وزراء خارجية دول مسار فيينا لاجتماع الأسبوع المقبل لحسم «النصرة» وأخواتها عون لا يمانع ببحث رئاسة انتقالية تتضمّن حفظ حق الترشّح لولاية كاملة
كتب المحرّر السياسي
بالتوازي كانت المحادثات اليمنية تحقق إنجاز الاختراق من الموعد الأول بالدخول في مفاوضات مباشرة حول البنود الخمسة للتفاوض التي تتضمّن، تثبيت الهدنة، نشر الجيش في المدن، تشكيل قيادة عسكرية موحدة، التفاوض على حكومة وفاق وطني، التحضير لدستور جديد وانتخابات رئاسية ونيابية خلال سنة فيما كانت المحادثات السورية تتعثر وتدخل مرحلة اختناق مع وضوح التمترس السعودي التركي وراء خطة لحماية «جبهة النصرة»، وتثبيت وضع «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» وسائر أخوات «النصرة» ضمن المسار السياسي لضمان تفخيخه، وبينما أشاد المبعوث الأممي في اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بالجولة الأولى البناءة من المحادثات، بعدما نجح أنصار الله في فرض تثبيت الهدنة ووقف الغارات الجوية كشرط لبدء المحادثات، كان المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا يحذر من بلوغ المحادثات الطريق المسدود ويبدي قلقاً من انهيار الهدنة. وصرخة دي ميستورا المنطلقة من رفضه فتح المحادثات مع مكونات المعارضة الموجودة في جنيف من خارج جماعة الرياض، رداً على انسحاب الجماعة، تزامن مع كلام واضح لوزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بأنّ هذه الجماعة ستكون الخاسر الوحيد من المقاطعة، وأنّ تنظيف صفوفها من بعض الأطراف المتضامنة مع «النصرة» وذات السجل الإرهابي، سيحرّرها ويجعل أداءها أفضل، والواضح أنّ القصد يطال كلاً من «جيش الإسلام» و«أحرار الشام».
العودة إلى وزراء خارجية مسار فيينا صار هو المخرج، بتشاور أجراه دي ميستورا مع كلّ من وزيري خارجية اميركا وروسيا جون كيري وسيرغي لافروف، ليحسم اللقاء أمر شرعية الحرب على «جبهة النصرة» وينسف كلّ تغطية محتملة لها، خصوصاً أنها تشكل عنوان الحرب المقبلة في حلب وإدلب وأريافهما، ولا تكفّ جماعة الرياض عن ربط مشاركتها بمحادثات جنيف بفرض أحكام الهدنة في المناطق الخاضعة لسيطرة «النصرة»، بينما تعتبر سورية وروسيا وإيران أنّ مشاركة «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» في القتال مع «جبهة النصرة» يجب أن يشكل سبباً كافياً لإخراج ممثليهما من وفد التفاوض، واستطراداً من جماعة الرياض.
بانتظار ما سيحمله الاجتماع المرتقب لمسار فيينا الأسبوع القادم، يواصل اللبنانيون متابعة ملفات الفضائح المتنقلة على أكثر من جبهة، ويبقى في الواجهة الإنترنت أكثرها تشويقاً، بينما دخل اقتراح الرئيس حسين الحسيني عن انتخاب رئيس لفترة انتقالية لمدة سنة أو سنتين مرحلة من الجدية، مع نقل مصادر مطلعة عن العماد ميشال عون استعداده لمناقشة الفرضية، إذا تضمّن التوافق ضمان حق الترشح لولاية كاملة بعد الولاية الانتقالية.
جنبلاط يتقرّب من حزب الله في لحظة «جنون سعودي»
شكلت اطلالة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الحدث، رغم كل تقلباته السياسية، حيث كانت مواقفه مبنية عن تشخيص للحظة السياسية وللمعلومات التي في حوزته، والتي تأخذ مصلحته الشخصية بعين الاعتبار، فهجومه على قائد الجيش العماد جان قهوجي هو على خلفية رئاسة الجمهورية، ومن أجل فتح معركة رئيس الأركان ورسم المحددات. أما معركته مع وزير الداخلية نهاد المشنوق فهي لتعيين المشنوق ضابطَيْن درزيين محسوبين على الوزير وئام وهاب. والبارز في كلامه يكمن في تمايز موقفه من حزب الله في ظل الهجوم السعودي على «الحزب»، وبالقدر الذي يراعي فيه جنبلاط السعودية يراعي فيه حزب الله.
وتشير مصادر مطلعة في 14 آذار لـ«البناء» إلى أن «جنبلاط يدرك جيداً أن أفق الانتخابات الرئاسية مسدود، وأن الأمن ممسوك من الجيش والمقاومة ولا خوف عنده من تدهور الوضع الأمني»، لافتة الى ان جنبلاط يعلم ان تقربه من حزب الله في ظل الجنون السعودي يخسّره ولا يربّحه، لكنه لا يستطيع خوض معركة رئاسة الاركان والشرطة القضائية وحده من دون أن يكون حزب الله معه».
الحريري يتراجع
ومع عودته من الرياض وتبلّغه أن السعودية لن تفرج عن الاستحقاق الرئاسي، تراجع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري عن كلامه أنه سيضغط لانتخاب رئيس وسينزل الى كل جلسة يحددها الرئيس نبيه بري، وبعد أن غاب عن جلسة 18 نيسان الحالي، اكد الحريري أمس انه اذا تأمن النصاب فسينزل إلى مجلس النواب لينتخب رئيساً وإذا فاز عون فسيكون أول المهنئين لأن وصول أي شخص إلى سدة الرئاسة أفضل من الفراغ.
وأكدت مصادر نيابية في التيار الوطني الحر لـ«البناء» أن «انتخاب رئيس للجمهورية لمدة سنة واحدة أو سنتين لم يُطرح مع الجنرال ميشال عون لا من قريب ولا من بعيد، لا من تيار المستقبل ولا من غيره»، مشيرة الى أن الجنرال ممكن أن يبحث في الأمر وهذا لا يعني الموافقة، شرط ان لا يكون الاقتراح محكوماً بعدم الترشح لولاية ثانية، وبالاتفاق على اقرار قانون انتخابي، لكن إذا تم تقييده بعدم الترشح لولاية ثانية ومن دون قانون انتخاب، فلن يكون قابلاً للنقاش أو للبحث.
تساؤلات عن تدخّلات للتلاعب بالأدلة
وفي جديد ملف الانترنت غير الشرعي، والتحقيق مع مدير عام اوجيرو عبد المنعم يوسف قالت مصادر مواكبة لهذا الملف إن «التحقيقات القضائية تتركز حول تصرف هيئة أوجيرو بطريقة غير قانونية وغير شرعية بخدمة غوغل كاش التي تعود حصرية ملكيتها وتشغيلها واستثمارها إلى وزارة الاتصالات، وذلك بعدما أعطت اوجيرو هذه الخدمة بقرار من مديرها عبد المنعم يوسف الى شركة توفيق حيسو من دون أي مقابل مادي وبدوره قام ببيع هذه الخدمة الى شركات ومؤسسات وأفراد مقابل بدلات مالية باهظة. وبالتالي لم يعُد باستطاعة وزارة الاتصالات تشغيل هذه الخدمة لمصلحتها ما سبب هدراً للمال العام وحرم الخزينة جزءاً كبيراً من موارد قطاع الاتصالات».
وأوضحت المصادر أن «غوغل كاش هي خدمة رديفة لخدمات الإنترنت العادي ويمكن الحصول من خلالها على أي معلومة في العالم. وهي عبارة عن سيرفير إلكتروني مجهز بالتقنيات والتطبيقات والبرامج التي تسمح بالحصول على هذه المعلومة. وهذا السيرفير موجود في وزارة الاتصالات وأجيرو تملك الحق بالتصرف به وتأمينه للمشتركين ذوي الحاجات الواسعة للدخول على الإنترنت كالمؤسسات والوزارات والشركات الكبيرة».
وأضافت أن «التحقيقات تتركز أيضاً حول كيفية دخول معدات وأجهزة الشبكات غير الشرعية الى لبنان، حيث ثبت تزوير في البيانات الجمركية لهذه المعدات وبالتالي المسؤولية تقع على الجمارك وقوى الأمن الداخلي ولا علاقة للجيش اللبناني البعيد عن قطاع الاتصالات».
وتمنى وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور أن «يؤشر التحقيق مع مدير عام الاتصالات وإخلاء سبيله بسند اقامة الى مسار قضائي جدي»، معتبراً أن يوسف هو رأس جبل الجليد في منظومة الفساد في وزارة الاتصالات.
ونفت مصادر مقربة من الرئيس فؤاد السنيورة لـ«البناء» ما تردد عن ان «الرئيس السنيورة بدأ يُعِدّ العدة لتعيين مسؤول المعلوماتية السابق في وزارة المالية نبيل يموت مديراً عاماً لأوجيرو مكان عبد المنعم يوسف، مشيرة الى أن تيار المستقبل لن يتخلى عن عبد المنعم، بغض النظر عن الاسماء التي طرحت والاجتهادات التي صدرت». وشدّدت المصادر على «أن الحملة من قبل النائب وليد جنبلاط على عبد المنعم يوسف معروفة بسبب عدم وقوفه على رأي جنبلاط في تعيينات الموظفين الدروز في أوجيرو والمديرية العامة للاستثمار والصيانة. أما هجوم القوى السياسية الأخرى بهدف التغطية على الرؤوس الكبيرة المتورطة في فضيحة الانترنت غير الشرعي».
وعلقت مصادر متابعة لـ«البناء» آمالاً على وجود النائب حسن فضل الله كرئيس للجنة الاتصالات للوصول الى الحقيقة الكاملة، لكنها لاحظت مماطلة في التحقيقات القضائية مردّه الى أمرين: الأول جهل الأجهزة القضائية ببعض المعلومات والمعطيات التقنية والفنية، فهناك تساؤلات عن تدخلات للتلاعب بالأدلة وإخفاء بعضها، أما الثاني فهو عدم توفر قرار سياسي جدي حتى الآن بكشف الحقيقة كلها، بل هناك محاولات لحصر الفساد بعبد المنعم يوسف وإخفاء الكثير من المتورطين، وهذا نصف الحقيقة وليس كلها».
وأشارت إلى أن «سيطرة يوسف على قطاع الاتصالات منذ عهد الرئيس رفيق الحريري حتى الآن، هو ما أدى الى تراكم هذا الفساد في وزارة الاتصالات، واستغربت دفاع وزير الاتصالات بطرس حرب عن يوسف متناسياً مسؤوليته عن هذه الفضيحة كوزير للاتصالات».
وأعطى المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود الإشارة بختم التحقيق المنظم من قبل مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية في قوى الامن الداخلي في شأن قضية غوغل كاش»، مشيراً إلى أنه و«بنتيجة التحقيق تمّ توقيف شخصين، والاستماع الى أفادة موظفين».
مجلس الوزراء الأربعاء المقبل وأمن الدولة الى حزيران
الى ذلك، يرأس رئيس الحكومة تمام سلام بعد عودته من نيويورك جلسة عادية لمجلس الوزراء الأربعاء المقبل، على جدول اعمالها 165 بنداً. وعلمت «البناء» من مصادر وزارية أن الجلسة لن تتطرق الى أمن الدولة لا من قريب ولا من بعيد بعد أن كلف رئيس الحكومة بمتابعة هذا الملف. فيما لفتت مصادر وزارية أخرى لـ«البناء» الى أن ما يجري لا يتعدّى عملية تقطيع الوقت من قبل المعترضين على ايجاد حل لهذا الجهاز لأن العميد محمد طفيلي سيُحال الى التقاعد في حزيران المقبل واللواء قرعة في مطلع العام 2017. ورجحت المصادر أن لا يبت مجلس الوزراء بالملف قبل أن يُحال الطفيلي على التقاعد. ولفتت المصادر الى ان هذه الطريقة لن توصل الى النتيجة المرجوة، لأن الأزمة ليست بين قرعة والطفيلي انما هي ازمة صلاحيات يجب البت بها وفق القانون.
وأكد سلام في كلمة في حفل توقيع اتفاقية باريس لتغير المناخ، في نيويورك» أن منطقتنا تشهد مرحلة من عدم الاستقرار نتيجة الاضطرابات التي تعصف بها. وعدم الاستقرار هذا قد يكون العقبة الأكبر في طريقنا لتحقيق اهدافنا المناخية. لكن لبنان ملتزم التزاماً كاملاً بالانضمام الى جهود الأسرة الدولية لإزالة الفقر، وتحسين الصحة العامة ومستويات التعليم، وتطوير فاعلية البنى التحتية ومصادر الثروة. ولقد حققنا الكثير حتى الآن على الرغم من شح الموارد والتحديات الهائلة التي تواجهها البلاد حالياً نتيجة استضافتها اكثر من مليون ومئتي ألف نازح. إن التصدّي لهذه التحديات يتطلّب بالضرورة تضامناً دولياً».
مقبل إلى موسكو
يتوجّه وزير الدفاع سمير مقبل يوم الثلثاء الى موسكو يرافقه وفد عسكري تلبية لدعوة من نظيره سيرغي شويغو للمشاركة في المؤتمر الخامس للأمن الدولي في 26 و27 الحالي الى جانب عشرين من نظرائه في دول العالم من بينهم الإيراني حسين دهقان وخمسة عشر رئيساً لهيئات الأركان العامة إضافة إلى الخبراء غير الحكوميين لمناقشة قضايا الحرب والسلام والتعاون العسكري الدولي.
ومن المنتظر أن يعقد وزير الدفاع لقاءات مع مسؤولين بدءاً من نظيره شويغو حيث يبحثان في شؤون أمنية وعسكرية تخصّ البلدين على أن يثير مقبل مسألة المساعدات العسكرية الروسية للجيش اللبناني لمساعدته على الاستمرار في مهمة مواجهة الارهاب. وسيلتقي مقبل بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل يحضره نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف باعتباره مسؤولاً عن ملف لبنان والمنطقة وسيتركز النقاش خلاله على الوضع اللبناني عموماً والمسيحي خصوصاً.