلينتون، حيث جاءت الاحتجاجات بالتزامن مع حفل عشاء للحزب الجمهوري شارك فيه المرشّحون الجمهوريّون الثلاثة لانتخابات 2016 الرئاسية، بينما في لوس أنجلوس حمل المتظاهرون بالونات ضخمة وساروا خلف لافتة كُتبَ عليها «وظائف مكدونالدز تضرّ بنا جميعاً».
في غضون ذلك، تبادلت كلينتون التي تتصدّر السّباق الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الهجمات مع منافسها السناتور بيرني ساندرز بشأن الخبرة والحكم السديد أمام حشود غفيرة في مناظرة هامّة قبل خمسة أيام من الانتخابات التمهيدية التي تجري في ولاية نيويورك.
وكانت هذه المناظرة الخامسة التي تجري بين الاثنين قد كشفت عن الضغوط المتصاعدة في السباق على البيت الأبيض للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة في الثامن من تشرين الثاني.
وامتدّت الانتقادات المتبادَلة بين المرشّحَين لتشمل وول ستريت وقضيّة الأسلحة الحساسة في الولايات المتحدة، وقضايا أخرى. وعلا صوت الاثنين وسط حشدٍ انقسم بينهما بالتساوي تقريباً كان يهلّل لمرشّحه المفضّل.
واضطر محاور «cnn» وولف بليتزر إلى التدخّل بينهما خلال المناظرة التي جرت في بروكلين بنيويورك، قائلاً: «إذا واصلتما الصراخ في وجه بعضكما البعض لن يستطيع الجمهور سماع أيّ منكما».
وخلال استطلاعات الرأي التسعة الأخيرة التي أُجريت في نيويورك، وهي الولاية التي وُلد فيها ساندرز وخدمت فيها كلينتون ثماني سنوات كسناتور، تقدّمت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة على منافسها بفارق في خانة العشرات قبل الانتخابات التمهيديّة التي تجري في الولاية يوم الثلاثاء المقبل على الطريق لعقد المؤتمر العام للحزب الديمقراطي في تموز، ثمّ الانتخابات الرئاسيّة.
وبعد انتهاء المناظرة التي استمرّت ساعتين، قالت شركة «براندوتش» التي تحلّل التوجّهات في وسائل التواصل الاجتماعي، إنّ ساندرز تلقّى أكثر من 173 ألف تغريدة على حسابه على تويتر، 55 في المئة منها إيجابيّة. بينما تلقّت كلينتون أكثر من 191 ألف تغريدة على حسابها، 54 في المئة منها سلبية.
وأقرّ ساندرز الذي كان قد شكّك من قبل في مؤهلات وزيرة الخارجية السابقة لتولّي مقعد الرئاسة في البيت الأبيض بأنّها أهل لذلك، لكنّه طعن في أحكامها وقراراتها، منها الحصول على أموال من وول ستريت مقابل الخطب التي تُلقيها وتصويتها وهي سناتور لصالح غزو العراق العام 2003، ودعم اتفاقات التجارة الحرة.
وقال في المناظرة: «هل تتحلّى الوزيرة كلينتون بالذكاء والخبرة لتولّي الرئاسة؟ نعم بالقطع لكنّي أشكّك في سداد أحكامها». «أشكّك في حكمها حين صوّتت لصالح حرب العراق، أسوأ سقطة في السياسة الخارجية في تاريخ هذا البلد. أشكّك في حكمها بإدارة لجان العمل الانتخابي التي تجمع عشرات الملايين من أصحاب المصالح الخاصة.. لا أعتقد أنّنا بحاجة لهذا النوع من الحكم».
وفي السياق، أعلن جورج باتاكي حاكم نيويورك السابق، تأييده لجون كاسيك الذي ينافس على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة، وذلك قبل أسبوع من الانتخابات التمهيديّة للحزب في الولاية.
وأبلغ باتاكي – الذي انسحب في كانون الأول من السباق الجمهوري- محطّة تلفزيون «فوكس نيوز»، أنّ كاسيك هو المرشّح الذي لن يتغلّب فقط على هيلاري كلينتون، بل سيهزمها بفارق كبير وسيساعدنا في استعادة واشنطن.