محكمة باريس ترفض تجميد أصول «روسيا سيفودنيا» و أنقرة تحجب «سبوتنيك»

اعتبرت محكمة باريس، أمس، تجميد أصول المجموعة الإعلاميّة الدوليّة «روسيا سيفودنيا»، في إطار تلبية دعوى مساهمي شركة «يوكوس» السابقين ضدّ روسيا، غير قانوني.

وجاء في نصّ قرار المحكمة: «أصدر قاضي الشؤون التنفيذية قراراً بإلغاء تجميد حسابات المجموعة الإعلامية الدولية «روسيا سيفودنيا».

وكانت هيئة التحكيم في محكمة «لاهاي» الدولية في تموز من العام 2014 قد حكمت لصالح شكوى مُقدَّمة من المساهمين السابقين لشركة «يوكوس»، وألزمت ضمن قرارها روسيا بدفع مبلغ قدره 50 مليار دولار لصالح المشتكين.

ومثل مقدّمو الشكوى آنذاك أمام المحكمة الدولية، والمتمثّلون بكل من الشركة القبرصية المساهمة المحدودة «هوللي»، والشركة المساهمة المحدودة «فيتيران بيتروليوم» المسجلة في قبرص، وشركة «يوكوس يونيفيرسال « المساهمة المحدودة. إذ استحوذت هذه الشركات مجتمعة على 70.5 من أموال» يوكوس».

ووفقاً لهذا القرار تمّ البدء بإجراءات استرداد الأموال من روسيا والحجز على ممتلكاتها في عدد من البلدان، لكن وبحسب القوانين والأعراف القضائية الدولية، لا يُعتبر قرار المحكمة الدولية نافذاً إلّا بعد إحالة القرار إلى محكمة وطنية والاعتراف من قِبل تلك المحكمة بقانونية القرار وشرعيّته.

ورفضتِ المحكمة الفرنسيّة تلبية طلب شركة «هوللي» المساهمة المحدودة بتعويضها عن الأضرار، وحكمت بتسديدها لتكاليف الإجراءات القضائية، بينما تقدّم ممثّلو الشركة بطلب إلى محكمة الاستئناف في باريس لاستئناف القرار .

يُذكر أنّه في حزيران الماضي قام التنفيذ القضائي الفرنسي، وبطلب رسمي من شركة «هوللي»، بالحجز على أرصدة المجموعة الإعلامية الروسية في فرنسا، واقتصرت الإجراءات على تجميد الأرصدة بانتظار قرار البتّ من قِبَل القضاء الفرنسي.

في غضون ذلك، حجبت السلطات التركية الموقع الإلكتروني لوكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء بعد ساعات من الحوار المباشر للرئيس فلاديمير بوتين مع المواطنين الروس، والذي تضمّن انتقادات للقيادة التركية.

واعتبرت مارغاريتا سيمونيان، رئيسة تحرير وكالة «سبوتنيك» للأنباء، حجب موقع الوكالة الإلكتروني في تركيا، مؤشّراً على «إعدام حرية الكلمة».

وقالت سيمونيان أمس، إنّ قرار السلطات التركية حجب موقع وكالتنا مؤشّر جديد على إعدام حرية الكلمة في تركيا.

كما أفاد رئيس تحرير «سبوتنيك» في تركيا، تورال كريموف، في ضوء توافد العديد من شكاوي الناس بخصوص هذا الإغلاق المفاجئ، أنّ الموقع لم يتلقَّ أيّة إنذارات أو إخطارات مُسبَقة من السلطات التركية بخصوص الإغلاق، كما لم تُبدِ السلطات التركية أي توضيح لقرار الحجب.

من جهتها، رفضت السلطات التركية التعليق على سبب الحجب، إلّا مسؤول دائرة الاتصالات التركية قال إنّ التشريعات التركية لا تلزمهم بتقديم إشعار مُسبَق بحجب المواقع الإلكترونية.

وربط محلّلون قرار الحجب بخطاب الرئيس بوتين الذي حمل انتقادات لاذعة للسلطات التركية، خاصة وأنّ عملية حجب الموقع تمّت بعد ساعات قليلة من حوار «الخط المباشر» لبوتين مع المواطنين الروس، حينما تناول تداعيات العلاقات الروسية التركية، موضحاً أنّ تركيا يعتبرها صديقة لروسيا لكنها لاتتعاون مع الجانب الروسي بالشكل المطلوب.

واتّهم بوتين القيادة التركية بالتعاون مع تنظيمات راديكالية، كما ردّ بوتين على سؤال وُجِّه إليه إن كان سينقذ «أردوغان» أو «بورشينكو» في حال غرقهما، «أنّه من المستحيل تقديم العون لشخص لايريد المساعدة، لكن روسيا بطبيعة الحال مستعدّة لتقديم العون والصداقة لأيّ شريك يرغب بذلك».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى