علي عبد الكريم لـ«البناء»: عون من القامات الوطنية المحترمة وبتحالفه مع المقاومة وصداقته مع سورية يشكل رصيداً حقيقياً للبنان

هتاف دهام

لم تكن الأزمة السورية التي مضت على بدايتها خمس سنوات ونيف عائقاً أمام استمرار هياكل ومؤسسات الدولة وانتظامها، حيث شكلت الانتخابات التشريعية التي جرت الاربعاء في مختلف المحافظات السورية بغض النظر عن انعقاد مفاوضات جنيف 3 والمواعيد الافتراضية التي يُحكى عنها والتي تتعلق بالعناوين السياسية ومواعيدها المرتبطة بجنيف، أحد تمظهرات هذه المؤسسات التي لا زالت تعمل. أكدت هذه الانتخابات أن الدولة السورية ستبقى المرتكز الاساسي لأي حل سياسي ولأي حرب حقيقية يراد لها أن تقضي على الارهاب في سورية. هذه الحرب التي تخوضها دمشق، بالتوازي مع الحفاظ على مؤسساتها وانتظام عملها، ولن يكون الارهاب ومخاطره عائقاً أمامها.

أصر الرئيس السوري بشار الاسد على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري لمجموعة من الاسباب تتعلق بالداخل والخارج. فهو أراد أن يقول للعالم كله أنه صاحب الحق السيادي الاول في تحديد الاجندات الدستورية التي تبقى تعمل من ضمن الضوابط القائمة، بغض النظر عن ظروف التفاوض السياسي أو ظروف العملية الميدانية. وأكد الرئيس السوري في انتخابات مجلس الشعب أن المناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية والتي تضم النسبة الاكبر من الديموغرافيا السورية الموجودة، بغض النظر عن مساحة الجغرافيا التي لا زالت تحمل داخلها كل أنواع التنوع الطائفي والاثني، شاركت في هذه الانتخابات. اقترعت في أقلام الاقتراع. وجرت حملات انتخابية لمرشحين، وفاز مَن فاز وخسر مَن خسر. وهذا الامر لا يجري نهائياً في كثير من الدول التي تناهض سورية العداء وتشنّ عليها الحروب.

السوريون متمسّكون بسيادتهم وأرضهم

إن الرسالة التي يجب التوقّف عندها في الانتخابات، كما يقول السفير السوري علي عبد الكريم لـ«البناء» هو الاقبال الذي شهدته مراكز الاقتراع في المحافظات التي استقبلت أبناءها والمواطنين الذين نزحوا من محافظات سورية فاقترعوا في مراكز أخرى، وبالتالي فإن أبناء الرقة ودير الزور وريف حلب وإدلب توافدوا أيضاً إلى المراكز التي خُصصت لهم في دمشق، طرطوس، اللاذقية، وحمص وهذا بحدّ ذاته رسالة للعالم أن السوريين متمسكون بسيادتهم وبأرضهم، يرفضون كل معاني الابتزاز، وحتى لو لم يكونوا متحمّسين للانتخاب أرادوا أن يثبتوا للعالم أنهم متمسكون بهذه الارض، وبالتالي متمسكون بهذا الواجب الدستوري الذي التزموا به وأقبلوا عليه وتدافعوا باتجاهه لكي يقولوا للعالم، نحن في أرضنا، أقوياء، لا نخاف الارهاب، بل نتحداه، رغم المحاذير من أن تقوم المجموعات الارهابية بأعمال إجرامية. مرت الامور بأكبر قدر من السلامة وكانت الرسائل واضحة وإن كان البعض يريد أن يشتم، فأي مؤمن بالظلام سيشتم الضوء حكماً، وبالتالي ليس كل الكلام غير المسؤول أو الكلام الذي يعبر عن حقد وعن إحباط بالنسبة له، لاستطاعة الدولة السورية والشعب السوري إجراء هذه الانتخابات رغم كل هذا الحصار، رغم كل العقوبات ورغم الارهاب. وكل هذا التنادي من قوى دولية وإقليمية للتوحد في مواجهة سورية، نراها كافة الان تستشعر أنها هي التي تحتاج سورية لكي تخرج من الدوامة التي وضعت نفسها فيها. لأن هذا الارهاب الذي مولته وسلحته يرتد عليها. وهذا ما لمسناه في أكثر من عاصمة إقليمية إضافة إلى العواصم الاوروبية التي ضرب فيها الارهاب.

لقد أتاح البرلمان السوري للعسكريين الانتخاب بموجب تعديل قانوني، وهذه بادرة مهمة ومؤثرة يجب أن تكون موجودة، كما يراها السفير السوري، لأن هؤلاء الذين افتدوا كرامة سورية وترابها وسيادتها يجب أن يكونوا شركاء في الانتخاب وفي صناعة هذا الدور، وهذه المؤسسة الهامة التي يبنى عليها ويستند إليها، لأن الشهداء أيضاً الذين بأعداد كبيرة بين المواطنين المدنيين وبين الجيش وقوى الدفاع الوطني والقوى الشعبية التي كانت رديفة للجيش في مواجهة الارهاب، هؤلاء لهم فضل ولهم حق بأن يكون ذووهم أو أقرباؤهم مرشحين ويحظون بأصوات الناخبين بحماسة، وأيضاً للعسكريين الذين قدموا كل هذه التضحيات الكبيرة وكانوا مثالا لبطولة يجب أن تكون قدوة للأجيال ولكل الذين يريدون أن يتعلموا من هذا الدرس التاريخي الطويل والمؤثر والكبير الذي جسدته سورية.

لم يكن تعديل الدستور لمشاركة العسكريين في الانتخابات لإضافة كتلة ناخبة فقط، فأعداد السوريين الموجودين داخل سورية، كما يقول علي عبد الكريم، لا تُحصى. صحيح أن عدداً غير قليل نزح من محافظات إلى محافظات أخرى ولكن هؤلاء هم في سورية، وعلى أرضهم، وحقهم أن يقترعوا ويرشحوا وأن ينتخبوا، وبالتالي الاعداد ليست للإضافة بل لإنصاف العسكريين، وليس القصد زيادة العدد من الناخبين.

استند التغيير في مجلس الشعب الجديد إلى النتائج التي أفرزتها صناديق الاقتراع، فهناك مرشحون جدد كثر وآخرون كانوا في الدورة السابقة وأعادوا ترشيحهم للدورة الجديدة، ومن الطبيعي أن يكون، كما يقول الدبلوماسي السوري في بيروت، ممثلون لحزب البعث بأعداد توازي حضوره في سورية، فلهذا الحزب رصيد واسع انطلاقاً من قاعدته الشعبية الواسعة والكبيرة، وكذلك سيكون للمستقلين وللأحزاب الاخرى ممثلون في الدورة الجديدة.

ليس صحيحاً الحديث عن تفضيل روسي لعدم إجراء هذه الانتخابات. روسيا دولة وقيادة تحترم السيادة والدساتير وحق الشعوب في تقرير مصيرها، فهي بحسب الدبلوماسي السوري، دافعت في الامم المتحدة عن سيادة سورية كما عن سيادة الدول الاخرى، واستخدامها لحق النقض الفيتو مع الصين، كان تعبيراً عن احترامها لسيادة الدول ورفضها التدخل الفجّ والفاجر الذي تمّ تجسيده في ليبيا والعراق وأرادوا أن يتكرر في سورية. استثمرت موسكو علاقاتها وصداقتها التاريخية مع دمشق، لكن لم تكن لتسمح لنفسها بأن تنوب عن الشعب السوري، وسمعنا ما عبّر عنه وزير الخارجية سيرغي لافروف بأن هذه الانتخابات حق طبيعي وضروري لكي لا يكون هناك فراغ دستوري. ما حدث كان تأكيداً أن الدولة السورية مستمرة بمؤسساتها بكل فعالية، وهذا الاقبال أكد أن الشعب السوري بمحض إرادته كان متحمّساً، مندفعا، ومقبلاً على هذه الانتخابات.

الفرنسيون يدينون انحياز هولاند للإرهاب

لا تعير سورية أهمية لوصف السلطات الفرنسية «الانتخابات البرلمانية الحالية بـالعار، لأنها تُنظم من حكومة ظالمة»، ويتمنى السفير علي عبد الكريم أن تكون الحكومة الفرنسية لديها ما يسمح لها أن تعطي سورية هذه الوصفات والنصائح، لأن رصيد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في الشارع الفرنسي، من خلال استطلاعات الرأي الفرنسية، لا يسمح له بمثل هذا الاعتداد وانحياز الحكومة الفرنسية للإرهاب الذي يدينه الفرنسيون، من صحافيين ومثقفين وبرلمانيين وحتى من قوى في أجهزة الدولة، باتوا يوجّهون، ليس اللوم بل النقد اللاذع لهذه الحكومة التي ناصرت هذا الارهاب في العدوان على ليبيا وسورية وفي غير مكان. وها هي اليوم تدفع ضريبة باهظة في الدم وفي أمن الفرنسيين، فهذا الارهاب ارتدّ عليها، لذلك مثل هذا الكلام أقل ما يُقال فيه إنه يبعث على الشفقة على مَن يطلق مثل هذه الاحكام وهو في مثل هذه الوضعية؟ وضع حكومة فرنسا لا يسمح لها أن تقول مثل هذا الكلام والاوْلى بها أن تتلقى النصائح والانتقادات، وهذا ما يحصل من شعبها، ناهيك عما يقوله المراقبون والراصدون والاعلاميون في العالم.

رصيد في المفاوضات

يرى علي عبد الكريم أن هذه الانتخابات أضافت رصيداً وقوة إلى ما يحققه الجيش العربي السوري من انتصارات، وتحققه المصالحات الشعبية الكبيرة التي تمتد كل يوم. ويدرك الغرب الذي كان يقف خلف المواقف الحادة والمسبقة في رفضه الانتخابات، مع أنها استحقاق دستوري لكي لا يحدث الفراغ، أن الدولة السورية حكومة ورئاسة وجيشاً وشعباً عندما تنجز مثل هذا الاستحقاق بمثل هذا الاقبال وبمثل هذا الرصيد وبهذا القبول والاندفاع الشعبيين، هذا يضيف إلى رصيدها، سواء في المفاوضات أو في مواجهة سياسية أو أي استحقاق، لكن الاصوات التي صدرت من بريطانيا ومن فرنسا ومن دول أخرى، أو خاصة من الاصوات التي تدّعي بأنها تمثل «المعارضة» أو تمثل الشعب السوري، وإن كانت تقيم في اسطنبول أو في الرياض، كانت تريد أن تضعف الاوراق التي تملكها الدولة السورية، لكنهم فوجئوا بأن هذه الاوراق تقوى على الارض بالانتصارات وبهذه الانتخابات التي أضافت رصيداً.

كل ما يؤكد أن الشعب السوري متمسك بحقه بالحياة ومتمسك بسيادته، هو دفع وقوة في أي مواجهة مع المتربّصين أو الذين كانوا عائقاً وحائلاً وحاجزاً دون تلاقي السوريين، وهذا يقوّي الغيورين على سورية، وبالتالي يعطي ورقة في يد الاصدقاء الروس والايرانيين والدولة الصينية، وحتى عند الرأي العام الضاغط على حكوماته هذا ما يراه السفير السوري لأن رصيد سورية ليس فقط هؤلاء الاصدقاء، إنما الرأي العام في أميركا وفرنسا وبريطانيا الذي تتضح له الحقائق يوماً بعد يوم وأصبح نصيراً لسورية ولشعبها ولجيشها ولرئيسها وينمو باستمرار.

ألوية سورية جديدة تدخل إلى ساحة المعركة

مضى على الحرب العدوانية على سورية أكثر من خمس سنوات فصمدت وصمد شعبها وجيشها ورئيسها وقيادتها. لم تهتزّ أعصاب الرئيس الاسد. بقي يملك رؤية وشجاعة وقيادة حقيقية لجيشه وشعبه ومؤسساته. بقيت المؤسسات تعمل بفعالية. وبعد خمس سنوات يقول السفير السوري: نرى بعض السوريين الذين كانت الصورة ملتبسة لديهم أو مشوّشة، يواجهون المجموعات الارهابية وينضمّون إلى الجيش العربي السوري في محاربة هؤلاء. ونرى المصالحات تكبر، ونرى الذين يسوون أوضاعهم ويعودون إلى حضن الدولة، والمتطوّعين الذين يتدربون للانضمام للجيش في اضطراد وازدياد، وألوية جديدة تدخل إلى ساحة المعركة مع الجيش في حلب وفي غيرها من المناطق. كل هذا يجب أن ندرسه ونحن ننظر إلى هذا التبدل والنظرة إلى ما يجري في جنيف 3 وما يتلوه.

يؤكد علي عبد الكريم أن الرصيد الذي صار في يد سورية جيشّاً وقيادة وحكومة وشعباً وحواضن شعبية كبيرة، هو الذي يجعل الاميركي والفرنسي والبريطاني والالماني وكل الذين كانوا يراهنون على ضعف بنية الدولة في سورية، وأدركوا أن هذه الرهانات خاطئة. يأخذ من سورية مثالا بأن تكون هي القائدة للحرب على هذا الارهاب، بعد أن جربت ونجحت وأكدت صوابية حضورها، وقدرتها في التصدي له. فهم باتوا يخشون هذا الارهاب ويخافون من ارتداداته عليهم ليس في باريس وبروكسل فقط، بل في أنقرة واسطنبول والرياض وغيرها. وهم أيضاً يخشونه في أميركا وفي كل الامكنة. لذلك صار الحل السياسي هدفاً وصار الانتصار على الارهاب حاجة وليس غاية للدول التي أطلقت هذا الارهاب وحاولت الاستثمار فيه وتوقعت أنها ستسيطر على المنطقة من خلال ما أسمتها يومها بأنظمة الاسلام المعتدل. وهي تدرك اليوم أنها كانت تخدع الاخرين ولا أدري إذا كانت تخدع نفسها. على الاقل الان هي على يقين أن هذا الاسلام الذي راهنت عليه لم يكن إسلاماً معتدلاً، وبالتالي تخشى ارتدادات هذا الارهاب الذي كشف عن وجهه وأصبح خطراً على الجميع.

إن نظام أردوغان، كما يؤكد السفير السوري، داعم لكل المجموعات الارهابية التي تضرب في سورية والعراق وليبيا. وتركيا ما تزال تلجأ إلى الخطاب المزدوج فتدعي أنها دولة علمانية تحرص على علاقات مع دول الجوار. كان وزير الخارجية التركي احمد داوود أوغلو يقول إن تركيا حريصة على صفر مشاكل مع دول الجوار، غير أن العلاقات مع هذه الدولة في ظل حكومة أردوغان هي في توتر وصدام مع دول الجوار كلها، وبالتالي أصبحت صفر علاقات وليس صفر مشاكل.

يرفض السفير السوري الحكم بشكل قاطع على علاقة بعض الدول الحليفة لسورية مع الدول التي أسماها الغرب بالاسلام المعتدل، بمعنى أن روسيا دولة لها علاقات ومصالح، وبالتالي هناك مصالح اقتصادية نفطية، تبقى بعض الخيوط، لكن هناك مواقف واضحة من العدوان على سورية على السيادة في العراق، لكن بعض الهوامش الخاصة في العلاقات تترك للدول. وهذا يسري أيضاً على إيران التي لها علاقات وحدود واسعة وهناك تبادل تجاري واقتصادي، لكن هناك وضوح في موقفها تجاه العراق وسورية وتجاه القضايا الاساسية في المنطقة ولم تختلط الصورة لديها، لذلك لا يرى علي عبد الكريم تناقضاً إنما توصيفاً يعطي لكل أمر المسمّى الذي يناسبه.

يرى علي عبد الكريم في الوهابية الوجه القبيح الذي صار متفقاً عليه في العالم حتى في الدول التي استثمرت وأرادت أن تستثمر في الارهاب. ويشير إلى تصويت الاتحاد الاوروبي بالاجماع على منع تصدير السلاح إلى السعودية وفي الكونغرس وفي دوائر أساسية في أميركا والبيت الابيض، بحيث أصبحنا نسمع هذه الاصوات التي تشير إلى أن الوهابية هي جذر الارهاب وأصله في العالم، وأعيد فتح صفحات لتفجيرات 11 أيلول 2001 في البرجين والبنتاغون، وأشير إلى أن هذا العدد الكبير من الارهابيين سعودي وأن الخلفية هي وهابية، ولذلك صار تصنيف داعش والنصرة والقاعدة وكل من يصب في هذا الاتجاه واضحاً. وهناك الاخوان المسلمون خاصة بالوجه المتطرف الذي ظهر في هذه التنظيمات، وبات كل من يلتقي على الارهاب ومن ينهل من الفكر الوهابي والنظرة إليه مكشوفاً في أوروبا وأميركا، ناهيك عن الدول التي هي تواجه هذا الارهاب بشكل مباشر وتتصدّر المواجهة كإيران.

إن التفاؤل أكبر من الاتي من الحوارات والمبادرات، لأن هذا الخطر صار يخشاه الجميع، وبالتالي القرارات الدولية التي صدرت تحت البند السابع وبالاجماع التي كانت تتهرّب الدول الاقليمية من تطبيقها، وخاصة تركيا والسعودية والاردن، الان قد تجد الولايات المتحدة نفسها أحوج من الايام السابقة والسنوات السابقة في فرض تطبيقها. تقلص غض نظر عن هذه القرارات، لكنه لم ينته بعد، وقد يكون تطبيقها حاجة لهذه الدول القائدة، وللدول الصغيرة أو الاقليمية أو التابعة التي تدور في فلكها، بمعنى منع تمرير وتمويل وتسليح هذا الارهاب لأنه صار خطراً على الدول الراعية، ليس فقط من المال أو تجارة السلاح. صارت هذه الغاية مترابطة مع هذه المخاوف. وقد تكون هناك قراءة جديدة واصطفافات تفرضها قوة مواجهة هذا الارهاب وانتصارات الجيش السوري وحلفائه.

إن الدور الروسي له قراءة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار فروسيا ليست فقط في سورية، واجهت في الحديقة الخلفية في أوكرانيا، وفي جورجيا قبل ذلك، وخُدعت في ليبيا، وكانت مؤثرة في الاتفاق النووي بين إيران والدول الخمس +1. كل هذا يجب أن يُقرأ، كما يقول السفير السوري، بشكل متكامل حينها ندرك أن العالم بحاجة إلى أمان صار مهدداً، إذا لم يتفق هؤلاء على إعادة النظر، وبالتالي توحيد النظرة إلى الارهاب ومخاطره والذي كانت سورية بكل ألم وأسف المسرح الذي استخدمت فيه كل الالة الجهنمية من سلاح ومال وفتنة وإعلام تزويري، ولكن صمودها وكفاءة جيشها وقيادتها ووفاء أصدقائها لها ولأنفسهم تمكن من المواجهة، لأن السيادة والامن لا يمكن أن ينظر إليهما الا بمعنى أوسع وبمعنى التكامل وهذا ما حدث ويحدث.

ينظر إلى ما حققته سورية حكومة وجيشاً ومؤسسات وفي كل الميادين أنه أساس وركيزة، هذا ما يؤكده السفير السوري، فبعض السوريين الذين كانوا محبَطين وغير مقتنعين ويائسين، نرى الامل الكبير عندهم، لأن ما تحقق في اللاذقية، حمص، القريتين، تدمر، ريف دمشق، القنيطرة، درعا، السويداء، وفي كل المناطق وما يتحقق في حلب اليوم، يرفع من منسوب الثقة والتفاؤل بالوصول إلى الانتصار الشامل والواسع على هذا الارهاب، وصولاً إلى حل سياسي يبنى على تفاهم السوريين فيما بينهم، لأن العوائق تكون تكسرت أو ضعفت إلى الحد الذي لا تستطيع أن تكون عائقاً. السوريون تواقون لأن يكونوا مع بعضهم، لكن هناك دول في الاقليم وغير الاقليم، كانت تعتمد مَن تسميهم ممثلين للشعب السوري، وتعرف انهم لا يمثلون هذا الشعب.

كل التراب السوري مقدس، وكله غالٍ على سورية وعلى شعبها وجيشها وقيادتها. وحلب مدينة غالية جداً جداً، وعظيمة وشعبها شعب عظيم بريفها ومدينتها، وهي بند أساسي ومهم. وبالتالي العدوان التركي عليها، كما يراه السفير السوري، لم يعد خافياً على أحد، حتى العميان يعرفون أن حلب تشكل بالنسبة أردوغان وحكومته هدفاً ومركز انتقام بنهضتها بتميزها بصناعييها، بمنافستها الكبيرة للصناعة التركية، ولذلك ما حدث لمعاملها ومصانعها وشعبها وجوامعها وكنائسها، يستدعي من كل السوريين ومن كل الغيورين على سورية أن يكونوا معاً للانتصار لحلب على أعدائها. وهذا ما يراه علي عبد الكريم يقيناً متحققاً وبزمن ليس بعيداً.

لا تغلق سورية، وفق السفير السوري، الباب أمام أي مبادرة تطرح من صديق، من دولة، من قوة، من حزب، من تيار، من منظمة دولية فهي ترحب بأي مبادرة تنطلق من ثوابت الحفاظ على السيادة والحقوق، وعدم التدخل في الشأن الداخلي، وعدم النيابة عن الشعب السوري في تقرير مصيره.

وعلى وقع الاتفاق النووي والاتفاق الروسي ـــــ الاميركي باتت إمكانية أن يلتقي السوريون أكبر وباتت الشروط أفضل بعد أن يكونوا أنجزوا النسبة الاكبر من انتصارهم على هذا الارهاب واستعادة اللحمة ووحدة التراب وتوحيد القوى والشعب. عندها سيكون السوريون، كما يقول علي عبد الكريم، هم الاقدر على التفاهم والتوافق فيما بينهم على الصيغة التي يريدون في الدستور والاحزاب وفي كل المجالات التي يختارونها لبلدهم وأنفسهم.

تريد روسيا وكذلك الصين وكل أصدقاء سورية الحقيقيين، أن يُسمح للسوريين أن يلتقوا، وأن يكون هناك حوار سوري ــــ سوري، لأنه حينها ستكون القواسم المشتركة كبيرة وسريعة، لأن الذين يريدون أن يعطلوا هذا التلاقي هم الذين يفرضون شروطاً أو يضعون أحكاماً مسبقة، وهذا ما ترفضه الدولة السورية وما يرفضه أيضاً كل الغيورين على سورية، وحدة أرض ووحدة شعب ودور لهذا البلد الذي كان على زمن طويل فاعلاً ومؤثراً في الداخل السوري وفي المحيط وفي الاقليم وفي العالم.

تخرج سورية أقوى كل يوم، وبالتالي الوصول إلى تسوية أو حلول سياسية، يراه السفير علي عبد الكريم يقترب لأنها صمدت ولأن حلفاءها معها، ولأن العالم بات يستشعر خطر هذا الارهاب الذي أرسله إلى سورية، ويبارك أي حلول تحاصره وتقضي عليه، وهذا كله تمهيد الطريق إلى حل سياسي متوازن وقابل للحياة، وسورية ترحّب به، لكنها توازي بين السعي إلى هذه الحلول السياسية على أرضية الاستمرار في محاربة واجتثاث هذا الارهاب، وهي منتصرة عليه بالمعنى اليقيني والحتمي، لأن المقدّمات هي التي تقود إلى النتائج ونحن نصنع المقدمات.

السعودية وتركيا في مأزق

فرضت الظروف وتفرض على الادارة الاميركية أن تعيد النظر في سياستها من أجل مصالحها ودورها، وهذا ما عبّر عنه أكثر من مرة الرئيس الاميركي بارك أوباما ونائبه جو بايدن، ووزير الخارجية جون كيري، وكبار المسؤولين في الادارة الاميركية والبيت الابيض، ولذلك فإن أولوية أميركا، كما يقول السفير السوري، أن تحافظ على مصالحها في المنطقة، فهي دولة عظمى في الاقتصاد وفي العسكر، ولكنّها تدرك أنه لم يعد هناك أحادية عظمى تتحكم بالعالم، وبقيت للإدارة الحالية أشهر في البيت الابيض وهناك اتفاق روسي ــــ أميركي للجميع مصلحة في استثماره لإيجاد قواسم وحلول ومخارج وجَسْر الهوة في المواقف بين الدولتين طبعاً هما الاساس، لكن هناك دول أخرى يجب أن يؤخذ دورها وتأثيرها بعين الاعتبار، فهما تقدران حلفاءهما، وبالتالي يجب أن ينظر بتفاؤل أكبر إلى هذه التفاهمات خاصة في المرحلة المتبقية من ولاية أوباما.

يؤكد السفير السوري أن السعودية وتركيا في مأزق، والجميع يعلم أن أكثر من عام مضى على العدوان السعودي على اليمن والتحالف الذي استقوت به عليه. ورغم القسوة المبالغة والوحشية والعدوانية التي لا حدود لها ضد مؤسساته المدنية ومدارسه وحضاناته وأماكن العبادة والاسواق التجارية فيه صمد الشعب اليمني، ووصلت السعودية إلى الحد الذي هي الان عليه. فهي صاحبة المصلحة في التفاوض والهدنة وفي توقيف هذه الحرب بحسب السفير علي عبد الكريم علي. أما تركيا التي وضعت حكومة أردوغان نفسها فيه داخلياً وعلى الحدود في العلاقة مع المكون الكردي الذي هو مكوّن أساسي، وفي علاقتها مع جيرانها كافة أصبحت في جو لا تحسد عليه، هاتان الدولتان تحتاجان إلى استجداء الدور الاميركي لإخراجهما من الورطة التي هما فيها وليس العكس. هناك مكابرة لا تزال موجودة تؤخذ بعين الاعتبار، لكنهما تبحثان عمّن يُخرجهما منها، وبالتالي كل المواقف التي تظهر الان لا تشير إلى أن اليوم يشبه الامس بالنسبة لأنقرة والرياض، فوضعهما لا يُحسدان عليه.

تقول الامم المتحدة إن جنيف هو الفرصة الاخيرة للسلام، لكن السفير السوري يشير إلى «أننا نريد الفرصة القابلة للحياة، وتبقى المعايير الموحدة هي الاهم للوصول إلى السلام الحقيقي وليست ازدواجية المعايير. السوري والعراقي واللبناني والمصري ليس إنساناً من فئة ثانية. لو نظر الغرب إلى الفلسطيني، كإنسان وحقوق إنسان في آن واحد، كالاميركي والبريطاني والفرنسي تماماً ربما لم نصل إلى ما وصلنا إليه». هذا الارهاب المبني على الفكر الوهابي، كما يقول السفير السوري، لم يولد من الفراغ، بل ساهم هذا الغرب في نشره، لأن هذه الرعاية لهذا الفكر ولهذه المنظمات كان يستثمر فيه، كما في الحرب في أفغانستان وهذه بعضها من إفرازات بعض، صحيح أنهم عانوا من ارتداداته في أيلول 2001، لكن هذه الارتدادات من صناعتهم، لأن هذا الارهاب أرادوا توظيفه لغايات أخرى، لكننا نجد تداعيات هذه الارتدادات مستمرة حتى اليوم. ويبقى عند السوري احترام إنسانية الانسان، واحترام المعايير الموحدة، والنظر إلى الشعوب كصاحبة مصلحة في أمن يتقاسمه الجميع، في كرامة هي حق للجميع. هذا الذي يجب أن تفهمه الادارة الاميركية وأن يفهمه حكام فرنسا وبريطانيا وغيرهما، والذي يجب أن يُقال للمعتدي «الاسرائيلي» الذي ينتهك السيادة وحقوق الانسان كل يوم بأبشع الصور، إذا لم يكن هناك خطاب موحّد ونظرة موحّدة للإنسان، هذا يترك الباب مفتوحاً أمام مخاطر تتوالد من هنا أو هناك.

هناك تنسيق وتكامل بين القيادات في سورية وروسيا وإيران هذا ما يؤكده السفير السوري، داحضاً الاشاعات أن سورية تحت إمرة إيران أو روسيا، فمن يطلق مثل هذه الاقاويل، يقول الدبلوماسي السوري، يدرك أن الجيش السوري هو الاساس الذي بنى عليه الشقيق الايراني والحليف الروسي، لأنه من دون دولة بمؤسسات وجيش وقيادة وكفاءة لا يستطيع أي حليف أو صديق أو مريد أن يتعاون. فهو يحتاج أن يبني على أساس، والاساس في سورية الجيش والشعب والمؤسسات. لكن علي عبد الكريم لا يغفل دور الحلفاء المهم بالنسبة إلى سورية، ويذكِّر بكلام للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله: «نحن نساند ولسنا الاساس»، لكن هذه المساندة كبيرة ومقدّرة وهامة، المقاومة في لبنان، القوى الشعبية في سورية، الاحزاب الوطنية ومنها الحزب السوري القومي الاجتماعي، والقوى الشعبية وكتائب البعث، حتى منظمات الاحياء والقرى والمدن والعشائر.. كل هؤلاء شاركوا. كذلك شاركت روسيا بفعالية بعد دخول طائراتها الاجواء السورية. هذه مشاركة مقدرة، وبالامس سمعنا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول إن الجيش السوري هو الان يصنع انتصاراته وقادر على ذلك حتى بعد سحب الجزء الاكبر من القوات الروسية من داخل سورية، وهذا حقيقة. ولذلك ما قامت به إيران من دعم اقتصادي ومن دعم بالمستشارين ومن دعم في كل الميادين، وما قامت به روسيا والمقاومة كل هذا له دور وله تقدير وفعالية. لكن الاساس ما يقوم به السوريون جيشاً وشعباً وحواضن وقوى حية مقاتلة بقيادة ملكت رؤية وأعصاباً ومبادئ وصلابة وكانت مثالا يجب أن ينظر إليها في الاتي من الايام بدراسة تستحقها، لأن دائماً أي جيش أو أي شعب أو أي مؤسسات إذا لم يكن على رأسها كافة قائد كبير لا تنتصر. مَن يستطع توظيف كل هذه الفعاليات وإدارتها بتمكن وبجرأة حين تستدعي الجرأة، ومبادرة حين توجب المبادرة وبحكمة حيث تستدعي الامور التريث، يصعب أن تنتصر؟ كل هذا جسده الرئيس بشار الاسد في هذه السنوات الصعبة الحساسة. نحن رأيناه في معلولا بعد أيام قليلة من تحريرها، وفي عدرا، وفي باب عمرو وفي كل الميادين، وعلى أعتاب جوبر في رأس السنة، بينه وبين المسلحين في الطرف الاخر أقل من أمتار. كان مع جيشه، مع مقاوميه، مع مقاتليه، مع شعبه، ولذلك البنية الوطنية الراسخة التي جسّدها الجيش والقيادة والمؤسسات التي تعمل، هي الاساس ولولا ذلك، من كان ليستطيع أن يوقف سورية على قدميها طوال تلك الفترة؟

تفرّدت الولايات المتحدة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، لكن الان أصبح واضحاً، كما يقول السفير السوري، أن روسيا بالمرصاد، والصين قوة عملاقة صاعدة اقتصادياً. صحيح أن الصين في المرتبة الثانية، لكن إذا وقفنا أمام المديونية الهائلة للولايات المتحدة، تصبح الصين الدائنة وليست المدينة، هي الاولى وليست الثانية، ودول البريكس قوة اقتصادية وبشريّة وتنموية، وأوروبا، وألمانيا، وإيران في الاقليم دولة مؤثرة وفاعلة، ورغم الحصار الذي تعرضت له على مدى سنوات طويلة كانت هناك نهضة علمية، وبناء لافت للقوة الاقتصادية والعسكرية في كل الميادين. لذلك العالم يعيد تشكيل نفسه. لبنان كان يُقال عنه قوته في ضعفه، صحيح أن هناك أزمات ومآزق، لكن المقاومة التي انتصرت في 2000 وحققت زلزالا في 2006، جعلت لبنان هذا الذي كان يُقال إن قوته في ضعفه قوةً له ولأشقائه، وصارت «إسرائيل» تحسب حساباً لهذه المقاومة وللبنان هذا، والسيادة التي يحاول البعض أن يستقوي بها للهجوم على المقاومة، لولا هذه المقاومة، فأين كانت سيادة لبنان؟ المقاومة هي سيادة لبنان، هي الرادع الاساس الذي تحسب له «إسرائيل» ألف حساب. لذلك نحن نرى أن العالم الان لم يعد محكوماً بقطب واحد وليس بقطبين أيضاً، هناك تعدّد أقطاب، ولكن هناك تفاوت لمواقع هذه الاقطاب. نحن في مرحلة التحول والتغير والتكون، لم يستقر العالم بعد. نحن في حرب متعددة الجهات ومتعددة الاسلحة والاصطفافات والتحالفات والاقطاب. هو الان باتجاه ليأخذ موقعه، لكن ما تزال الامور لما تستقر بعد.

التنسيق بين الحكومتين لا يكفي

وفي ملف النازحين السوريين، فإن أهم ما يجب أن تطالب به الحكومة اللبنانية، كما يقول السفير السوري، الضغط على الدول الغربية لتقدم وقف تمويل الارهاب وتمريره، حينها ستقف الحرب في سورية وسيعود السوريون حتى لو أردنا الامساك بهم رغماً عنا. ورغم الظروف الصعبة في المناطق الساخنة، فهناك أعداد تريد العودة لأن المآسي التي يعانون منها كبيرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

لا يحمّل السفير السوري الحكومة اللبنانية المسؤولية. يقول إن النازحين فوق طاقة الشعب والحكومة في لبنان، فلقد شكل النازحون السوريون عبئاً عليه، لأن عددهم أكبر من قدرته على التحمل. وربما ساعدت مآرب القوى السياسية بدخولها في رهانات سقوط الدولة السورية، لكنْ هل السوريون في لبنان يستشعرون الامان والكرامة والراحة والاطمئنان لكي يستوطنوا؟ السوريون يريدون العودة إلى سورية سواء سمّاها الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون عودة طوعية أو قسرية، فهم لا يريدون التوطين، لكن المفروض أن يكون هناك تنسيق بين الحكومتين، وهذا ما طالبت به الحكومة السورية دائماً، فالحد الادنى من التنسيق لا يكفي.

يدعو السفير السوري لعدم خلط المسمّيات، بمعنى «إسرائيل» هي التي ترفض عودة الفلسطينيين، ويجب الا يسمح اللبنانيون باستخدام هذين المصطلحين لكي لا يطغى المزيَّف على الحقيقي. الخطر هو توطين الفلسطينيين. يجب التمسك بحق العودة الذي رفضت القمة العربية التوطين عام 2002 بمبادرة محترمة ومقدرة من الرئيس إميل لحود وتنسيق وتعاون مع الرئيس بشار الاسد، وفرضا أن يبقى هذا البند بنداً أساسياً في المبادرة العربية التي أطلقتها الرياض يومها. يجب أن نقول دائماً برفض التوطين ليعود الفلسطيني إلى أرضه، وهذا يحتاج منا صلابة وموقفاً ومواجهات في الامم المتحدة والمحافل الدولية ودعماً أكيداً للشعب الفلسطيني تسليحاً وإعانات مالية وتعليماً ودعماً لمؤسساته في المنافي وفي داخل الاراضي الفلسطينية.

قانون انتخاب متوازن يحصّن لبنان

أما في الملف الرئاسي، رغم أنه رفض الغوص فيه، باعتباره شأناً داخلياً لبنانياً، قال السفير السوري، «نحن نريد أن يتفق لبنان بأحزابه وقواه ومجلس نوابه وكل قياداته للوصول إلى ملء الفراغ في رئاسة الجمهورية ولتجديد مجلس النواب وإيجاد قانون انتخاب متوازن وعادل يسمح بالتمثيل الحقيقي، لأنه يحصّن لبنان. ما يحصّن لبنان، لسورية مصلحة فيه، وقوة لبنان في ثالوثه الذي تباركه دمشق». وشدد على «أن رئيس تكتل التغيير والاصلاح الجنرال ميشال عون هو من القامات الوطنية المحترمة، وبتحالفه مع المقاومة وعلاقته الصادقة مع سورية يشكل رصيداً حقيقياً للبنان. نحن نحرص على وصول كل مَن يقوّي الخط الوطني في لبنان، فهذا يقوينا. وبالتالي نباركه، لذلك قوة المقاومة مصلحة سورية بامتياز، الجيش اللبناني القوي أيضاً هو مصلحة لسورية بامتياز. نحن نريد قوة المؤسسات في لبنان والخط الوطني القومي. لذلك الجنرال عون، النائب سليمان فرنجية، الرئيس اميل لحود، الرئيس سليم الحص، الرئيس الراحل عمر كرامي والوزير فيصل كرامي، وكل القيادات الوطنية في كل المجالات، لسورية مصلحة في أن تكون فاعلة ومؤثرة ومطمئنة. ونتمنى أن ينتصر الشعب اللبناني على الارهاب وأن يتكامل الجيشان والشعبان والحكومتان، لأن في هذا مصلحة في مواجهة العدو «الاسرائيلي» المتربص بالبلدين معاً، وفي مواجهة الارهاب المكمل للعدوان «الاسرائيلي» والذي هو وجهه الاخر. وهذا ما يتم بالتنسيق مع المقاومة بأوجهها المختلفة ومع قوى سياسية فاعلة على الارض في كل الميادين».

وتابع «نحن نبارك ما يتفق عليه اللبنانيون ونتمنى أن يتفقوا، لكن نتمنى أن يتفقوا على المقاييس والقواعد الوطنية. وهذا هو برنامج الجنرال عون وبرنامج المقاومة والاحزاب الوطنية وحلفاء سورية في هذا البلد. إن الارهاب الذي يتهدد سورية ولبنان يتهدد المنطقة أيضاً. عندما تنتصر سورية سيقوى هذا الخط المقاوم في كل البلدان، لأن الخارطة ممتدة، والكل له علاقة بالكل. هذا طبيعي. والاكيد عندما تكون سورية مطمئنة ومستقرة سينعكس هذا إيجاباً على لبنان».

أما أن يُربط انتخاب الرئيس في لبنان بسورية، هذا الكلام ليس محله. ويقول السفير السوري «أنا أحترم كثيراً الجنرال عون وأحترم كثيراً النائب فرنجية، أحب الاثنين حباً حقيقياً، وأنا أسعد عندما التقي بالجنرال عون، أفيد من رؤيته وتجربته، وكان هو من بدايات الازمة في سورية ممن استبشر بانتصارها، وقال إنه يتوقع غير كل الذي يقوله الاخرون ويراهنون عليه. والنائب فرنجية الجميع يعلم أنه مع المقاومة، وقال مرة أمام الطلاب في جامعة الحدث «ستحسدنا الاجيال اللاحقة أننا عشنا في زمن السيد نصرالله». وهو يقول عن الرئيس الاسد إنه أخ. بالتالي هو مع سورية والمقاومة، ويقول إنه عندما تكون الامور متاحة هو مع العماد عون. لا أريد الدخول في هذا السجال الداخلي اللبناني وخاصة بين شخصين نحبهما نحترمهما، وطبعاً نتفاءل بالاتي من الايام أن ينجز ما يحقق أماناً واستقراراً وحيوية لهذا البلد».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى