المرصد
هنادي عيسى
تستمر عجلة الدراما العربية المشتركة بالدوران في لبنان من خلال مسلسل «جريمة شغف». وبعد فترة تحضير استمرت سنة ونصف السنة، ينتهي تصوير العمل بعد أسبوعين، وهو من بطولة قصيّ خولي، منى واصف، أمل عرفة، وناظلي الروّاس من سورية، نادين الراسي، تقلا شمعون، مجدي مشموشي من لبنان، نجلاء بدر وجميلة عوض من مصر، في إنتاج تلفزيوني يؤكد صُنّاعه المبرّر الدرامي لخلطة الجنسيات.
وكان الفنّان قصيّ خولي قد صرّح عن بعض تفاصيل دوره قائلاً إن العمل اجتماعي، بوليسيّ بعض الشيء، ويحمل مجموعة أفكار جديدة. واصفاً «أوس» الذي يؤدّي دوره، بأنه شاب ذو أحوال مادية جيدة، يتابع حياته الاجتماعية وعمله بشكل طبيعي، قبل أن يضطر بسبب ظرف محدّد يسبّب الأذى لكثيرين، إلى الهرب والابتعاد عن كل الناس، حتى أهله. ليصبح إنساناً آخر في حياة أخرى، حيث يتنصّل من أي شيء له علاقة بالذكريات القديمة. ويحاول التعايش مع المكان والحالة الجديدة، محققاً نجاحاً نسبياً قبل أن يلاحقه الماضي عندما يكتشف أنه فهم بعض الأحداث بشكل خاطئ، فيعود لاستكشاف الحقائق أكثر وتصحيح ما يمكن. ويضيف خولي أن أحد أسباب مشاكل «أوس» تورّطه بعلاقات نسائية متعدّدة.
وسيطلّ خولي بمظاهر مختلفة في مراحل معيّنة من العمل، إضافة إلى أن مسار الحبكة سيفضي في الشكل إلى كثير من «الفلاش باك».
وتنطلق أحداث العمل الذي يخرجه وليد ناصيف، في تجربته الدرامية الأولى في المسلسلات التلفزيونية، من وقوع جريمة قتل في لحظة تغيّر كلّ ما بعدها. وفي هذا الإطار، كشفت ناظلي الروّاس أنها تؤدي دور «غادة»، عشيقة «أوس» المتزوّجة. وفي بداية المسلسل يباغتهما زوجها، فيهرب «أوس» من الشرفة ليبدأ تصاعد الأحداث.
وتستمر الحبكة من خلال دائرة من خمس نساء يحطن بـ«أوس»، هن: «جمانة» نادين الراسي صاحبة الشخصية المركّبة، و«غادة» و«هيفا» أمل عرفة شقيقة «أوس» المصابة بمرض في القلب، و«شيرين» نجلاء بدر التي تحبّ هي وابنتها الرجل نفسه، و«رانيا» جيسي عبدو زوجة «أوس». ولا بدّ في هذا السياق أن يحظى العمل بمتابعة لكيفية ظهور المرأة وصورتها، خصوصاً أنها موجودة من خلال هذه النماذج على الأقل.
بدوره، قال المخرج وليد ناصيف المنتقل من عالم الكليبات إلى الدراما التلفزيونية، إنه سبق وأن قدّم أعمالاً درامية لم تكن في شكل مسلسلات. إنما التجربة الآن تشكل تحدّياً بالنسبة إليه، لأنها تعطي شكلاً جديداً من تقديم الممثل بمعالجة خاصة لتقديم دراما بقالب تشويقي.
ويلفت إلى استفادته من خبرته في مجال الأغاني المصوّرة في عمله الحالي قائلاً: «في الكليب، لا فرصة للارتفاع بمستوى الدراما كثيراً، لأنه يركز على الصوت والسمع، إنما هنا تملك الممثل مئة في المئة، متسلّحاً بجلب دقة الكاميرا في صناعة تفاصيل كل ثانية من الكليب إلى كاميرا المسلسل التلفزيوني».
ويؤكد ناصيف أن التقاط هذه التفاصيل وإشباعها سيشكلان بصمته الخاصة بطريقة جديدة.
أما منتج العمل مفيد الرفاعي فقال عن «جريمة شغف» إنه من أصعب الأعمال التي أنتجتها. إذ بدأ تحضير سيناريو «جريمة شغف» مع نجم العمل قصي خولي والكاتبة نور شيشكلي منذ سنة ونصف السنة. وقال: «كنّا نريد أن نقدّم عملاً تلفزيونياً مختلفاً عن السائد. إذ يُعرَف أنّ الحوار يطغى في العمل الدرامي التفزيوني على المشهدية، بمعنى أن الكاتب يفسّر كل شيء بالكلام. بينما اعتمدنا في هذا العمل على اللغة السينمائية، بحيث تكون الصورة هي التي توصل للمشاهدين مضمون القصة لا الكلام. وطبعاً هذا الأمر استغرق وقتاً. وبعدما اتفقت مع المخرج وليد ناصيف على إخراج المسلسل، كانت رؤيتنا متشابهة في تقديم عمل متميّز على الأصعدة كلها».
ويختم الرفاعي قائلاً إن عمله هو من أفضل ما سيُقدَّم في رمضان المقبل.