الطلاب يرفضون بدعة الإفادات و«التنسيق» تؤجل إضرابها

أعلنت هيئة التنسيق النقابية تأجيل تنفيذ الإضراب العام الشامل في الوزارات والإدارات والذي كان مقرّراً يوم غد الأربعاء، وكذلك الاعتصام في ساحة رياض الصلح في اليوم نفسه، نظراً الى الظروف الأمنية الطارئة والحساسة التي تمر بها البلاد والتي هي موضع متابعة من قبلها مع الإبقاء على موقفها بالاستمرار في مقاطعة أسس التصحيح والتصحيح في الامتحانات الرسمية.

وقد عقدت الهيئة مؤتمراً صحافياً بعد ظهر أمس، تلا خلاله أمين سر رابطة معلمي التعليم الأساسي الرسمي في لبنان بهاء تدمري بياناً استهله بتوجيه «تحية إجلال وإكبار لأرواح شهداء الجيش اللبناني وجرحاه ومفقوديه، وتحية محبة لقيادته وضباطه وجنوده». ورأى تدمري أنّ «في محاولة وزير التربية والتعليم العالي منح طلاب الشهادة الثانوية العامة بفروعها الأربعة الناجحين في الامتحانات المدرسية إفادات نجاح مدرسية موقتة تسمح لهم بالالتحاق بالجامعات أو أي تدبير إداري آخر، إجراء لا تربوياً يتحمل وزير التربية والتعليم العالي مسؤولية اتخاذه مع كل النتائج السلبية الناتجة منه».

واعتبر أن ما ينوي الوزير بو صعب القيام به «يعدّ تراجعاً عن الاتفاقات والتعهدات التي قطعها الوزير لهيئة التنسيق النقابية عند تعليق مقاطعة الامتحانات الرسمية، بأنه لن يعطي إفادات وقد أعلن عن ذلك في تصريحاته لأكثر من مناسبة، ووصل أحياناً في مواقفه إلى أنّ العام الدراسي مهدّد نتيجة عدم إقرار سلسلة الرتب والرواتب.» كما اعتبر أنه «يعدّ ضرباً لحقوق الطلاب ومطالبهم في الحصول على حقوقهم في الشهادة الرسمية التي على الدولة تحمل مسؤولية تأمينها لهم، فالطلاب مسجلون عند الدولة وفي وزارة التربية التي عليها واجب تسيير المرفق العام وعدم إضاعة عام دراسي للطلاب».

وقال تدمري: «بدل أن يضغط الوزير لإقرار السلسلة يضغط على أصحاب السلسلة، وكأنه يقدم خدمة لمن يقف ضدها ويصطف معهم بموقفه هذا»، لافتاً إلى أنّ إعطاء الإفادات

هو بمثابة «إعفاء لكلّ النواب الذين يقفون ضدّ السلسلة من واجب النزول إلى المجلس النيابي لإقرارها»، كما أنه «محاولة لإجهاض التحرك النقابي لهيئة التنسيق المستمر منذ ثلاث سنوات، وهو لا يشكل حلاً لمشكلة الطلاب الذين يطالبون بنتائجهم وإعطاء الشهادات الرسمية».

وكرر تمسّك الهيئة بقرار مقاطعة التصحيح مؤكداً «أنها لا تتحمل مسؤولية هذا القرار على الإطلاق، فالتآمر على الشهادة الرسمية ليس جديداً بل بدأ مع إعطاء معادلة الفريشمن والبكالوريا الفرنسية ومن ثم الدولية، وها هو يستكمل اليوم عبر الإفادات المدرسية على يد وزير التربية». وقال تدمري: «إننا نطالب وزير التربية والتعليم العالي بإلغاء كلّ هذه المعادلات بالنسبة للطلاب المقيمين في لبنان بدلاً من توزيع الإفادات».

بدوره، رأى رئيس هيئة التنسيق حنا غريب رداً على سؤال «أنّ من يقف ضدّ إقرار السلسلة يقف ضدّ الوحدة الوطنية في البلد»، مشيراً إلى «أنّ ما حصل مع هيئة التنسيق حصل أيضاً مع الجيش اللبناني الذي تركوه في الساحة وحيداً». وسأل: «هل إذا أوقفنا مقاطعة التصحيح تحلّ المشكلة؟». وقال: «طبعاً لا، ففي الأساس البلد يعاني من الشلل».

وأضاف غريب: «لا حلّ إلا بنزول النواب إلى المجلس النيابي لإقرار السلسلة، أما أن يستفردوا بقطاعات ويضربوها ويستقووا بداعش على هيئة التنسيق فهذا أمر مرفوض».

بوصعب

وكان وزير التربية الياس بو صعب عقد اجتماعاً في مكتبه في الوزارة ضمّ المسؤولين التربويين في كلّ الأحزاب اللبنانية، استهل بدقيقة صمت عن أرواح شهداء الجيش.

وصدر عن الاجتماع بيان قضى بـ «إعطاء مهلة 48 ساعة للتواصل مع هيئة التنسيق من قبل المكاتب التربوية والوزير، وعقد اجتماع ثانٍ يوم الأربعاء للبحث والتقويم واتخاذ القرار المناسب، والتزام المكاتب التربوية دعم هيئة التنسيق والوقوف إلى جانبها، والمطالبة بحقوق الأساتذة والحفاظ على وحدة الهيئة، بصرف النظر عن القرار الذي يمكن أن يتخذه الوزير».

الطلاب

وفي سياق متصل، نفذت لجنة طلاب الشهادات الرسمية اعتصاماً أمام مقرّ وزارة التربية في الأونيسكو رفضاً لبدعة الإفادات الموقتة وللمطالبة بحقّهم الشرعي بالحصول على الشهادات الرسمية.

وعقدت اللجنة مؤتمراً صحافياً، بعد ظهر أمس، في الأونيسكو لإعلان الخطوات اللاحقة.

وألقت الطالبة أروى شميطلي بياناً باسم لجنة الشهادات الرسمية، قالت فيه: «جئنا اليوم، كطلاب شهادات رسمية نمثل غالبية الطلاب في لبنان وأهاليهم، لنوصل صرختنا لكل شخص يتاجر بقضيتنا، ويأخذنا إلى المجهول»، ونستنكر «الاقتراحات المتواردة حول مصير الطلاب، والتي من شأنها أن تأخذ المسيرة الأكاديمية إلى حائط مسدود قد يؤدي إلى ضياع مستقبلهم».

وأكد البيان «رفض الطلاب أي قرار يتخذ عن اعتماد العلامات المدرسية أو حتى إفادات نجاح لكل الطلاب بدلاً من الشهادات الرسمية وأسس تصحيحها»، متمنياً على الأساتذة «أن ينظروا إلى حال الطلاب وأن يعملوا على رفع مصلحة كل طالب فوق أي مصلحة أخرى، باعتبار أنّ الطلاب هم أجيال المستقبل وإنّ بناء الوطن في حاجة الينا جميعاً متكاتفين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى