أوباما يحثّ البريطانيّين على البقاء في الاتحاد الأوروبي
أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أنّ وجود المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي يعزّز مكانتها في العالم، مشيراً إلى أنّ بقاء المملكة في الاتحاد أو خروجها منه يمثّل أهميّة كبيرة لواشنطن.
وكتب أوباما في مقال نشرته يومية «ديلي تلغراف» البريطانية أمس، «أنّ الاتحاد الأوروبي لا يُنقص من النفوذ البريطاني، بل يعزّزه. وأوروبا قوية لا تشكّل تهديداً لدور بريطانيا في العالم، بل تزيد من دور بريطانيا في العالم». وانخرط أوباما، الذي وصل أول من أمس إلى لندن لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون وحضور مأدبة غداء أمس مع الملكة إليزابيث الثانية، انخرط بقوة في موضوع العمل على إبقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي.
وأكّد أوباما في مقاله أنّ وجود المملكة المتحدة في الاتحاد الاوروبي يُسهم في قرب الاتحاد الأوروبي من الولايات المتحدة، وأنّ نتيجة استفتاء 23 حزيران في بريطانيا ستؤثّر أيضاً على الأميركيّين.
وأضاف الرئيس الأميركي مخاطباً المواطنين البريطانيين، أنّ «الولايات المتحدة تُدرك أنّ صوتكم القوي في أوروبا يضمن أن يكون لأوروبا موقف قويّ في العالم، وبقاء الاتحاد الأوروبي منفتحاً ومتطلّعاً للخارج وعلى صلة وثيقة بحلفائه على الضفة الأخرى من الأطلسي».
وتابع، «وبالتالي فإنّ الولايات المتحدة والعالم بحاجة لأن يستمر نفوذكم الهائل، بما في ذلك في صلب أوروبا».
وكتب أوباما في المقال «أقول بكامل الصدق المخوّل لصديق أنّ نتيجة قراركم بالغة الأهمية للولايات المتحدة».
وأكّد أنّ «عشرات آلاف الأميركيّين الذين يرقدون في مقابر أوروبية يبرهنون على مدى تداخل ازدهارنا وأمننا»، وذلك في إشارة إلى مشاركة القوات الأميركية في معارك الحرب العالمية الثانية لتحرير أوروبا من الاحتلال النازي.
وكان أوباما أعلن مراراً أنّه يؤيّد بريطانيا قوية في اتحاد أوروبي قوي، في حين دعا أنصار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الرئيس أوباما إلى أن يبقى خارج النقاش البريطاني الداخلي حول الاستفتاء، معتبرين تصريحاته هذه تدخّلاً في الشؤون البريطانية.
هذا، وأثارت تصريحات أوباما انتقادات من معارضي عضويّة بريطانيا في الاتحاد. وقال رئيس بلدية لندن بوريس جونسون، الذي يقود حملة «الانسحاب»، إنّه لا يريد تلقّي نصائح من الأميركيّين بشأن عضوية الاتحاد، وإنّ الولايات المتحدة لن تؤيّد أبداً هذا النقل للسيادة.
وأضاف: «إبلاغ الولايات المتحدة لنا في بريطانيا بأنّ علينا التنازل عن جانب كبير من ديمقراطيّتنا مثال مذهل على مبدأ افعلوا مثلما أقول وليس مثلما أفعل».
وتُشير استطلاعات للرأي إلى أنّ الناخبين البريطانيين يميلون إلى المعسكر المؤيّد للبقاء في الاتحاد، لكن كثيرين لم يحسموا أمرهم بعد.