المرصد
هنادي عيسى
منذ استفحال أزمة الإنتاح في المحطات اللبنانية، بدأنا نشاهد مجموعة من البرامج السطحية والمليئة بالابتذال، لدرجة متدنية جدّاً جعلت المشاهدين في منازلهم ينفرون من نوعية هذه البرامج، التي صار محتواها مليئاً بالفضائح الجنسية سواء في البرامج الاجتماعية، أو الفنية والفكاهية الانتقادية.
وآخر ما وصلنا من أنواع الإسفاف، أن لجأت محطة «otv» إلى خرّيج كلّية الإعلام منذ سنوات، وكان صاحب موقع إلكترونيّ ينشر فيه فضائح الفنانين يدعى إيلي باسيل. وللأسف، منحته المحطّة أثيرها ليبثّ برنامجاً يسرح ويمرح على الشاشة مع إحدى الراقصات، ويقدّما مجموعة من الأخبار الفنية ربما تمرّ في ما يسمّى «سوشل ميديا»، إنّما من المعيب أن تُعَرض على شاشة التلفزيون وتقتحم البيوت.
يبدو أن الشاشة البرتقالية التي تفقد بريقها لم يعد أمامها أيّ مجال لجذب نسبة ضئيلة من المشاهدين اللبنانيين، إلا استخدام أرخص أنواع الصحافة الصفراء لتبثّها عبر أثيرها.
أما البرامج الاجتماعية مثل «للنشر»، فقد أضحى مضمونه مليئاً بحكايات الدعارة، وكلّ ذلك يهون ـ كما يقال بالعامية ـ أمام «الرايتينغ». وماذا عن البرامج الانتقادية مثل «هيدا حكي» و«لهون وبس» وهلمّ جرا، التي باتت تستحوذ على كمّ هائل من الشتائم والكلمات النابية والانتقادات في ما بينها، من دون حسيب أو رقيب، فقط للحصول على أعلى نسبة مشاهدة.
فعلاً نحن نعيش في عصر الانحطاط على المستويات كافة، الاجتماعية والسياسية والفنية والإعلامية. وهذه معضلة لن تُحلّ إلا دفعة واحدة. أما متى سيتم ذلك، فالله وحده يعلم. وإلى ذلك الحين، فليحمنا الله من لعبة «الرايتينغ» المدمرة!