العهد حسم القمّة … والفائز جمهور النجمة

إبراهيم وزنه

… وعادت الروح إلى مدرجات الدوري اللبناني لكرة القدم بعد طول غياب، ومن غير جمهور النجمة قادر على ضخّ إكسير الحياة في مدرجات أدمنت الخواء؟ ففي لقاء القمّة الذي جمع بين ثاني الترتيب وثالثه، أي العهد والنجمة، عادت العافية إلى الكرة والإثارة إلى المجريات، ليأتي حصاد الدقائق المجنونة على أرض ملعب برج حمود عهداويّاً بامتياز، لا بل مع وافر الأحقيّة للشياطين الصفر الذين لعبوا قلباً واحداً فاستحقوا الفوز الذي رفع من حجم آمالهم لإحراز البطولة، ووحده فريق الصفاء كان مستاءً من فوز المتربّص الذي أزاحه عن كرسي الصدارة، أقلّه ليومين. مبروك للعهد وهارد لك للنجمة، مبروك للجمهور الكروي لتجاوزه اختبارات الاتحاد والقوى الأمنية، على أمل أن لا تتكرّر «فرمانات» إبعاده عن مدرجات لا تعرف معنى للحياة إلّا بوجوده فوقها، مبروك للكرة اللبنانية القمّة المثاليّة.

في التفاصيل الفنيّة، فقد غابت فقرة «جسّ النبض» المعتادة في مثل هكذا لقاءات، فالشدّ العصبي كان يحكم الأعصاب عند اللاعبين، وأمّا الجماهير فالأيدي كانت على القلوب، وعلى الرغم من التمركز الدفاعي الثابت عند الطرفين إلّا أنّ الهجمات المرتدّة السريعة كانت وحدها لغة الميدان. الخشونة زادت عن حدّها بهدف إراحة أعصاب الحرّاس والحفاظ على نظافة شباكهم. اعتمد الفريقان على الترير الأمامي الطويل، لكن فعاليّة العهد كانت أوضح عبر مامادو د4 و6 ، حتى جاء الفرج من العهداوي من رأسيّة نجماوية! فالكرة العرضيّة التي رفعها حسين الزين قابلها عبدالرزاق حسين بتسديدة عالطاير، حاول مدافع النجمة قاسم الزين تشتيتها، إلّا أنّه حوّلها داخل مرماه مفتتحاً التسجيل للعهد د8 ، فارتفعت وتيرة اللعب وسطاً وهجوماً مع فرص غير مثمرة، لينجح أكرم مغربي بتحويل كرة عباس عطوي داخل مرمى العهد على الرغم من محاصرته بثلاثة مدافعين د24 ، ثمّ ضغط العهد لاستعادة الفوز الذي تبخّر سريعاً، وكان له ذلك في الدقيقة 34 عندما لعب المايسترو أونيكا كرة ساقطة لزميله السريع أحمد زريق، فلفّها الأخير داخل المرمى مستعيداً التقدّم لفريقه. وواصل خطّا الهجوم محاولاتهما من وضوح في الرؤية أفضل لمصلحة العهد، وشهدت المجريات مراقبة لصيقة لمفاتيح اللعب مع صراعات ثنائيّة في أكثر من خط.

وفي الشوط الثاني، اشتعلت المباراة أكثر فأكثر، مع أرجحيّة في بناء الهجمات وإضاعتها لمصلحة النجمة، وساعد على زيادة منسوب الإثارة الصيحات الجماهيريّة التي انطلقت ولم تهدأ، وفي ظلّ التراجع الدفاعي للعهد للحفاظ على التقدّم، كثرت المحاولات النجماوية مع البديلين خالد تكجي وأوتشي اللذان أشركهما المدرب تيتا فاليريو بدلاً من محمد قاسم ورضوان الفالحي، معتمداً بعد تفريغ خط دفاعه من عنصرين أساسيّين على صلاح شحرور، ولما استنفذ فاليريو تبديلاته الثلاثة أُصيب أوتشي ولم يقوَ على متابعة المباراة، فخرج ليلعب فريقه ناقصاً، وهنا استعاد العهداويّون أنفاسهم الهجوميّة وشنّوا جملة من الهجمات الخطرة أسفرت إحداها عن تسجيل هدف إراحة الأعصاب وتأكيد الفوز عن مامادو درامي في الدقيقة 86 بعد سلسلة من التمريرات البينيّة بين عبدالرزاق حسين وزريق وأونيكا، الذي سدّد وارتدّت كرته على طبق من ذهب أمام مامادو. ولم تنفع المحاولات التي شنّها النجماويون في الدقائق الإضافية الخمس لهزّ الشباك، ليعلن الحكم القبرصي أفرام كيكوس انتهاء المباراة بفوز غالٍ للعهد الذي بدأ يعدّ العدّة للتمسّك بالصدارة منتظراً تعثّراً صفاوياً.

وعلى ملعب كفرجوز في الجنوب، لم يستفد الشباب الغازية من الفرص التي أُتيحت له للتسجيل في شباك ضيفه القادم من بعيد فريق طرابلس، لتنتهي المباراة بينهما بتعادل سلبي 0 ـ 0 ، وهكذا أضاف الغازية نقطة إلى رصيده ليصل عدد نقاطه إلى 8 بانتظار ملاقاة زملائه في مقعد الخطر السلام زغرتا والحكمة ، حيث سيواجههما في المراحل المقبلة. قاد اللقاء الحكم الدولي علي رضا.

لقطات من المباراة

ـ سجّلت المباراة أعلى نسبة مواكبة للموسم الحالي، حيث ملأ جمهور النجمة ثمانية آلاف تقريباً المدرجات المخصصة له عن بكرة أبيها، والجدير ذكره أنّ كثيرين منهم حضروا إلى الملعب قبل انطلاق المباراة بثلاث ساعات ونصف.

ـ عشيّة المباراة وقبل ساعات على انطلاقها، جاب النجماويون عبر أرتال من السيّارات المواكبة والدراجات الناريّة في شوارع العاصمة الضاحية، تحثّ النجماويّين على المواكبة والتشجيع.

ـ قبل انطلاق المباراة، وفي خطوة تجلّت فيها الروح الرياضية بأبهى صورها، قامَ لاعبو الفريقين بإلقاء التحية على جماهير الفريقين.

ـ قاد المباراة طاقم حكام قبرصي بناءً على رغبة الطرفين، من منطلق الوضع الحسّاس الذي يلفّ مجرياتها وانعكاس نتيجتها على طموحات كل منهما لإحراز لقب البطولة.

ـ رفع الحكم القبرصي أفرام البطاقة الصفراء بوجه مهاجم النجمة محمد جعفر د35 ، لارتمائه على الأرض بهدف الحصول على ضربة جزاء لصالح فريقه.

تقام اليوم مباراتان، في الأولى سيلتقي شباب الساحل مع الأنصار على ملعب أمين عبد النور في بحمدون، وفي الثانية سيواجه السلام المثقل بالهموم مع الراسينغ المرتاح في وسط الترتيب على ملعب صيدا البلدي تنطلق المباراتان في تمام الساعة الثالثة والنصف عصراً .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى