الجعفري: الحل بحكومة وحدة وطنية.. ولافروف يؤكد صدّ محاولات نسف مفاوضات جنيف

قال رئيس الوفد السوري إلى مفاوضات السلام في جنيف بشار الجعفري إن محادثات جنيف مستمرة رغم انسحاب وفد مؤتمر الرياض ووفد المعارضة منها، مشيرا إلى تأكيد نائب المبعوث الاممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا رمزي عز الدين أن الأمم المتحدة تعتبر ذلك أيضاً، مؤكداً أن مقاطعة هذا الوفد «مسرحية هزلية يديرها أسياده».

ولفت الجعفري خلال مؤتمر صحافي عقده أمس إلى أن «مغادرة بعض الأطراف المحادثات لن تسبب خسارة لهم، معتبرا انهم مزيج من المتطرفين التابعين لآل سعود»، مؤكداً أن «ما من فصيل لديه حق «الفيتو» بمصادرة عملية الحوار السوري ـ السوري في محادثات جنيف».

وشدد رئيس الوفد السوري على أهمية القضاء على الإرهاب في سورية، مستحضراً أحداث بروكسل وباريس.

وأضاف ان المجموعات الإرهابية في سورية ما كانت لتصمد بدون دعم أجهزة استخبارات دول مختلفة. وتابع قائلاً إن «معظم إرهابيي داعش والنصرة يأتون عبر تركيا، ما يعني دعم أنقرة للتنظيمين»، معتبراً ان الآلاف في الحسكة والقامشلي شرق سورية يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة بسبب مواقف اردوغان.

وذكّر الجعفري بأنه جرت مناقشة التعديلات التي قدمتها الحكومة السورية على ورقة المبعوث الدولي الخاص إلى سورية، وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بتشكيل حكومة وحدة موسعة وضرورة الضغط على دول الجوار.

وإذّ أكدّ إصرار بلاده على عقد محادثات «سورية سورية» دون تدخلات خارجية، أشار إلى أن «التشنج الذي تمت مشاهدته الثلاثاء من طرف المعارضة انعكاس لحالة الجهات الخارجية الداعمة لها».

من جهته، أعرب عضو وفد معارضة الداخل طارق الأحمد عن ضرورة توسيع مروحة المحادثات في جنيف، مضيفا ان الشرعية الحقيقية تُستَمَد من الداخل.

وكان نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أكد أن تعليق وفد «معارضة الرياض» مشاركته في الحوار السوري في جنيف يأتي ضمن حركاته البهلوانية التي تدل على عدم جديته بالوصول إلى حل سياسي للأزمة في سورية.

وقال المقداد في تصريح بعد وصوله إلى العاصمة التشيكية براغ اليوم «إن قرارات وفد معارضة الرياض ليس بيدها، فهي متعددة الولاءات وخاصة للسعودية وتركيا وقطر»، مشيرا إلى أن وفد الجمهورية العربية السورية توجه إلى جنيف وبين يديه برنامج واضح وواقعي لإنجاح المحادثات والوصول إلى نتائج محددة من خلال التشاور والحوار بين السوريين وليس بين السوريين وأطراف أخرى.

وأوضح المقداد أن زيارته إلى براغ تتم إلى دولة عضو في الاتحاد الأوروبي وسيعقبها زيارة إلى مدينة لاهاي في هولندا لإجراء لقاءات مع مؤسسات دولية موجودة في المدينة.

وأعرب المقداد عن تفاؤله بزيارات مماثلة ستتم قريبا لوفود سورية إلى دول أوروبية أخرى.

إلى ذلك، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مساعدة موسكو لدمشق أدت إلى منع تفكيك مؤسسات الدولة السورية، وشدد على أن إطلاق العملية السياسية في سورية تم بفضل التعاون مع واشنطن والأمم المتحدة.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أن هناك محاولات لنسف عملية المفاوضات السورية و«لكننا سنصد هذه المحاولات».

وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني زوما في موسكو أمس: «نجحنا في تحقيق الهدنة». وأضاف أن التوجه الإيجابي في سورية واضح، مشددا على ضرورة إخراج بعض المجموعات السورية المقاتلة من نظام الهدنة.

وتابع لافروف: «تمكنا من الحفاظ على مؤسسات الدولة في سورية والحيلولة دون تدميرها»، وتم تجنب «الكوارث» التي عانت منها ليبيا.

وقالت وزارة الخارجية الروسية أمس، إن المفاوضات السورية لا يجب أن تصبح سوقا وابتزازا للمجتمع الدولي.

وذكرت الوزارة في بيان علقت فيه على قرار وقف «وفد مؤتمر الرياض» مفاوضاته في جنيف، أن موقف الوفد المعارض يمكن أن يفسر بغياب أفكار حقيقية للتسوية لديه.

وأكد البيان أن مجموعة الرياض أظهرت مستوى منخفضا في التفاوض بشأن الأزمة السورية.

وذكر البيان أن موسكو ملتزمة بقرار فريق دعم سوريا ومجلس الأمن بأن كامل القضايا التي تهم الجانب السوري تنبغي مناقشتها في محادثات سورية سورية شاملة بوساطة أو مباشرة.

على الصعيد الانساني، اصيب عدد من سيارات الاسعاف التابعة للهلال الأحمر السوري والحافلات المعدة لإخراج أشخاص من بلدة مضايا في ريف دمشق جراء إطلاق الجماعات المسلحة النار عليها.

وكان قد استُشهد ثلاثةُ اطفال من عائلة واحدة وجُرح خمسة آخرون جراء قصف الجماعات الارهابية بالقذائف الصاروخية بلدة َكَفريا المحاصرة في ريف إدلب الشمالي. وخلال الايام الماضية خرقت الجماعات الارهابية بشكل متكرر الهدنة في كفريا والفوعة واسفرت الصواريخُ والقذائف التي سقطت في البلدتين عن وقوع العديد من الاصابات.

وأمس دخلت 12 سيارة اسعاف و9 حافلات الى مضايا والزبداني بريف دمشق لإخراج 250 شخصا، كما وصلت سيارات اسعاف الى بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين بريف ادلب الشمالي لإخراج عدد مماثل. وقالت مصادر محلية إن عملية اخراج الجرحى ومرافقيهم لم تتم الى الآن بسبب عرقلة المسلحين للعملية.

وتشمل عملية الإخراج الحالات الصحية الحرجة والحالات المصابة بمرض سرطان الدم.

وتفرض الجماعات المسلحة حصاراً خانقاً على كفريا والفوعة منذ سنوات، ما تسبب بفقدان مقومات الحياة من غذاء ودواء ووقود.

الاتفاق، كانت اكتملت الاستعدادات له برعاية الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدوليّ والهلال الأحمر السوريّ.

وكانت عملية إخراج متبادلة أخرى قد تمت في أيلول العام الماضي، حيث أخرج أكثر من 450 شخصاً بينهم جرحى ومدنيون من بلدتي الفوعة وكفريا ومن مدينة الزبداني في ريف دمشق.

وفي سياق متصل، استعاد الجيش السوري جبل الدرة وتلة المزار ومستودعات المركبات شمال شرق مدينة تدمر في ريف حمص الشرقيّ. وفي ريف حلب الجنوبيّ قتل وجرح عشرات المسلحين في كمين نفّذه الجيش قرب خان طومان والزربة. وفي ريف اللاذقية، استعاد الجيش السوريّ تلة سيرياتيل القريبة من سلسلة كباني شمال شرق اللاذقية.

هذا في وقت تتواصل فيه الاشتباكات العنيفة مع المسلّحين المتمركزين في تلال السلسلة المشرفة على جسر الشغور.

على صعيد أمني آخر، اندلعت اشتباكات بين قوات الأمن الكردية «الأسايش» وقوات الدفاع الوطني في القامشلي.

وقال مصدر إن الاشتباكات تركزت في مركز المدينة على خلفية اعتقال القوات الحكومية السورية عنصرين اثنين من الوحدات الكردية أول أمس الثلاثاء ومن ثم نقلهم إلى دمشق.

وقال المصدر إن مركز المدينة مقسم إلى قسمين أحدهما تسيطر عليه القوات الحكومية عند المربعات الأمنية والآخر تسيطر عليه الوحدات الكردية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى