«المنار»… شعلة الإعلام المقاوم لن تخبو بقرار سياسي
رانيا مشوِّح
لأنها منارة الحقّ حاولوا إطفاءها، لكنهم نسوا أنها الشعلة التي لن تنطفئ. «المنار» صوت الحقّ وصورة الوعد الصادق. قناةُ ذنبها أنها كشفت جرائمهم وفنّدتها أمام الرأي العام، فكانت محاولتهم إسكاتها غير مجدية، حيث هبّ كلّ شريف للوقوف في مواجهة مؤامراتهم القذرة.
من دمشق انطلقت الحملة التضامنية مع قناة «المنار» في مبنى جريدة «الثورة»، بحضور عدد من الشخصيات الإعلامية والثقافية السورية واللبنانية كما حضر عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي، رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الدكتور خلف المفتاح الذي صرّح قائلاً: «هناك ضرورة للعمل على امتلاك تقنيات ووسائل تحقق الاستقلال لمنظومة المقاومة الإعلامية، لا سيما أنّ محور المقاومة لديه الإمكانيات والكوادر والخطاب القادر على تحقيق هذا الاستقلال الإعلامي، وبالتالي الابتعاد عن سطوة وتأثير الإعلام والقرار السياسي الخارجيين».
ورأى «أنّ قرار حجب قناة المنار يستدعي وضع علامة استفهام حول حرية إدارة نايل سات وعرب سات في اتخاذ القرار ومدى مهنيتها لإلغاء قناة فضائية لها جمهورها الواسع وملتزمة بالحقيقة والمهنية الإعلامية، إضافة إلى أنّ هذا القرار يمثل انتهاكاً لميثاق الشرف الإعلامي وحرية تداول المعلومة تحت عناوين سياسية.
إنّ ما جرى يدلّ على فشل عمليات التضليل والكذب والخداع والتأثير في الوعي العام كما يشكل نجاحاً للإعلام الوطني والمقاوم في مواجهته للآلة الإعلامية ومحاولات المشروع الإرهابي التكفيري أن يعكس ويحقق ثقافة لا تشبهنا.
وأوضح رئيس اتحاد الصحفيين إلياس مراد، بدوره، «أنّ الإعلام المقاوم مستمرّ في طريقته في مواجهة التطرف والإرهاب قائلاً: «مهما اشتدّت ضغوط المستعمرين على الإعلام المقاوم فانّ ذلك لن يثني الإعلام العربي السوري عن متابعة مسيرته والوقوف بقوة وحزم إلى جانب الإعلام المقاوم».
ورأى مدير مكتب قناة «المنار» في سورية وائل المولى، من ناحيته، «أنّ النصر في المعركة بات وشيكاً وأنّ هذا القرار هو أحد مؤشرات إفلاس القوى الظلامية والإرهابية». وقال: «من حاول إسكات المنار يعلم أنّ النصر قريب والمعركة الحالية هي استكمال لحرب تموز حيث فشلت محاولات القوى الظلامية الرجعية في إسكات صوت القناة، المنار ليست محطة إعلامية بل حالة مقاومة وعروبة في قلب كلّ العرب الشرفاء وتقف مع القضايا العربية المحقة وفى مقدمتها قضية فلسطين العربية المحتلة.
ولفت المستشار في القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي والرئيس الفخري لاتحاد الصحافيين صابر فلحوط أهمية هذه الوقفة، معتبراً «أنّ لقاء اليوم يمثل دعوة للتضامن مع الحقيقة والمنطق والإعلام الحر والكلمة الصادقة الجريئة الشجاعة التي تمارسها قناة المنار وكلّ الصحافيين الأحرار».
ورأت مديرة قناة سورية دراما الإعلامية رائدة وقاف في تصريح لـ»البناء» أنّ كل الشعوب التي تسعى قناة المنار إلى تسليط الضوء على حقوقها تعتبر هذا القرار بحقها لا بحقّ القناة فحسب». وقالت: «هذه الوقفة هي من زملاء القلم والصوت في سورية مع قناة المنار التي لن يسكت صوتها أحد والتي ستبقى شعلة في سماء الفضائيات العربية، ولا ننسى أنّ هذه الخطوة تأتي في زمن الانفتاح الإعلامي والفضائيات التي تحمل التضليل والأكاذيب. فكيف يتقبل أحد يعتبر أنّ صوته صوت حرّ هذه الخطوة ؟ هذه الخطوة هي إحدى الخطوات الواسعة من كلّ صوت يعبر عن الضمير العربي والحقوق العربية والقضايا العادلة التي تناصرها المنار وصوت من الإعلام السوري المقاوم مع قناة المنار المقاومة».
وتحدث عضوالأمانة العامة منبر الوحدة الوطنية لبنان سعد فوزي حمادة عن ماهية هذا القرار قائلاً: «ننظر إلى هذا القرار على أنه عمل صهيوني بامتياز وعلينا أن نكون معاً في مواجهته والعمل على إبطاله، ليس المهم أنهم أخفوا صوت المنار عن هذا القمر، المهم أنهم أوقفوا صوت الحقّ والممانعة والعدالة. معاً لمواجهة كلّ أساليب الصهينة، فمن استهدف المنار استهدف شعب المقاومة والممانعة والصمود، ما دام فضاؤنا منار وأرضنا أسود فجميعهم إلى المنازل.
وفنّد رئيس المجلس الوطني للإعلام محمد رزوق خفايا قرار وقف بث قناة «المنار» حيث قال: باسم المجلس الوطني للإعلام في سورية وباسم الإعلام السوري نعلن تضامننا مع قناة المنار، القناة التي جسّدت في مسيرتها الفكر والإعلام والفعل المقاوم لذلك استهدفت بكلّ الأشكال وعبر كلّ السبل». وقال: «القرار ليس قرار شركة نايل سات هي شركة وسيطة وتقنية، القرار سياسي بامتياز وهو قرار سعودي، أميركي ـ إسرائيلي وهو يجسّد في هذه المرحلة التوافق بين النظام السعودي والكيان الصهيوني بالرعاية الأميركية. هذا القرار يجب أن نفهمه هكذا وأن نراه هكذا وأن نتحضر للفعل المقاوم لمثل هذا القرار وغيره بهذا الإطار وبهذا الفهم وبهذه الخلفية وأتمنى من كلّ الزملاء والزميلات العاملين في الإعلام الوطني أن نشارك في توضيح مخاطرة السياسة، سياسة النظام السعودي التي أصبحت تشكل خطراً على عالمنا العربي والإسلامي وعلى أمننا القومي والإقليمي والعالمي أيضاً، هذه السياسة أصبحت خطراً لا بد من التوعية منه والحديث عنه، ستبقى المنار والإعلام المقاوم والفكر المقاوم منتصراً.