«المنار»

في عامِ إحراقِ المسجدِ الاقصى كانت ولادتُها، وفي عامِ احراقِ قِيَمِ الامةِ كانَ ضياعُها.. انها منظمةُ التعاونِ المسماة اسلامية..

عامَ تسعةٍ وستينَ اجتمعَ قادتُها على خلافاتِهِم محاولينَ اطفاءَ النارِ الصِهيونيةِ التي تُحرِقُ فلسطينَ والمسجدَ الاقصى، وعامَ الفين وسَتَةَ عَشَرَ جَمَعوا كُلَ خِلافاتِهِم وَقوداً ليستخدِمَها الصهاينةُ بِاحراقِ القضيةِ الفِلَسطينية ومقدَساتِها..

اضاعت رائحةُ الدولارِ صوابَ البعض، حركت لغةُ الغرائزِ احقادَ آخرين، صمتَ كثيرون، واعترضَ قليلون، فَمَثَّلَ المجتمعونَ حقيقةَ الامة..

المنظمةُ الممثلةُ لاغنى الدولِ وجحافلِ الجيوش، والممولةُ لاشرسِ الحروب، تذكرت فلسطينَ بمؤتمرِ سلامٍ لحمايةِ الشعبِ الفِلَسطيني، وتركت حِلفَها العسكري لقتلِ الشعبِ اليمني.. شخَصَّت داعشَ على مضضٍ من بَعضِها ارهابا، دعت الى تعاونٍ دَولي لقتالِها، واتهمت من يُقدِمُ الدمَ لتطهيرِ الامةِ من ارهابِ داعش، ارهابيا..

منظمةٌ دعمت لبنانَ لتحريرِ ما تبقى من ارضهِ المحتلة، ووصفت مقاومتَهُ التي حررت جُلَ ارضهِ من الارهابِ الاسرائيلي، ارهابا.. فايُ مَنطقٍ يحكُمُ قراراتِها؟

قرارُ لبنانَ بقيَ التحفظَ بما لا يحفَظُ الحدَ الادنى من واجبِ الحكومةِ اللبنانية تُجاهَ مقاومةِ شعبِها وتضحياتِه، التي حررت الارضَ وحمت العِرض، ولولا انجازاتُها لما كانَ هناكَ حكومةٌ تَحضُرُ المؤتمراتِ وتُدلي بموقفِها من تلكَ القرارات..

«أن بي أن»

لم تسلم القمة الاسلامية من تظهير الخلافات والاختلاف في بيانها الختامي كما في مراسم تسليم رئاستها من مصر الى تركيا، الا ان الفارق بين الامرين ان التجاهل المصري لرجب طيب أردوغان كان منقولا بشكل مباشر عبر شاشات التلفزة في حجب الاقرار العلني للبيان الختامي وسط مغادرة الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني الجلسة الأخيرة، التحفظات لم تقتصر على ايران بل تعدتها الى دول أخرى كاندونيسيا والعراق ولبنان الذي تحفظ عن البند المتعلق بحزب الله، ورغم كل ذلك يمكن البناء على النصف الملآن من كوب البيان الذي تضمن قرارات تدعو الى المصالحة والتقارب بين الدول الاسلامية المختلفة، فماذا عن الآليات والترجمة التي تحول الكلام من حبر الى فعل؟

مشكلة النزوح جمعت بين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس الحكومة تمام سلام، فيما ينزح الرئيس الفرنسي هولاند من باريس الى بيروت غداً اليوم في الوقت الذي تعم فيه التظاهرات بلاده احتجاجا على اصلاحات عمل القانون .

عودة النغمة الغربية حول مصير الرئيس السوري بشار الاسد دفعت دمشق اليوم أمس الى التأكيد انها لن تناقش هذا الامر لا في جنيف ولا في اي مكان آخر. الموقف السوري تبعه تواصل هاتفي روسي ـ اميركي بحث خلاله لافروف وكيري تسوية الأزمة.

«او تي في»

لولا انسحاب الرئيس حسن روحاني احتجاجا على ما ورد في البيان الختامي من بنود تمس بلاده والمقاومة لكان في الامكان القول ان قمة اسطنبول الاسلامية انقضت بأقل قدر ممكن من الاضرار في ظل الوضع الاقليمي المتفجر والخلافات المستعرة حول اكثر من ملف، هذا مع العلم ان لبنان سجل تحفظه على البند المتعلق بالاعمال الارهابية لحزب الله اضافة الى ما ورد حول النزاع بين ارمينيا واذربيجان وكوسوفو والاقلية المسلمة في اليونان هذا على المستوى الاقليمي، اما محلياً فتوزعت الانظار بين اتجاهين: الاول الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للبنان غداً اليوم علما ان المعلومات تشير الى انها لا تحمل مبادرة محددة سواء على المستوى الرئاسي او في ملف النازحين.

اما الاتجاه الثاني ففرعية جزين حيث أعلن التيار الوطني الحر خوض المعركة وذلك خلال مؤتمر صحافي عقده رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في حضور المرشح امل ابو زيد تحت شعار «كلنا أمل» .

«ال بي سي»

من الهوتلاين الى اسطنبول: الاحداث والتطورات تبدو في مشهد عبثي لتصب في مكان واحد: الضياع، الهوتلاين الذي يفترض ان يكون صلة الوصل بين المريض ووزارة الصحة كاد يسبب مضاعفات سلبية للمريض لان التلبية لم تكن سريعة، وهنا يطرح السؤال هل الهوتلاين او الخط الساخن هو فعلا هكذا او أن هناك ثغرة ما او عيبا ما في التواصل؟

الضياع الثاني في قضية الادوية ما هي قصة الادوية المفقودة من الصيدليات؟ هل من علاقة بين فقدانها وبين وكلاء الادوية؟ وما حقيقة ان الامر مرتبط بتسويق ادوية الجنريك؟ الضياع الثالث حكاية الانترنت اين ينتهي الشرعي واين يبدأ غير الشرعي؟ ماذا يجري في مبنى شركة توفيق حيسو في البربير وما علاقة دهم مكاتبه بعلاقته بالمدير العام للصيانة والاستثمار عبد المنعم يوسف؟ الضياع الرابع كيف بسحر ساحر علق الاضراب في الضمان وما حقيقة التسوية بين طرفي حركة امل في الضمان طرف مجلس الادارة وطرف الموظفين؟

يتراكم كل هذا الضياع في وقت يترقب لبنان زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للبنان على مدى يومين، فهل هي زيارة للبنان ام للنازحين السوريين في لبنان؟

وفي سياق هذه الزيارة اكد حزب الله انه لم يحدد اي موعد بين هولاند والحزب وليس هناك اي لقاء به خلال زيارته لبنان.

واخيراً ماذا عن قمة اسطنبول وماذا حقق لبنان بعد قطيعة معظم دول مجلس التعاون الخليجي له؟

«ام تي في»

توفيق حيسو احفظوا هذا الاسم جيداً لانه الوجه الآخر لفساد عبدالمنعم يوسف، اليوم أمس وبعد الاخبارات العلنية والاعلامية المتتالية تحرك مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية لوضع اليد على ارتكابات حيسو في مكاتبه في منطقة بربور والتي ينفذها بالشراكة مع عبد المنعم يوسف، وهنا حصل ما كان متوقعاً: محاولات لتهريب سيرفورات، تحايل علني على القانون، ضغوط هائلة لوقف المداهمة او لحصر نتائجها، وتعتيم تلفزيوني كاد يكون تاما لولا الـ»ام تي في».

هكذا اذا تحركت مافيا الاتصالات لتحمي توفيق حيسو كما جن جنون شريكه وراعيه وحاميه عبد المنعم يوسف، فحاول مرارا وتكرارا الاتصال هاتفيا بالضابط المسؤول عن تنفيذ المهمة، لكن الضابط رفض الرد على الاتصالات التلفونية ليوسف لانه لا يريد ان يكون شريكا في هدره اموال الدولة والناس، والـ»ام تي في» التي تضع هذا الاخبار بتصرف القضاء تطالب بالكشف على داتا الاتصالات لتحديد عدد المرات التي اتصل فيها عبد المنعم يوسف بعد ظهر اليوم امس بضابط لم يساوم واصر على تنفيذ مهمته حتى النهاية، وداتا الاتصالات التي لا تكذب، بعكس يوسف، ستكشف حكما فصلا آخر من فصول فساده التي لا تنتهي.

«الجديد»

فرانسوا هولاند في بيتِه اللبنانيِّ بَدءاً من الغد اليوم زيارةٌ ستَنتهي باصطحابِ الرئيسِ الفرنسيِّ عائلةً سوريةً نازحةً معه إلى باريس كرمزٍ إنسانيّ.. ووضع «كتف» معَ لبنان في أزْمةِ النازحين لكنّه سيتركُ على أرضِنا مِليوناً ونِصفَ مِليونٍ كانت فرنسا بسياستِها المندفعةِ أحدَ أسبابِ تشريدِهم.. عندما اختارَ وزيرُ خارجيتِها لوران فابيوس رفعَ أعلامِ الثوراتِ واحتضانَ أصدقاءِ سورية المزيّفين.. وإصدارَ الوعدِ تلوَ الوعد برحيلِ النظام في أيامٍ معدودة . هولاند لن يكونَ لديهِ أيُّ دعمٍ آخرَ للنازحين.. فلا الأموالُ بيديه.. ولا هو يملِكُ قرارَ الأزْمة.. كما أنّ جَعبتَه السياسيةَ لن تتضمّنَ محلياً أيَّ أوراقٍ رئاسية هذهِ الأوراقُ باتت منَ الصكوكِ اللبنانيةِ الخاضعةِ للاستثمارِ في سوقِ المزايداتِ السياسية.. ليتّضحَ أنّ المبادراتِ الإنقاذيةَ، مِن ترشيحِ الحريري لفرنجية إلى الردِّ بترشيحِ جعجع لعون، تقع كلُّهاُ في دائرةِ عزلِ حِزبِ الله.. فلا يُوهِمَنَّكُم أحدٌ أنّه قدّمَ التضحياتِ في سبيلِ انتخابِ الرئيس وسدِّ الشغور، فمِن غباءِ تصريحاتهِم تَكشفونَهم.. لا سيما تلك الدعوةُ التي وجّهها زعيمُ المستقبل سعد الحريري إلى رئيسِ حزبِ القواتِ سمير جعجع بأن يتفضّلَ ويَنتخبَ فرنجية.. لأنّ حزبَ الله مُحرَجٌ بهذاِ الترشيح وبذلك يقولُ الحريري للقوات: إذا أردتُم عزلَ حزبِ الله.. هيا بنا ننتخب . طروحٌ تَنُمُّ عن حُفرةٍ في العُمقِ السياسيِّ يَسقطُ فيها معظمُ اللاعبينَ على خطوطِ الترشيح وأين مِن هؤلاء.. كلامٌ مِن وزنٍ دُستوريٍّ معطوف على وطنيٍّ اختزنَه الرئيسُ حسين الحسيني في مؤتمرٍ صِحافيٍّ يَحمِلُ حلولاً للرئيسِ والانتخاباتِ النيابيةِ على حدٍّ سواء، فالمُهرطقونَ سَقطوا في السياسةِ والدُّستورِ معاً.. ولا يزالُ معظمُهم يعلّقُ حبالَه السياسيةَ على خطوطِ استواءٍ عربيةٍ أصبحت متعرِّجة تكيلُ الإدانةَ للبنانَ في كلِّ المحافل.. وبينَها مؤتمرُ اسطنبول الذي انضمَّ إلى أسلافِه منَ المجالسِ بتضمينِ فِقرةٍ تَدينُ ما سمّته نشاطاتِ حِزبِ اللهِ الإرهابيةَ التي تحفّظ عنها لبنان. قمةُ مُنظمةِ التعاونِ الإسلاميّ التي تأسّست من أجلِ الأقصى وفِلَسطين.. أهملتِ القضيةَ الأم.. وانغمسَت بينَ إيرانَ وحزبِ الله ما دَفَعَ الرئيسَ الإيرانيَّ إلى المغادرةِ استنكاراً، لكنّ ضوءاً عَربياً خليجياً جاء متمايزاً عن كل العرب، فخلال لقائه رئيس الحكومة تمام سلام اكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل خليفة تفهم بلاده للوضع اللبناني ومكوناته، وقالَ له نقدّرُ ظرفَكم ولا بدّ مِن نزعِ فتيلِ التفرقةِ والطائفية، نتفّهمُ كلَّ أوضاعِ لبنانَ ومكوِّناتِه والمهم تأكيدُ الوَحدة ِوانتخابُ رئيسٍ للجمهورية وكلٌّ سواسية وذلك كلام .. لم يعد يقال في أي من المحافل الخليجية.. إذ إن «المكونات.. والسواسية ..» تنطبق على كل التيارات السياسية وبينها الحزب المشكو منه.

«المستقبل»

لبنان الرسمي والسياسي انشغل اليوم أمس بالاستعدادات لزيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الى لبنان، فيما ينتظر ان يتحول يوم غد اليوم يوما فرنسيا بامتياز، وذلك في اللحظة التي تحط فيها طائرة الرئيس الفرنسي على ارض مطار رفيق الحريري الدولي.

واذا كان الشغور الرئاسي سيلقي بثقله على محادثات الرئيس الفرنسي في بيروت، والتي تبدأ بلقاء مع رئيس المجلس نبيه بري في مجلس النواب، حيث سيلتقي ايضا هيئة مكتب المجلس ثم ينتقل الى السرايا الحكومية، للاجتماع الى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، فان الوضع اللبناني لم يكن بعيدا عن البيان الختامي للقمة الاسلامية في اسطنبول، التي ادانت أعمال حزب الله الإرهابية في سورية واليمن والبحرين والكويت، والتي تزعزع استقرار الدول الاعضاء.

في وقت سجل لبنان تحفظه على الفقرة المتعلقة بإدانة «حزب الله»، لقيامه بأنشطة إرهابية، وأكد موقفه بضرورة احترام عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى.

ورحبت القمة بالحوار القائم بين الاطراف السياسية اللبنانية لتجاوز الخلافات، معربة عن تقديرها لجهود لبنان ومصر والاردن والعراق وتركيا، في استضافة اللاجئين السوريين.

كما ادان البيان الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران، رافضا التدخلات الإيرانية في شؤون دول أعضاء المنظمة.

البيان الختامي للقمة ووجه برفض ايراني، تمثل بانسحاب الرئيس حسن روحاني من القمة احتجاجا.

في المواقف الداخلية، أكد الرئيس سعد الحريري انه ثابت على مواقفه من انتخاب رئيس للجمهورية، مهما تعقدت الأمور ووضعت العراقيل والصعاب أمام عملية الانتخاب. وقال ان على السياسي أن يكون مبادرا، مهما سدت الأبواب في وجهه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى