استمرار التوتر بين الكوريتين
اعتبر رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون أن الوضع في شبه الجزيرة الكورية بالغ الخطورة، وذلك بعد أيام على تجدد التوتر بين الكوريتين إثر تبادل لإطلاق النار في البحر بين الشمال والجنوب وتوعد بيونغ يانغ بإجراء اختبار نووي جديد.
واتهم كيم كلاً من سيول وواشنطن بالسخرية من إشارات الانفتاح التي صدرت من بلاده، وحملهما مسؤولية التوتر الحالي، وقال إن «الولايات المتحدة وقوى أخرى معادية تتجاهل نيتنا الحسنة، وقد كثفت مناوراتها العسكرية بهدف اجتياح جمهوريتنا سياسياً وعزلها اقتصادياً وسحقها عسكرياً، مشيراً إلى أن الجيش والشعب في كوريا الشمالية لن يقبلا هذا العدوان الأميركي وسيمزقانه إرباً إرباً»، بحسب كيم جونغ أون.
يأتي هذا التصعيد بعد أن شهدت العلاقات بين الكوريتين بداية العام الجاري تهدئة نسبية تخللها لقاء عالي المستوى بين مسؤولين في البلدين واجتماع لبضعة أيام لأفراد عائلات كورية فرقتها الحرب، لكن بدء المناورات السنوية المشتركة بين القوات الكورية الجنوبية والأميركية أثار اعتراض الشمال، وأعقبت ذلك تجارب كورية شمالية لصواريخ قصيرة المدى ثم لأخرى متوسطة المدى الأسبوع الفائت.
في سياق مواز، أعلن مسؤولون اليوم أن كوريا الجنوبية توصلت مبدئياً إلى أن الطائرتين من دون طيار اللتين تم العثور عليهما قرب الحدود مع كوريا الشمالية، تخصان هذه الدولة المجاورة، ما يثير تساؤلات بشأن الدفاع الجوي لسيول ويزيد من التوترات العسكرية في المنطقة.
وذكرت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أن سيول عثرت على طائرتين من دون طيار قرب الحدود، إحداهما في باجو جنوب منطقة نزع السلاح، والأخرى في جزيرة باينغ نيونغ قرب الحدود البحرية الغربية التي تخضع لحراسة مشددة، عندما قامت كوريا الشمالية بتدريب عسكري بالذخيرة الحية يوم الاثنين الماضي.
وقال مسؤولون عسكريون ومسؤولو استخبارات إن فريقاً من المسؤولين العسكريين والخبراء فككوا الطائرتين لإجراء تحليل عميق، وتوصلوا إلى أن بيونغ يانغ أنتجت الطائرتين، في حين لم يعلن الجيش بعد النتائج الرسمية.
وذكرت الوكالة الكورية أن الطائرة التي كانت مزودة بكاميرا التقطت صوراًَ لمنشآت عسكرية وحتى مقار سكنية في المجمع الرئاسي بالعاصمة سيول، ما يشير إلى وجود ثغرات في نظام الدفاع الجوي للمكتب الرئاسي.
وقال المتحدث الرئاسي مين كونغ ووك إن المكتب الرئاسي للأمن الوطني يدرس القضية في ظل اعتبار أن الطائرة آتية من كوريا الشمالية، على رغم عدم ظهور نتيجة التحقيقات النهائية.
وأضاف المتحدث أنه بعد انتهاء التحقيقات سيعمل المكتب مع وزارة الدفاع والوكالات المعنية على وضع إجراءات لمواجهة مثل هذه الطائرات والطائرات الصغيرة التي يصعب أن يرصدها الرادار.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع كيم مين سيوك الأربعاء إنه جرى استخراج قرابة 200 صورة جوية من كاميرا بداخل الطائرة، بينها صور التقطت مباشرة فوق البيت الأزرق «القصر الرئاسي»، لكن لم تتوفر في الطائرة معدات لبث هذه الصور.
وسئل كيم عمّا إذا كان بإمكان الطائرة حمل قنبلة، فأجاب «إنها من الطراز البدائي ولم يكن سهلاً استخدامها في عمل إرهابي»، لكنه أضاف أن الشمال عاكف بوضوح على تطوير التقنية.
وكان مسؤولون في سيول قد أعلنوا أن كوريا الجنوبية توصلت مبدئياً إلى أن الطائرتين من دون طيار تخصان كرويا الشمالية، وهو ما أثار تساؤلات في شأن الدفاع الجوي لسيول.