مواصلة الفعاليات المؤازِرة لغزّة وشغبٌ أمام السفارة المصرية
شهر كامل مضى وغزّة العزّة تتعرّض لعدوان سافرٍ إجراميّ، ومجازر إبادة من قبل العدو الصهيوني المتغتطرس. وإذا كان العالم بغالبيته ينتفضّ ضدّ هذا العدوان، فإن بعض الأنظمة والدول العربية ما زالت في صمتها وسباتها، وكأنّ فلسطين لا تعنيها. أما في لبنان، فتستمر الفعاليات المتضامنة مع غزّة، والأبرز أمس، ما حصل خلال الاعتصام أمام السفارة المصرية في بئر حسن، إذ تطوّر هذا الاعتصام إلى شغب ورشق حجارة… و«مولوتوف».
شغب أمام السفارة المصرية
نظّمت القوى الشبابية الطلابية اللبنانية والفلسطينية، اعتصاماً تضامنياً مع أهالي غزّة، للمطالبة بفتح معبر رفح، وذلك أمام السفارة المصرية في منطقة بئر حسن، وسط إجراءات أمنية مكثّفة. وحاول عدد من المشاركين في التحرّك اجتياز الشريط الشائك والساتر الاسمنتي أمام السفارة، لكن القوى الأمنية أبعدتهم، فعمدوا إلى رشق القوى الأمنية بالحجارة والعصيّ ورمي المفرقعات النارية.
وألقى عضو «تجمّع علماء فلسطين» الشيخ حسين قاسم كلمة دعا في مستهلّها المعتصمين إلى ضبط النفس، وعدم الاعتداء على القوى الأمنية، وطالب بضغط غربيّ ودوليّ على مصر لفتح معبر رفح، وعدم المشاركة في تضييق الحصار على أهل فلسطين.
وطالب قاسم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بإعادة مصر إلى زمن العروبة وعبد الناصر، وألا يسجل في تاريخه أنه وقف ضدّ فلسطين، وزاد الخناق عليها.
وكان من المفترض أن يكون هناك كلمات لحركة حماس وبعض الفاعليات المشاركة، إلا أن تجدّد رمي الحجارة والعصيّ على القوى الأمنية، حال دون ذلك. وأعلن المنظمون رفع مسؤوليتهم عن أعمال الشغب التي حصلت. لكن بعد ذلك تطوّرت الأمور، وعمد أحد المعتصمين إلى إلقاء زجاجة حارقة متفجّرة «مولوتوف» نحو القوى الأمنية، ما أدى إلى إصابة أحد عناصر قوى الأمن بجروح طفيفة. وحضرت قوة من الجيش وعملت على تهدئة الوضع، فيما دعا المنظّمون المشاركين إلى إنهاء التحرّك والانسحاب من المكان. لكن عدداً من المشاركين عمدوا خلال خروجهم، إلى قطع الطريق عند نفق المدينة الرياضية، فأعادت قوّة من فوج التدخل الرابع في الجيش فتح الطريق بعد إغلاقه لدقائق.
أصدقاء الأسير سكاف
أقامت لجنة عائلة الأسير يحيى سكاف وأصدقائه، لقاءً تضامنياً مع الشعب الفلسطيني وأبناء غزّة الصامدين في وجه العدوان الصهيوني البربري على قطاع غزّة، بدعمٍ من الأدارة الأميركية والصهيونية العالمية.
وأضاءت الشموع في منزل الأسير سكاف في المنية، كتعبير رمزيّ عن التضامن مع الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في وجه العدوان. وحيّت اللجنة صمود أبناء غزّة ومقاوميها الأبطال الذين أثبتو أنّ المقاومة الخيار الوحيد في وجه عدو الإنسانية والبشرية، الذي يحتل الأرض ويغتصب المقدّسات ويعتقل في سجونه آلاف الأسرى، على مرأى مجتمع دولي ظالم ينحاز إلى العدوّ في عدوانه.
واستنكرت اللجنة صمت جامعة الدول العربية وتخاذلها أمام هذا العدوان وهذه المجازر اليومية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل. داعيةً أبناء الأمة وأحرار العالم إلى مؤازرته في تصدّيه للعدوان والوقوف إلى جانب مقاومته الباسلة.
وحيّت اللجنة الجيش بعيده، الذي قدّم عدداً من الشهداء في مواجهة العدوّ وحفاظاً على السلم الأهلي اللبناني، فكان الضمانة للأمن والاستقرار في الوطن. وعلى الجميع الالتفاف حوله ومؤازرته ليبقى وطننا آمناً من كل المتربّصين شرّاً به.
لقاء حواري مع شناعة
أقامت «مجموعة واجه الشبابية الفلسطينية» ـ مخيم الرشيدية، لقاءً حوارياً سياسياً شبابيلً مع أمين سرّ إقليم حركة فتح في لبنان رفعت شناعة، بعنوان «الواقع السياسي الفلسطيني في ظل العدوان الصهيوني على أبناء شعبنا وتداعياته»، بحضور شبابيّ وممثلين عن مؤسسات وجمعيات ولجان وتجمّعات شبابية ومكاتب وروابط طلابية، وذلك في قاعة جمعية الجليل.
وألقى الزميل أحمد محسن كلمة قصيرة قدّم فيها رفعت شناعة الذي قدّم بدوره موجزاً عن الوضع السياسي بشكل عام، ثم تلقّى أسئلة الحضور وأجاب عليها.
البرج الشمالي
أقامت حركة حماس وقفة تضامنية مع غزّة في مخيم البرج الشمالي، شارك فيها ممثلون عن الفصائل الفلسطينية واللجان الأهلية والشعبية وحشد من أهالي المخيم.
وحيّا عضو القيادة السياسية للحركة في لبنان جهاد طه أهالي غزّة الذين يتعرّضون لعدوان همجي بغطاء ودعم أميركي منذ شهر تقريباً، وانتقد الموقف العربي الرسمي وفشل العرب في عقد قمة مصغّرة لأجل غزّة، وأكد استمرار المقاومة في التصدّي للعدوان مهما كلف الأمر.
وطالب طه مصر بفتح معبر رفح أمام الجرحى وقوافل الإغاثة الطبية والانسانية.
وهاب
استقبل رئيس «حزب التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب، نائب الرئيس السابق لمجلس النواب الأردني رئيس مجلس العشائر الأردنية النائب غازي الفايز، على رأس وفد، وذلك في دارته في الجاهلية. وتناول اللقاء البحث في كيفية مواجهة المشروع الصهيوني والقوى التكفيرية والظلامية التي تتهدّد العالم العربي، خصوصاً في العراق وسورية.
وأكد الجانبان الوقوف إلى جانب المقاومة في فلسطين ولبنان لمواجهة العدو الصهيوني وتمدّده في المنطقة عبر أدواته التكفيرية والظلامية. وبعد اللقاء، تحدث وهاب عن القضايا التي تجمع محور المقاومة بالأردن، وهي كثيرة، تبدأ بقضية فلسطين ولا تنتهي بقضية الوقوف في وجه هذا الإرهاب الذي يمارس في العالم العربي بِاسم الإسلام الذي هو منه براء.
وإذ دعا وهاب الشعوب العربية كافة إلى الوقوف مع الجيوش العربية الجيش العراقي والجيش السوري والجيش اللبناني في المنطقة التي تواجه الإرهاب، توجّه إلى «الأخوة الأردنيين ليكونوا إلى جانب الجيش الأردني لمواجهة أيّ خطر إرهابي عليهم، لأنّ الوجه الآخر لمشروع يهودية الدولة في فلسطين المحتلة هو الأردن وطن بديل ، وهذا ما يجب أن نقف في وجهه جميعاً ونقاومه»، متمنياً أن تكون القيادة الأردنية واعية كل هذا الخطر المحدق بالمنطقة، ومؤكداً وقوف القوى الوطنية والقومية إلى جانب المقاومة في فلسطين ولبنان، لأن خيارنا الوحيد هو المقاومة في المنطقة.
ندوة في مجدل سلم
نُظّمت «ندوة العلّية الثقافية» في مجدل سلم و«مؤسّسات الأمين التربوية»، لقاء
تضامنياً مع غزّة، في مركزها في البلدة، بحضور رئيس جمعية علماء الدين العلامة السيد أحمد شوقي الأمين، منسق هيئة حوار الاديان الدكتور محمد شعيتاني، عضو قيادة حركة فتح في لبنان اللواء أبو أحمد زيداني، رئيس الندوة مصباح الأمين وحشد من رؤساء البلديات والمختارين والشخصيات.
وألقى حسين الأمين كلمة حيّا فيها أهالي غزّة ومقاومتها على الصمود البطولي في مواجهة العدوان الصهيوني. منتقداً التخاذل والصمت العربيين، مؤكداً حتمية الانتصار على العدو كما انتصر المقاومون عليه في تموز 2006. وتلا رسالة موجهة من السيد الأمين إلى أهالي غزّة.
وشكر زيداني «مؤسّسات الأمين» على هذا اللقاء التضامني الوفي لشعب فلسطين ولأهالي غزّة. وحمل على الأنظمة العربية الصامتة إزاء العدوان، معتبراً أنّ الخريف العربي سيتحول إلى ربيع حقيقي، بدماء الشهداء وبالانتصار الحتمي على العدوان.
ثمّ ألقى عدد من الشعراء قصائد من وحي المناسبة.
تكريم شهداء الحركة الرياضية الفلسطينية
نظّم نادي «إخاء الجليل الفلسطيني» ـ مخيم البرج الشمالي، مباراة كرة قدم، تكريماً لشهداء الحركة الرياضية الفلسطينية، الذين استشهدوا بالقصف «الإسرائيلي» على قطاع غزّة.
شارك في المباراة لاعبون قدامى من سكان المخيم، وآخرون قادمون من دولة الإمارات العربية المتحدة، وحمل الفريق الأول اسم «الشجاعية»، والفريق الثاني اسم «خزاعة»، وفاز فريق «الشجاعية» بنتيجة 2-1.
وصرّح محمد رشيد أبو رشيد، رئيس «نادي إخاء الجليل» الفلسطيني: «إننا نقف إجلالاً وإكباراً لشهداء فلسطين وشهداء الرياضة الفلسطينية، ونقول لهم إن هذا هو قدرنا أننا رياضيين، ولكننا فلسطينيون ونحن نعشق الحياة، ودماؤنا وحياتنا لفلسطين وتراب فلسطين. التحية كل التحية للشهداء كل الشهداء».
وفي الختام، تسلّم الكابتن محمود خلف أفضل لاعب الكأس عن فريق الفائز، واستلم الفريق الثاني الميداليات، شاكرين «نادي إخاء الجليل» الفلسطيني على هذه المبادرة.