المعلم: تركيا تمدّ المسلحين بأسلحة متطورة.. والجيش يقضي على تجمّعات لـ «النصرة» في ريف حلب
قال وزير الخارجية السورية وليد المعلم إن هناك دولاً تمد المسلحين بأسلحة متطورة من بينها تركيا. وأكد المعلم خلال لقائه مع المبعوث الصيني الخاص إلى سورية أن حكومة بلاده ستواصل محاربة الجماعات الإرهابية التي تستمر بعض الدول في تقديم الدعم لها عبر تسهيل عبور المسلحين وتقديم اسلحة حديثة لهم. ورأى أن هذا يستدعي موقفا دولياً لاحترام قرارات مجلس الأمن.
من جانبه، قال المبعوث الصيني شيه شيا ويان إن بلاده تؤكد «موقفها الداعم لعودة الأمن والاستقرار إلى سوريا والحوار السوري لحل الأزمة وحق الشعب السوري في اختيار ما يراه للحفاظ على وحدة الأراضي السورية وعدم جواز التدخل في شؤونه الداخلية».
وأضاف شيا ويان أن الصين تقدر الإنجازات الإيجابية للحكومة السورية في تأمين المساعدات للشعب السوري في مناطق كثيرة متعددة في سورية، مؤكدا أن الصين ستبقى تدعم سورية حتى عودة الأمان والاستقرار إليها.
بدوره، أكد رئيس مجلس الوزراء السوري وائل الحلقي دخول 5 آلاف مسلح من تركيا إلى ريف حلب وإدلب.
ولفت الحلقي في حديث له أمس مع وكالة «سبوتنيك» الروسية إلى أن ليس لدى السعودية وتركيا وقطر وفرنسا وبريطانيا إرادة حقيقية لدفع العملية السياسية في سورية.
وفي السياق نفسه، تحدّث مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف حسام الدين آلا عن دخول المئات من المسلحين من تركيا الى الأراضي السورية، معتبراً أن السعودية تضغط على وفد مؤتمر الرياض لعدم التجاوب.
وفي سياق متصل، أكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان دعم قرار المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا بشأن عدم وقف الحوار السوري السوري في جنيف.
وأشار البيان إلى أن موقف وفد مؤتمر الرياض في المحادثات قد يفسر بغياب أفكار حقيقية للتسوية لديه، مضيفاً أن الوفد يظهر مستوى منخفضاً لنيته الاتفاق على الحل في سورية.
وأكدت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية أن «قرار الهيئة العليا للمفاوضات تعليق مشاركتها في جنيف يعتبر تضامناً مع الجماعات الجهادية التي تؤمن بالعنف كوسيلة سياسية».
وقالت زاخاروفا لـ«الميادين» إن «موقف روسيا من الجولان المحتل لم يتغير ويتطابق مع موقف الأمم المتحدة»، مشيرة إلى أن «قرار مجلس الأمن 242 حول الأراضي المحتلة معروف ونحن مع تطبيقه».
كذلك، أكد نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف لـ«الميادين» أن محادثات جنيف لم تمت، مشدداً على وجود تنسيق دائم بين روسيا وأميركا بشأن الوضع في سورية.
من جهته، وفي السياق نفسه أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الجيش السوري أمسك بالمبادرة الاستراتيجية. وأشار إلى أن المجموعات الارهابية تتكبد الخسائر بفضل سلاح الجو الروسي، لافتاً إلى أن العمليات العسكرية في سورية أدت دوراً هاماً في محاربة المجرمين القادمين من روسيا ودول رابطة الدول المستقلة.
وأكد الرئيس الروسي أن القوات الروسية تمكنت خلال فترة قصيرة في سورية من إحداث انعطاف كبير في الوضع وتقديم دعم قوي للحكومة الشرعية.
وكان بوتين قد أعلن خلال مراسم تسلم أوراق الاعتماد لعدد من سفراء الدول الأجنبية في الكرملين أول أمس الأربعاء أن دعم روسيا للحكومة السورية الشرعية حال دون انهيار مؤسسات الدولة السورية والحفاظ عليها وتجنب سقوط المزيد من الضحايا المدنيين، مشيرا إلى أن القوات السورية تمكنت بدعم القوات الجوية الفضائية الروسية من تحرير نحو 400 بلدة وتصفية آلاف الإرهابيين، بمن فيهم مسلحون منحدرون من روسيا.
وأكد الرئيس الروسي أن التعاون مع واشنطن وغيرها من الشركاء سمح بإطلاق العملية السياسية في سورية بمشاركة دمشق والمعارضة وبتهيئة الظروف لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في سورية.
إلى ذلك، صرح مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، أمس، أن هناك تقدما متواضعا ولكنه حقيقي في إدخال المساعدات الإنسانية إلى سورية.
وقال إنه تم إيصال المساعدات إلى نحو 560 ألف نسمة، ما يعادل نصف سكان المناطق المحاصرة والمناطق التي يصعب الوصول إليها في سورية.
وأضاف دي ميستورا، أنه حتى الآن «لم نتمكن من الوصول إلى 6 مناطق محاصرة في سورية». وذكر أيضا أنه تم إجلاء 540 مريضا من مناطق محاصرة.
وأشار المبعوث الأممي، إلى أن هناك خطة لتلقيح 8 آلاف طفل سوري مع نهاية نيسان الجاري.
وكان مركز التنسيق الروسي للمصالحة الوطنية في سورية أعلن، أمس، أنه تمكن من تقديم 500 حصة غذائية لسكان مدينة إزرع في محافظة درعا.
وقال المتحدث باسم مركز التنسيق العقيد يوري زرايف: «نحن وسطاء في المحادثات بين الأطراف التي تسعى للسلام، والمستعدة لإلقاء السلاح والعودة لحياة السلم. المصالحة تساعد على جمع شمل العائلات التي فرقتها الحرب، والعودة إلى ديارهم».
كما عبر زرايف عن أمله في أن تعود المستشفيات والمدارس قريبا إلى العمل في المناطق التي استعاد الجيش السوري السيطرة عليها.
ميدانياً، قضت وحدات الجيش والقوات المسلحة العاملة في حلب على تجمعات لمجموعات إرهابية تابعة لتنظيمي «جبهة النصرة» و«داعش» في مناطق متفرقة من محافظة حلب.
وأفاد مصدر عسكري بأن وحدات من الجيش وجهت ضربات مكثفة على تجمعات وآليات للمجموعات الإرهابية التابعة لتنظيم «جبهة النصرة» في قرى تل حدية والبرقوم ومنطقتي أبو شليم والهضبة الخضراء وفي محيط بلدتي خان طومان والحاضر بالريف الجنوبي.
وفي ريف دمشق سقط 20 قتيلاً من تنظيم «داعش» الإرهابي المدرج على لائحة الإرهاب الدولية في عملية لوحدة من الجيش والقوات المسلحة على محور تحركهم في منطقة بير القصب بريف دمشق.
وذكر مصدر عسكري أن وحدة من الجيش «نفذت عملية مركزة على أحد محاور تحرك إرهابيي تنظيم «داعش» من ريف السويداء الشمالي الشرقي على اتجاه تل أصفر إلى نقاط تحصنهم جنوب شرق منطقة بير القصب بريف دمشق».
في الأثناء، أحبطت وحدة من الجيش والقوات المسلحة هجوما لمجموعات إرهابية تابعة لتنظيم «جبهة النصرة» على نقاط عسكرية في درعا.
ولفت المصدر إلى أن الاشتباك انتهى «بمقتل وإصابة اغلبية الإرهابيين وتدمير أسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم».
وتنتشر في منطقة درعا البلد تنظيمات تكفيرية أغلبها يتبع لتنظيم «جبهة النصرة» وما يسمى «لواء توحيد الجنوب» و«كتائب مجاهدي حوران» و«كتيبة مدفعية سجيل» وغيرها التي تتلقى الدعم والتمويل من كيان العدو الصهيوني وأنظمة عربية وإقليمية معادية للدولة السورية.