خرازي: إيران هي العمق الاستراتيجي لترسيخ الاستقرار في المنطقة
عقد المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق جلسة نقاش بعنوان «التكتّلات السياسية والأمنية في غرب آسيا»، في مقرّه في بئر حسن، حاضر فيها مستشار نائب رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور صادق خرازي، وشاركت فيها نخبة من الباحثين والمهتمّين وعدد من الشخصيات الفكرية والسياسية والأكاديمية والإعلامية.
ورحّب رئيس المركز الدكتور عبد الحليم فضل الله بالمحاضر والحضور، منوّهاً بـ«الدور المهم الذي يمكن أن تؤدّيه التكتّلات السياسيّة والأمنيّة والاقتصاديّة في المنطقة في الظروف الراهنة».
من جهته، قال الدكتور خرازي: «إنّ نقطة الارتكاز الأساسية في سياسة الجمهورية الإسلامية هي الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة على أساس التعاون مع الدول الأخرى، وخصوصاً في العالم العربي. وإذا كان ثمّة تأثير سياسي في إيران في الجغرافيا السياسيّة للمنطقة، فهو تأثير إيجابي، ويخطئ من يحاول تفسيره على أُسُس مغايرة، مثل اتّهام إيران بأنّها تسعى إلى الهيمنة على جيرانها».
وأضاف: «أنّ أيّ تعاون بين دول المنطقة يجب أن يقوم على قاعدة الشراكة الإيجابيّة في تحقيق الأهداف التي تصبّ في مصلحة دول المنطقة جميعاً، وعلى أُسُس استراتيجيّة وسياسيّة راسخة. كما أنّ فشل بعض دول المنطقة في اعتماد سياسات متوازنة ومساهمة في الاستقرار، دفعها إلى استخدام حضورها داخل المنظمات الإقليمية لتصعيد التوتّر في المنطقة، مثل: اتّهام حزب الله بالإرهاب والمزاعم الموجهة ضدّ إيران بدعمها الإرهاب، وكذلك توجيه اتّهامات مماثلة إلى دول تعاني ممارسات الجماعات الإرهابية في سورية والعراق، مع العلم أنّ إيران تقدّم دعماً متعدّد الأوجه إلى كل الدول والقوى المحاربة للإرهاب، لكن المشكلة هي أنّ هذا التوجّه الإيراني لا يلقى آذاناً صاغية من البعض».
وأكّد أنّ «الاتّفاق النووي لم ولن يؤثّر أبداً على مواقف إيران الجوهريّة المرتبطة أساساً بدعم القضايا العادلة، ولا سيّما دعم المقاومة في لبنان وفلسطين».
وشدّد على أنّ «إيران هي العمق الاستراتيجي لترسيخ الاستقرار في المنطقة، ويُخطئ من يظنّ أنّ هذا الاتفاق سينعكس سلباً على مصالحه».
واعتبر أنّ «التباينات بين إيران وبعض دول المنطقة في خصوص القضايا الراهنة، ينبغي ألّا تؤدّي إلى مزيد من التصعيد في المواقف بين دول المنطقة، فنحن مضطرون كدول بالرغم من المشاكل الإقليمية إلى تبنّي الحوار والتفاعل في إدارة الأزمات، ونحن نعوِّل على هذا الحوار في تعديل السياسات الخاطئة لبعض الدول».
وردّاً على سؤال، أشار إلى أنّ «مقاربة الغرب ما زالت سلبيّة اتجاه إيران، لكنّنا لا نواجه غرباً موحّداً».
وختم بالإشارة إلى «ضرورة العمل على ضبط إيقاع الأزمات عبر سياسات عقلانيّة وحكيمة، كتلك التي تعتمدها الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، معتبراً أنّ «موقف القيادة العليا في إيران هو رفض تغليب المصالح الفئوية على حساب قضيّتين أساسيّتين: الاستقرار والمقاومة، اللتين نراهما قضية واحدة يمثّلها السّعي إلى ترسيخ أواصر التقارب والوحدة بين دول العالم الإسلامي الذي يمثّل عمقاً استراتيجيّاً لإيران»، رافضاً «ما يُحكى عن جيوبوليتيك للتشيُّع تسعى إيران إلى رعايته».
على صعيدٍ آخر، أقام الرئيس حسين الحسيني مأدبة عشاء في منزله في عين التينة مساء أول من أمس، على شرف خرازي والوفد المرافق، في حضور السفير الإيراني محمد فتحعلي. وكانت مناسبة لاستعراض الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة.