الحجاب الكذاب… تنسيق وتضليل ينتهج الوقاحة!

محمد ح. الحاج

منذ البداية قلنا إنّ على من يريد التحدث باسم الشعب السوري تحديد نسبة هذا التمثيل، وبديهي أنه يكذب من يقول بتمثيل كلّ الشعب السوري في هذه الظروف، وبعد سنوات طويلة يطالعنا رياض حجاب رئيس الوزراء الخارج بحديثه عن تمثيل الشعب السوري، مستنكراً القصف وسقوط مئات المدنيين دون أن يحدّد إنْ كان يعتبر هؤلاء المدنيين من حملة السلاح أم لا! في الوقت الذي يعتبر أنّ جيش بلاده وهو من جميع المكونات مجرد ميليشيا، وأنّ المليشيات القادمة من كلّ أصقاع الأرض بما في ذلك أبناء الخليج هم «الجيش السوري الحرّ»! وبشهادة أميركية فإنّ الجيش السوري اليوم يقاتل «داعش» و«النصرة»، وهكذا يبدو حجاب مدافعاً عن الفصيليْن الأكثر انتشاراً على الساحة السورية ـ «داعش» و«النصرة» ـ لأنّ أيّ فصيل آخر لا انتشار له على مساحة من الأرض يمكن أن تظهر على الخريطة!

جميل أن يتحدّث حجاب عن محاصرة المناطق ومنع التموين والأدوية عن المدنيين، وكان عليه تحديد من يحاصر حتى اليوم مدينة دير الزور، وقبل ذلك مناطق نبّل والزهراء، وحتى اليوم منطقتي الفوعة وكفريا، وهل تلام الدولة عندما تشترط لدخول مواد إلى المناطق التي تسيطر عليها العصابات المسلحة أن يشمل هذا الدخول كلّ المناطق لأنها تعتبر جميع المواطنين سواسية وليس كما يراهم الحجاب الكذاب ومجلس أولياء الرياض!

من حق الحجاب المخروق أن يعتبر الولايات المتحدة دولة صديقة له وليس للشعب السوري إذ لا يمكن احتمال صداقة النقيضيْن، وبما أنّ هذه الدولة هي الحليف والصديق والمدافع عن دولة بني صهيون فإنه من العيب القول بأنها صديقة للشعب السوري الذي يشكل أحد أهمّ الأهداف التي يجب تركيعها أو القضاء عليها خدمة للكيان الحليف، وهذا هو صلب وجوهر الرهان على جماعة الرياض، فالرياض حليف سري للدولة الصهيونية وكلّ من يدخل تحت عباءة الرياض هو شريك حكمي، سواء برغبته أو قسراً عنه لوجوده تحت هذه العباءة وحاجته لتمويلها ورعايتها، وإلا لما قبل الدخول تحتها، أما القول المضحك بأنّ الكيان الصهيوني هو من يدافع عن بقاء الأسد فأمر يبعث على السخرية والضحك حتى ينقلب المرء على قفاه… يقول مسؤول صهيوني: إنّ بقاء الرئيس الأسد يشكل أكبر المخاطر على استمرار وجود «إسرائيل» ، إلا إذا كان اللبواني هو المبعوث الخاص له، أو أنّ جماعة الخوان الذين يتواصلون مع قادة العدو هم من العملاء السريّين للاستخبارات السورية…

أيها الحجاب، أنت لا تصدّق نفسك فكيف تريدنا أن نصدّق هذا الكذب المكشوف والتضليل المفضوح…؟ وتردّد اللازمة أنك لن تتنازل عن حقوق الشعب السوري، في الوقت الذي تنازلت عنها عندما رضخت للتهديدات وطلبت الاذن بالخروج وأذن لك من تهاجمه اليوم… بعد أن تمّ تدجينك وبرمجتك لتصبح الناطق والواجهة لمجموعة لا امتداد لها ولا وجود فعلي على الأرض السورية إلا أن تكون المراهن على حزب الاسلام التركستاني، وجماعة الشيشاني، وجيش الاسلام الأفغاني الصومالي السوداني – الخليط الهجين من كلّ أصقاع الدنيا، وفي الوقت الذي قرأ فيه أصدقاؤك الأميركان والأوروبيون صفحة الحقيقة، فوجهوكم للتفاوض والحصول على أكثر مما قد تكسبونه بالتخريب والقتال، لم يعجب ولاة أمركم هذا الأمر فكانت الأوامر لتخريب الهدنة التي كانت فعلاً قائمة عدا مواجهة «داعش» و«جبهة العهرة»… وهكذا التحق بهما «أجناد الشيطان» و«جيش الاسلام» و«جيش الفتح» وهاجموا وقصفوا كلّ من أحياء دمشق وجرمانا، وقرى شرق حماة في السلمية وريفها، وشمالها في محردة وسلحب والسقيلبية وفي ريف إدلب كفريا والفوعة، وفي ريف اللاذقية وأحياء حلب… ويصعب الحصر، وكلّ هذه الخروقات موثقة ويعرفها العالم بما فيه من يدعمكم قبل أن يعلن الجيش السوري حقه في الردّ على كلّ خرق يتكرّر، وهكذا سقطت الهدنة كما تقول ولكن، بعد أن أسقطها القراران التركي والسعودي… حزب وجيش التركستان، وجيش الاسلام، على امتداد الأرض السورية والتي لا يعتبرها الأوغاد من أراضي ال… عربستان.

قبل سنوات استخدمت العصابات المسلحة السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية، وفي خان العسل بمنطقة حلب، وأشارت أصابع الاتهام إلى الجيش الذي لم يعد يملك أياً منها، وبعد صمت وتحقيق دام سنوات تؤكد الولايات المتحدة أنّ العصابات المسلحة هي من استخدمت السلاح الكيماوي وأنّ مصدره في الشمال من تركيا والعراق، وفي الجنوب من السعودية وقد كان هناك أدلة إضافة إلى أنّ المنطقتين حيث تمّ استخدامه كانتا تحت سيطرة الجيش، وأنّ أغلب الضحايا كانوا من العسكريين المتواجدين في تلك المناطق أو المدنيين من أصحابها الذين كانوا تحت حماية الجيش، وبعد كلّ هذا الزمن يعتقد رياض حجاب أنّ القضية أصبحت طيّ النسيان، وأنه يمكن إعادة اتهام الجيش السوري وتشويه سمعته، وقد مارس التضليل المفضوح بالقول: إنّ الفاعل «بشار الأسد» وبدلاً من معاقبة الجاني تمّت معاقبة الضحية، وهو صادق في ذلك إذ بدلاً من معاقبة جيش الاسلام في الغوطة، وجبهة العهرة في الشمال تمّ تشويه سمعة الجيش السوري والتستر على الفاعل الحقيقي إلى أن سرّبت الادارة الأميركية جانباً من نتائج التحقيقات دون اتخاذ أيّ اجراء… الكذب جائز على الأموات وليس على الأحياء سيد حجاب.

إشادة رياض حجاب بمنظمات، «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» رغم التلاحم الصريح بينهما من جانب و«النصرة» من جانب آخر يؤكد تبعية حجاب الحقيقية، وهذه الإشادة للحصول على حسن سلوك من أولياء الأمر بغضّ النظر عن كونه يعتمد على دعم «الجيش الحر» غير الموجود على أرض الواقع بعيداً عن هذه التنظيمات المتحالفة مع الجبهة بإعلانها الصريح أنها و«النصرة» واحد…

كان على جهة ما سؤال الحجاب المخروق عن نسبة ما يمثل ومن يمثل على الساحة السورية والطلب منه الدخول ولو إلى منطقة حدودية يعتبرها تابعة لمؤتمره… وهذا هو التحدّي الأكبر لإثبات تمثيل ولو جزء بسيط من الشعب السوري.

أن يعلن الحجاب تعليق مشاركة وفد الرياض في المحادثات إلى إشعار آخر فإنما يقدّم للجيش السوري خدمة جلّى على اعتبار أنّ الفصائل مستمرة في خرق الهدنة وتقديم المبرّرات لسحقها بقوة وإخراجها بعيداً عن الأرض السورية، هذه مطالب الغالبية من الشعب السوري الذي ملّ خطاب المعارضات الكاذب وحرصها على مصالح دول العالم دون المصلحة السورية، ولأنها أداة فاعلة في عمليات التخريب لا بدّ من وضع نهاية لها…

ـ كان أقرب إلى المصداقية لو أنّ صوت الرياض اعترف بتمثيله الفعلي ونسبة السوريين الذين يمثلهم إلى نسبة الغرباء المرتزقة.

ـ وأيضاً المجاهرة بطلبه بوقف القتال ضدّ الشريكين، «داعش» و«جبهة العهرة» باعتبارهما فرس رهانه ورهان أسياده في اسطنبول والرياض، بديلاً عن القول إنّ القصف طال المدنيين من «الأبرياء» الذين يحملون فقط أسلحة أميركية وفرنسية الصنع!

ـ يكذب الحجاب حين يقول إنّ تزويد المعارضات وخصوصاً «جبهة النصرة» بالسلاح قد توقف، والحقيقة أنه تضاعف تحت يافطة الهدنة وعدم مراقبة الحدود التركية ويدلل على ذلك ظهور الصواريخ المضادّة للطائرات المدفوعة الثمن من قطر شرقية المنشأ عدا ما تمّ توريده من مصادر غربية.

ـ هل ينتظر صوت الرياض أن يوقف تزويد الجيش السوري بالسلاح وهو جيش دولة ما زال العالم يعترف بها وليس مجموعة من عصابات متنافرة متناحرة.

ـ ليعلم رياض الحجاب أنّ ما بشر به لا يعدو كونه هرجاً سبقه إليه بعض مشغليه، وما عاد أحد من أبناء الشعب السوري يلقى إليه بالاً… من سقط كأمثاله سقط وانتهى، ومن هو باق راسخ لا تهزّه ريح ولا إشاعات…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى