الجعفري يرى المحادثات مع دي ميستورا بنّاءة… والأخير يقدّم تقريره غداً لمجلس الأمن

أكد رئيس وفد الحكومة السورية السفير بشار الجعفري، أمس، أنّ جولة المحادثات الأخيرة مع المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، كانت مفيدة ومثمرة.

وقال الجعفري، عقب جلسة عقدت مع دي ميستورا: «عقدنا اليوم جلسة ختامية للجولة الثالثة من الحوار السوري السوري غير المباشر مع المبعوث الخاص وفريقه، انخرطنا خلالها بمسؤولية وموضوعية في نقاش كل ما يمكن أن يخدم بلدنا وشعبنا، وأجبنا عن كلّ الأسئلة والاستيضاحات التي قدّمها الفريق الأممي برئاسة دي ميستورا وهي كلها أسئلة واستيضاحات تناولت مواضيع مهمة».

وأضاف الجعفري: «أثرنا من جانبنا مجدّداً العديد من النقاط المهمة، وخاصة ما يتعلق بالإرهاب وقد لاحظنا تفهّما من جانب المبعوث الخاص وفريقه حول قلقنا من محاولات الدول الراعية للإرهاب والتنظيمات الإرهابية التابعة لها لتقويض جهود الحلّ السياسي عبر كسر اتفاق وقف الأعمال القتالية والقيام بأعمال إرهابية أودت بحياة العشرات من الأبرياء في العديد من المناطق السورية».

وتابع: «سنغادر جنيف غداً وفق الجدول المتفق عليه مسبقاً مع الأمم المتحدة». وجاءت تصريحات الجعفري للصحافيين بعد الاجتماع مع دي ميستورا، وذلك قبل بيوم من الموعد المقرّر لانتهاء المحادثات الجارية في جنيف منذ أسبوعين.

من جهته يقدّم دي ميستورا، اليوم الأربعاء، تقريراً إلى مجلس الأمن الدولي حول نتائج الجولة المنتهية من المفاوضات السورية في جنيف.

وقال المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي في مؤتمر صحافي بجنيف الثلاثاء، إنّ دي ميستورا سيقدّم تقريره خلف الأبواب المغلقة من خلال جسر تلفزيوني، موضحاً أنّ تقرير المبعوث الأممي سيبدأ في الساعة 23:00 الأربعاء بتوقيت موسكو، وسيستمرّ خلال ساعة تقريباً، ثم سيقوم دي ميستورا بإجمال نتائج المفاوضات السورية للصحافيين.

من جهة أخرى أفادت وكالة «تاس» للأنباء بأنّ المبعوث الأممي عقد لقاء مع مجموعة «موسكو القاهرة» للمعارضة السورية. وكان ممثلون عن المجموعة قد ذكروا في وقت سابق أنه من المتوقع خلال هذا اللقاء بحث ملاحظاتها وتعديلاتها على قائمة المبادئ الأساسية للتسوية التي أعدّها دي ميستورا وكذلك مسائل أخرى تتعلق بعملية الانتقال السياسي.

من جهته، قال معاون وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان إن الحلّ في سورية سياسيّ فقط، مؤكداً دعم بلاده للرئيس بشار الأسد لكونه الرئيس القانونيّ لسورية.

وخلال استقباله نظيره السويسريّ ايفيز روسية لفت عبد اللهيان إلى أنّ إيران تدعم الأسد «كونه الرئيس القانوني لسورية، والشعب السوري هو الوحيد صاحب الحق في تحديد مستقبلهم بعيداً عن ضغوطات الإرهابيين والتدخلات الخارجية».

على الصعيد الميداني، أكدت سورية أنّ الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت الأحياء المدنية الآمنة في مدينة حلب، والتفجير الانتحاري عند مدخل بلدة الذيابية بريف دمشق، لن تثنيها عن الاستمرار في محاربة الإرهاب والعمل في الوقت ذاته على الوصول إلى حلّ سياسي للأزمة في سورية عبر حوار سوري سوري.

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان صحافي لها: قامت الجماعات الإرهابية المسلحة المرتبطة بـ«داعش» و«جبهة النصرة» خلال الأيام الماضية بتصعيد وتيرة اعتداءاتها الإرهابية مستهدفة المدنيين السوريين في مناطق عديدة في سورية.

وأضافت الوزارة إنّ استمرار الجماعات الإرهابية المسلحة في خروقاتها لاتفاق وقف الأعمال القتالية ما كان ليحصل لو تحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته في إدانة قيام الجماعات الإرهابية بخرق وقف الأعمال القتالية ولما تمادت هذه الجماعات في خرقها لهذا الاتفاق.

وتابعت الوزارة: إنّ عدم تحمّل مجلس الأمن لمسؤولياته في مكافحة الإرهاب وعدم اتخاذه لإجراءات رادعة بحق الأنظمة والدول الداعمة والممولة للجماعات الإرهابية المسلحة أفسح المجال أمام النظامين السعودي والتركي للاستمرار في دعم الإرهاب وإراقة الدم السوري والعبث بالأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

وأوضحت وزارة الخارجية والمغتربين أنّ الإرهابيين استهدفوا يوم أمس الاثنين 25 نيسان 2016 الأحياء السكنية الآمنة في مدينة حلب بعشرات الصواريخ واسطوانات الغاز ومدافع جهنم ما أسفر عن استشهاد 16 مواطناً سورياً وإصابة 86 آخرين معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، كما استهدفت سيارة مفخخة يقودها انتحاري ينتمي لتنظيم «داعش» الإرهابي مدخل بلدة الذيابية في محافظة ريف دمشق أدت إلى استشهاد 12 مواطنا سورياً وجرح 18 آخرين.

وشدّدت الوزارة على أنّ حكومة الجمهورية العربية السورية إذ تعبّر عن إدانتها الشديدة لهذه الاعتداءات الإرهابية، فإنها تدعو إلى توحيد جهود جميع الدول لمحاربة الإرهاب الذي لم يعد يقتصر خطره على سورية فحسب، بل أصبح خطراً عالمياً يستهدف جميع الدول.

من جهة أخرى، أعربت وزارة الدفاع الأميركية عن أملها، في ألا تمسّ العملية الروسية في سورية المنطقة التي تعمل فيها القوات الخاصة الأميركية.

وقال المتحدث باسم الوزارة، بيتر كوك، خلال مؤتمر صحافي: «قبل كلّ شيء، لست متأكداً من أنّ العملية الروسية تمتدّ إلى تلك المناطق في سورية، لكن كنا في الماضي قد أبلغنا الروس بتلك المناطق الجغرافية المحدّدة التي طلبنا منهم عدم قصفها، سوف نستمرّ في مناقشة هذه المسألة مع الجانب الروسي».

ورفض كوك الحديث عن مجرى تلك النقاشات التي تجريها وزارته مع الجانب الروسي، مؤكداً في الوقت نفسه، العزم على اتخاذ تدابير إضافية لضمان سلامة الطاقم الأميركي والحدّ من المخاطر التي قد يواجهها.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن الاثنين نية بلاده إرسال 250 جندياً إضافياً إلى سورية، لتدريب ومساعدة «القوات المحلية» في حربها ضد تنظيم داعش.

وفي السياق، أعلن التلفزيون التركي أنّ الجيش التركي دمّر منصتي صواريخ تابعتين لداعش شمالي حلب وقتل 11 متشدّداً.

يأتي هذا التطور في وقت أعلن فيه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اتفاق تركيا مع الولايات المتحدة الأميركية على نشر بطاريات صواريخ اميركية مضادّة للصواريخ على حدودها مع سورية خلال شهر ايار المقبل.

وأشار أوغلو إلى أنّ الهدف من نشر البطاريات يكمن في مواجهة عمليات القصف المتكرّرة التي يقوم بها تنظيم داعش وتستهدف الاراضي التركية، مؤكداً على تطهير هذا الشريط البالغ طوله 98 كلم من داعش.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى