أبو فواز: علينا التنبّه إلى مخاطر الاحتلال والإرهاب المحدقة بأمتنا والجميع مطالب بدعم الجيش اللبناني دعماً حقيقياً خالصاً
تحوّل احتفال تدشين مبنى مديرية عينطورة الذي أقامته منفذية المتن الشمالي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، إلى وقفة تضامنية مع أبناء شعبنا في غزّة وفلسطين، الذين يتعرّضون لحرب إبادة صهيونية، وللتنديد بجرائم المجموعات الإرهابية في الشام ولبنان والعراق، وتهجير أبناء الموصل.
حضر الاحتفال وفد من قيادة الحزب ضمّ عميد الإذاعة والإعلام وائل الحسنية، عميد عبر الحدود سامي أبو فواز، عضو المجلس الأعلى النائب السابق غسان الأشقر، المندوب السياسي في جبل لبنان الشمالي نجيب خنيصر، عضوا المكتب السياسي مسعد حجل ووهيب وهبي، عضو المحكمة الحزبية د. أسامة سمعان، منفذ عام المتن الشمالي سمعان خرّاط وأعضاء هيئة المنفذية، عدد من أعضاء المجلس القومي وأعضاء هيئة مديرية عينطورة.
كما حضر الوزير السابق بشارة مرهج، وعدد من رؤساء البلديات وأعضاء المجالس البلدية ومختاري المنطقة، وحشد من المواطنين والقوميين.
عرّفت الاحتفال خلود فارس بكلمة من وحي المناسبة، ثم كلمة الأشبال ألقتها روى الحاج.
وألقى ميشال عازار كلمة المديرية، وفيها تحدث عن عينطورة بلدة الشهداء، التي اكتوت بحقد القَتَلة والمجرمين، مشدّداً على أنّ دماء شهداء عينطورة جعلت من هذه البلدة عصيّة على التقوقع والانعزال، وموئلاً للوحدة. مؤكداً أنّ تدشين مبنى المديرية، فاتحة لأعمال كثيرة حتى يبقى وجه عينطورة مزيّناً بالعزّ والتضحية والعطاء.
عازار
وأكد عضو المجلس القومي منصور عازار أنّ عينطورة قلعة محفورة في الصخر، وقد تربّعت على الذرى كأنها أعشاش النسور، لا تلوي هامة لعواصف ولا تحني قامة لتحديات، … عينطورة الرجال في الأيام العصيبة.
وبعدما تحدث عمّا قدمته البلدة من إمكانات في المجالات العلمية والفنية والأدبية والإبداعية في مختلف المجالات، أشار عازار إلى نجاح أبنائها في مجال الأعمال في الوطن والمغتربات، الذين اكتسبوا من موقع بلدتهم، الممثلة همزة وصل بين البقاع والجبل والساحل، العمل الذكي والمنتج في أصعب الظروف ليبنوا منها امبراطورية التجارة والصناعة والمال في العالم.
وأضاف: «عينطورة الزوبعة المرفرفة فوق قمم لا يرتادها إلا النسور، إيمان لا يتزعزع، ولو كانت الحياة ثمناً له، فأبناؤها هم الشهداء العزّل، الذين ما تراجعوا أمام القَتَلة المدجّجين بالسلاح وجنون القتل المدمّر للبنان والإنسان فيه.
عينطورة الأمين الشهيد نسيب عازار ورفقائه الشهداء الأبرار رفضوا أن تُعصب عيونهم، وهم يتعرّضون للقتل من قبل سفاحين مجرمين بِاسم السياسة الرخيصة. الشهداء الذين سقطوا في مجزرة يندى لها جبين الإنسانية، رفضوا أن يغادروا بلدتهم، فهي قلعتهم، وهل يغادر القلعة جنودها؟
وقال عازار: «نلتقي اليوم لتدشين هذا الصرح الثقافي الاجتماعي الرياضي الفكري الذي بنته سواعد جبابرة، وبجهود جبارة من القوميين مقيمين ومغتربين».
كما تناول في كلمته تاريخ العمل الحزبي، الذي تفعّل كثيراً في خمسينات القرن الماضي على يد الأمين نسيب عازار الذي عاد من المغترب وخصّص كلّ وقته للعمل الحزبي، حتى يوم استشهاده وهو في السبعين من عمره، واعتبر أنّ دماء الشهيد ورفقائه ستظلّ تهدي وتنير لخير الأمة ونهضتها، وما المكتب الذي نفتتحه اليوم إلا حصيلة خير الدماء والتضحيات الجليلة التي نستعيد ذكراها في كلّ سنة.
معلوف
أما عضو المجلس القومي كوكب معلوف، فتناولت في كلمتها أحداث المجزرة التي ارتكبتها الميليشيات الانعزالية في سبعينات القرن الماضي بحق القوميين الاجتماعيين في عينطورة، ولفتت إلى أنّ الحرب الأهلية كانت تسدّ المنافذ، في حين كان القوميون يحاولون فتح آفاق الوطن نفسياً وجغرافياً للتلاقي، لكن من دون جدوى، وكان لا بدّ من قبضة سوداء تقتل وتحرق الأخضر واليابس لزرع المزيد من الشقاق، فكان النهج الانعزالي واحداً من الكورة الخضراء معقل القوميين الأبي، إلى عينطورة جارة الشوير منطلق الفكر القومي الذي نادى به المعلم من عرزاله، كانت المؤامرة المدروسة هذه المرة تقضي بسياسة المجازر لتنزع أي ميل نحو تلاقي أبناء الوطن الواحد، وكأنهم كانوا يهدفون إلى العودة بنا إلى زمن المتصرفية وما سبقها، لكن تصدّي حزبنا لمشاريعهم المشبوهة، أفشل مخططاتهم التقسيمية».
خرّاط
وألقى منفذ عام المتن الشمالي سمعان خرّاط كلمة المنفذية، تحدّث فيها عن قيم العزّ والبطولة والعنفوان التي أرساها باعث النهضة أنطون سعاده بالمبادئ الوحدوية والبندقية المقاومة، كما تحدث عن عينطورة بلدة الشهداء، والمتن الشمالي موئل التآخي القومي.
ووصف خرّاط قوى الإرهاب والتطرف التي تعيث إرهاباً وقتلاً ومجازر في كلّ كيانات أمتنا، بالنفايات البشرية، وقال: «لقد حشد العالم تجار الدين وهادمي الهيكل… فتتوأمت داعش والنصرة مع الصهاينة مغتصبي فلسطين لشنّ حرب ضروس ضدّ أمتنا التي هي رائدة الإنسانية والحضارة».
وأضاف: «إنّ المعركة واحدة والعدو واحد، إنها معركة وجود، والمطلوب رصّ الصفوف البديعة في مواجهة المؤامرة التي تستهدف بلادنا».
وأعلن خراط أنّ القوميّين متضامنون مع أبناء شعبنا في فلسطين والشام والعراق ولبنان، لا سيما مع أهلنا في الموصل الذين هجّرهم الإرهاب من قراهم وبيوتهم، ومع أهلنا في غزّة الذين يتعرّضون لأبشع المجازر. وأكد الوقوف إلى جانب الجيش اللبناني في معركته ضدّ المجموعات الإرهابية التي أسرت منطقة عرسال وقتلت ضباط الجيش وجنوده والقوى الأمنية، متهماً قوى 14 آذار وأمينها العام بالتغطية على تمدّد الإرهابيين الذين يسفكون دماء العسكريين.
وإذ شدّد على قيم الوحدة الروحية والاجتماعية التي يصونها القوميون الاجتماعيون، أكد أنّ أبناء مدرسة سعاده التي خرّجت شهداء عينطورة وسناء محيدلي وخالد علوان ووجدي الصايغ وجميل سماحة وكلّ كواكب الشهداء الذين كتبوا بدمائهم تاريخ الأمة، هي مدرسة منتصرة بحقها وحقيقتها وعصيّة على المؤامرات.
ولفت إلى أنّ افتتاح مكتب مديرية عينطورة بهذا الحضور النوعي، يدلّ على أنّ القوميين ومهما نُكّل بهم، فهم باقون ومتجذرون وثابتون، يواجهات التهجير بالحضور، والدمار بالبناء، فشكراً لكلّ من حضر ولكلّ من ساهم في هذا البناء من قوميين ومواطنين وأصدقاء… كونه دليل الثبات والبقاء والاستمرارية. وحيّا الشهداء والجيش في الشام والعراق، ولبنان الذي يواجه الإرهاب والتطرّف، وحيّا المقاومة التي تخوض حرباً مصيرية ضدّ العدو الصيوني، وبطولات القوميين الاجتماعيين في ساح الصراع.
ووصف الخراط الجامعة العربية بالجامعة العبرية الناطقة بالعربية، وندّد بالموقف الفرنسي والغربي الداعم للإرهاب الذي هجّر ويُهجّر أبناء الموصل ويجزّئ أبناء شعبنا في كلّ مكان.
مرهج
وألقى مرهج كلمة قال فيها: «نطلّ اليوم من قمم عينطورة إلى الأفقين القريب والبعيد، ونرى معاً سحباً داكنة تكاد تغطي الأجواء وتمنع الهواء عن السنابل التي زرعتها أيادي الخير وتضيّق الخناق على نفوس طال عذابها في متاهات الانقسام والاقتتال، وطال حنينها إلى السلام والوئام في ظلّ دولة قوية على الأعداء، دولة يخضع فيها الحاكم وأقرباؤه للقانون وتتنزّه فيها الخدمة العامة عن المحسوبية والزبائنية، وينأى فيها المواطن عن توسّل حقه لدى سلطان صغير همّه في الحياة رشوة المسؤولين وإفساد المؤسسات وابتزاز المواطنين».
وأضاف: «في الجنوب ما بعد بيت لحم المقيّدة بالسلاسل، وما بعد القدس المحاصرة بخبزها وأقصاها وقيامتها، يشنّ الكيان الصهيوني الغاصب حرباً همجية تستهدف تركيع غزّة وكسر إرادتها بقصف مستشفياتها ومدارسها واغتيال أطفالها وعائلاتها، فيما العالم يتفرّج وواشنطن تدعم، والأنظمة تتخاذل وبعضها يتواطأ وبعضها يحاصر.
أما في الشرق، ما بعد دمشق الصامدة ودير الزور المكابدة، تنتشر رايات الجهل والتطرّف والغلوّ في الموصل وأرض الحضارات لتعيث في الأرض فساداً، وتنقضّ على المقامات والكنائس والجوامع، تقتحم المنازل والأديرة والصوامع، تنزع الملكية عن الناس، تهجّرهم عن أرض الأجداد وملاعب الطفولة وحقول العطاء من دون أن ينبري المجتمع الدولي إلى ممارسة مسؤولياته في استعادة الأمن والسلم في بلد عمل سابقاً على قهره تحت هذا الشعار، كما إلى تسليمه إلى أتون الطائفية والانقسام الذي ما ينفك يستعر منذ القرارات الصهيونية التي اتخذها جورج بوش وخادمه المطيع بول بريمر، تلك القرارات التي دمّرت وحدة العراق وأثارت عصبيات العنف والانغلاق وأطلقت العنان لنزعات القتل والإلغاء.
وكما يُترك أهل الموصل وحدهم تحت مظلة القهر والنار الداعشية من دون مساعدة تُذكر سوى لهفة السلطات الفرنسية لاستيعاب المسيحيين منهم، يُترك أهل غزّة وحدهم تحت مظلة القهر والنار الصهيونية من دون مساعدة عربية أو دولية تُذكر، إذ تتوالى الضغوط عليهم للقبول بما لا يقبله إنسان يحرص على كرامته وأرضه وخبز أطفاله.
وفيما تتعمّق المأساة في غزّة وتتمادى الكارثة في الموصل، تصرّ بعض القوى السياسية في لبنان على تجاهل الحقائق المُرة التي تكوينا، والتطوّرات الخطيرة التي تتهدّدنا وتتهدّد قيمنا ومجتمعاتنا وكياناتنا.
لقد مدّد المجلس النيابي لنفسه على أساس إعداد قانون للانتخاب جديد عادل وديمقراطي وعلى أساس انتخاب رئيس جمهورية جديد يمثل قوة شعبية وازنة، يحمي الدستور ويرعى حقوق اللبنانيين من دون تمييز. لكن المجلس بدلاً من ذلك يكرّر فشله في انتخاب الرئيس العتيد كما في إقرار قانون للانتخاب يتوافق مع وثيقة الطائف ومندرجاتها.
لذلك انتقلت سلطة رئيس الجمهورية إلى حكومة الائتلاف التي سبق أن رحبنا بها والتي تتحمّل بدورها مسؤولية إنجاز مشروع قانون جديد للانتخاب والتهيئة لسدّ الشغور في رئاسة الجمهورية. لكن الحكومة تفشل هي الأخرى في هذا المجال الحيوي فيستمرّ الانقسام والدوران حول الذات وما يترتب عن ذلك من مخاطر سياسية ودستورية، فيما يستعدّ مجلس النواب للتجديد لنفسه والتمديد للأزمة بما يعكس حال الانحطاط والتردّي التي تعيشها الطبقة الحاكمة وبخاصة تلك التي لا تتفهّم أهمية المقاومة وضرورة دعمها ودعم الجيش اللبناني لدرء مخاطر السياسة الصهيونية الممعنة في الاستيطان والتهجير والتركيع، كما لمواجهة تداعيات الصراع في المنطقة ومظاهر الإرهاب المتفشية».
وختم مرهج: «وصلت عصائب الغلوّ والتطرّف والإرهاب إلى عرسال التي عرفناها دائماً ركناً من أركان العمل الوطني فماذا تنتظرون يا سادة؟
هل تنتظرون أن تصل هذه العصائب إلى بيروت والجبل حتى تأخذكم الحمية وتستجيبوا لنداء الرعية فتقتربون من بعضكم البعض وتتفاهمون على الحدّ الأدنى الذي يصون البلاد وحريتها وسيادتها؟
ماذا تنتظرون لإجراء الانتخابات الرئاسية وإعادة بناء المؤسسات وتنقيتها من المحسوبية والفساد، فتقتربون من الناس وتنصفون المدرس والمعلم والموظف والعامل، وتدعمون الجيش بالفعل لا بالكلام، كي يواصل كفاحه البطولي جنباً إلى جنب مع المقاومة والشعب ضدّ الإرهاب الصهيوني وضدّ كلّ أشكال الإرهاب التي تستهدف وحدة لبنان وحرية شعبه وكيان دولته؟».
أبو فواز
وألقى أبو فواز كلمة «القومي» وفيها قال: «في عينطورة نجتمع لا لنفتتح مكتباً جديداً لمديرية عريقة فقط، بل لنؤكدَ أن بلدة التضحية والوفاء لا يليق بها الا الوفاء. وأنّ أضرحة شهدائها الابطال ما زالت تندى شقائق نعمان، لأن أرض عينطورة الخصبة تأبى إلا أن تنتفض ضدّ الظلم والغدر والطائفية والخيانة، فتحت كلّ صنوبرة تمتدّ جذور النهضة، وخلف كلّ جذع ترتسم زوبعة المجد، وعلى جبين كلّ شبل وزهرة يسطع وعد الفوز بإنسان جديدٍ وأخلاق جديدة.
من عينطورة يبدأ الجبل، وإلى الجبل ترتفع الافكار والابصار… من هذه البلدة المتنية الجميلة كثر المغتربون، خصوصاً إلى أفريقيا، ولم يكن أحد منهم ليركب هذا المركب الخشِن من أجل الاستجابة لشهوة الرفاهية، وكلنا يدرك أنّ مهاجرينا لم يسافروا حباً بالمغامرة أو ميلاً إلى الفخفخة، بل قناعةً بأنّ الغربة عن الوطن أفضل من الغربة فيه.
وقد أبلى مغتربونا على مدى القارات الخمس، بلاءً حسناً، خصوصاً على الصعيد الفردي. ونجح عدد منهم في الإنتاج والمراكز الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. لكن جالياتنا لم تستطع توحيد جهودها في إنشاء مجموعات ضغط فاعلة في عواصم القرار. وقد اضطلعت فروع الحزب السوري القومي الاجتماعي عبر الحدود بأدوار متقدّمة وأدوار ناجحة. وأقول لكم من موقع المسؤولية والاطّلاع التفصيلي، إنّ فروعنا في دول الاغتراب قامت بجهود نوعية ومشرّفة للتصدّي للّوبي اليهودي ولإدانة العدو «الاسرائيلي» المتمادي في عدوانه على شعبنا في فلسطين والشام ولبنان».
وتابع أبو فواز: «وما الوحشية والإجرام والبربرية التي يتعامل بها مع قطاع غزّة سوى نموذج متجدّد من نازيّته التي ارتكبت محارق ضدّ شعبنا لا محرقة واحدة منسوبة إلى ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية.
كما اعتصم مسؤولونا ووفودنا أمام مقرات الأمم المتحدة في أكثر من عاصمة غربية، تنديداً بالتوجه الأميركي الذي كان من أهمّ أهدافه شنّ العدوان على سورية، قبل أن يعيد النظر في تداعيات ذلك القرار الجائر والخطير على الوضعين الإقليمي والدولي».
وقال: «تعرّضت الجمهورية العربية السورية منذ عام 2011 إلى واحدة من أشرس المؤامرات الحربية التدميرية التي عرفها التاريخ. لكن صمود الجيش والشعب والقيادة أمام جحافل الإرهابيين عزّز تماسك الدولة وجعلها قاب قوسين أو أدنى من النصر الكبير، على رغم الخسائر البشرية والمادية الكبيرة، التي تعمّد المخطّطون إلحاقها بالدولة المقاومِة، صاحبة الدور المركزي في تعزيز مقاومة فلسطين ولبنان. وقد لعب حزبنا دوراً على عدّة جبهات: ميدانياً واجتماعياً ووحدوياً، جعله محطّ أنظار المواطنين واحترامهم وموضع تقديرهم العالي. أولاً من خلال ممارسة رفقائنا المناقبية في جميع المحافظات، وثانياً من خلال انكشاف الدور المتواطئ الذي يلعبه عربٌ كثر، بشكل جعل الناس أكثر تفهّماً لموقف الحزب التاريخي من العروبة الواقعية والعروبة الوهمية، ولتشديده على المضمون القومي الاستقلالي للقضية السورية. ونحن واثقون من انتصار شعبنا في الشام على المؤامرة ولو طال قليلاً وقت باطِلِها.
كذلك ستنتصر فلسطين على التنين «الإسرائيلي»، على رغم الحصار والقصف والتجويع وحرب الإبادة، وعلى رغم تجاهل الإدارة الرسمية في رام الله مدى خطورة هذا العدوّ الهمجي على كلّ فلسطين، بل على كلّ الأمة السورية، إذ يقاوم رفقاؤنا ضمن مجموعة «الفداء القومي» في غزّة، نقول ستنتصر فلسطين لأنّ قضيتها محقة وشعبها بطل وأرضها طاهرة، ولأنّ آمالها ستتحوّل إلى انبعاثٍ وقيامة».
وأضاف أبو فواز: «من العراق إلى الشام ولبنان، يحاول أعداء حقّنا ووطننا وحاضرنا ومستقبلنا إحاطتنا بحصارٍ ظلاميّ مقيت يلبس لبوس الدين وهو منه ومن قيمه السمحاء براء. إنّ ما يتعرّض له أهلنا في عراقنا الحبيب من تنكيل وتهجير وإبادة على أيادي المجموعات التكفيرية، مدعومة من بعض من يدّعون الانتماء إلى العروبة والإسلام، ما هو إلا نموذج واضح وجليّ لما يقوم به أعداء الأمة.
بالأمس صرّح رئيس حكومة العدو في عرضه نتائج الحرب المستمرة على غزّة قائلاً وبالفم الملآن: «أهمّ ما حققناه، هذا الحلف الاستراتيجي مع بعض دول المنطقة»، من يقصد يا ترى ببعض دول المنطقة؟ وعليه… نحن جميعاً مدعوّون أحزاباً وهيئاتٍ ومجتمعاً مدنياً، إلى التنبّه للخطر الداهم وضرورة التصدي الكامل له في التربية والإعلام والسياسة والأمن والاقتصاد، والانتماء القومي الحضاري الذي يُشعر الإنسان بإنسانيته وتمدّنه ومبرّر وجوده. وفي هذا السياقِ المتكامل من اليقظة المطلوبة، نحن مطالبون بدعم الجيش اللبناني دعماً حقيقياً خالصاً، مع القوى الأمنية التي ترصد جرثومة الإرهاب كيفما تحركت وأينما انتقلت، لأنها خطرٌ على الوحدة والامن والاستقرار والسلم الاهلي والنسيج الاجتماعي الواحد. وما تجربة أسر عرسال بالأمس إلا عيّنة من المصير المرسوم لأهلنا وبلادنا».
وتابع: «هذه أولوية قصوى في حياتنا السياسية اللبنانية، من دون إغفال الأولويات الأخرى الاجتماعية والمعيشية كسلسلة الرواتب، وضرورة تعزيز وضع الجامعة الوطنية، وتدارك السنة الدراسية على مستوى الامتحانات الرسمية لطلاب المدارس، حتى يتاح لآلاف الطلاب معرفة نتائجهم ومصيرهم الجامعي. أما الاستحقاقات الدستورية الأخرى كالانتخابات الرئاسية والنيابية فلا تقلّ شأناً عن الاستحقاقات التربوية والاقتصادية. ونحن ندعو إلى حسم هذه الملفات الخلافية تحت سقف المصلحة الوطنية العليا التي تتقدّم على أيّ مصلحة فئوية أو طائفية أو كيدية».
وختم أبو فواز: «بِاسم قيادة حزبنا، أقول لكم جميعاً، مواطنين ورفقاء: هذا المقرّ الجديد الذي ساهمت في بنائه نفوسٌ معطاءة في الوطن وعبر الحدود، هو للجميع انطلاقاً من كونه مكتباً لمديرية في الحزب. لذلك يحلو المكتب بزوّاره، بأهلنا في عينطورة، بالمتفاعلين مع حزب الأمة، حزب المجتمع الذي يتشرّب أعضاؤه مبدأ العطاء الكامن في جميع مبادئ الحزب الأساسية والإصلاحية. وإني بِاسمكم أحيّي جميع المساهمين والمتبرّعين لإنشاء هذا المقرّ اللائق ببلدةٍ أزهر تعب أبنائها في المغترب، كما أزهر دم شهدائها زنابق ورياحين… نحن حزب وحدة الحياة ووحدة الروح، حزب المؤسسات الذي أرسى فكرة المؤسسة، يوم كانت النزعة الفردية تفتك بحيوية شعبنا وتجهض جهوده، قبل أن تحلّ من هذا المتن الشماليّ، ثقافة النحن محلّ الأنا والنزعة الفردية القاتلة».
وخلال الاحتفال، سُلّم رئيس بلدية المتين زهير أبي نادر درعاً تكريميةً عربون وفاء لما قدّمه من مساعدة وتسهيلات في تشييد البناء الجديد، وسلّمه الدرع بِاسم المديرية جان عازار. كما وُزّع كتيّب حول مجزرة عينطورة.