مجلس الأمن يدعو المتفاوضين اليمنيين لإبداء ليونة ووضع خريطة طريق
دعا مجلس الأمن الدولي المتفاوضين الى إبداء ليونة وحسن نية وتقديمِ تنازلات، مؤكدا دعمه لمفاوضات السلامِ اليمنية الجارية في الكويت.
وطالب المجلس في بيان له، صدر بالاجماع، جميع الأطراف بالانخراط في المفاوضات بطريقة بناءة ودون شروط مسبقة، معتبرا أن غياب الحل السياسي سيؤدي الى تدهور الوضع الانساني في اليمن بشكل اكبر.
كما دعا الى أخذ كل الاجراءات الممكنة للحد من الأضرار اللاحقة بالمدنيين والمنشآت العامة، والسماح بايصالِ المساعدات الانسانية الى محتاجيها بدون عوائق وبطريقة آمنة.
وطلب المجلس «وضع خريطة طريق» لتطبيق «اجراءات امنية» على المستوى المحلي مثل سحب الاسلحة الثقيلة واعادة العمل بالمؤسسات الرسمية.
واتى بيان مجلس الامن في اعقاب اعلان موفد الامين العام للامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد، امس الاثنين، عن ارتياحه «للتحسن الملحوظ» في تثبيت وقف اطلاق النار في اليمن، تزامنا مع مباحثات السلام المتواصلة في الكويت برعاية المنظمة الدولية.
وفي السياق، كان أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح استقبل وفدي المؤتمر الشعبي العام و«أنصار الله» وأكد دعم بلاده لمشاورات السلام اليمنية الجارية في بلاده برعاية الأمم المتحدة .
يأتي ذلك، في حين تتواصل المحادثات اليمنية ـ اليمنية لبحث تثبيت وقف إطلاق النار وتحديد جدول زمنيّ لهذا الإجراء .
ومن المتوقّع أن يستمع المجتمعون إلى تقرير اللجان المشتركة من الوفدين بشأن مدى الالتزام بوقف إطلاق النار ووقف الغارات الجوية.
وفي سياق متصل، قال الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبد السلام: «إننا ما زلنا مع أي حلّ سياسي عادل يضمن الشراكة والتوافق في حكم البلد».
من جهته، رحّب المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك بتقارير ميدانية تشير الى تقدم ملموس في وضع حد للأعمال العدائية في اليمن.
وكان المبعوث الخاص للأمم المتحدة لدى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اعلن عن ارتياحه للتحسن الملحوظ فى تثبيت الأعمال القتالية والهدوء النسبي الحالي للوضع الأمني في اليمن.
وأشار بيان صادر عن الأمم المتحدة، مساء الاثنين، إلى أن التقارير الواردة تفيد بحدوث تحسن ملحوظ والتزام الأطراف بوقف الأعمال القتالية، مضيفا أن لجنة التهدئة والتواصل تبذل جهودا جبارة مع اللجان المحلية من أجل ضمان سلامة وأمن اليمنيين.
ولفت البيان إلى أن التوصيات التى صدرت البارحة وجهود ممثلي الوفدين اللذين كُلفا بمتابعة تثبيت وقف الأعمال القتالية فى المشاورات ستساهم في استقرار الوضع الأمني.. وفي هذه الأجواء، بدأ المبعوث الخاص سلسلة مشاورات مع رؤساء الوفود تطرقت إلى مواضيع أساسية تتعلق بمضمون الإطار العام الذي تقترحه الأمم المتحدة والذي يوضح هيكلية وإطار العمل فى الأيام القليلة المقبلة.
وفى هذا الإطار، عقد مبعوث الأمم المتحدة أيضا اجتماعا مع ممثلي الوفود اليمنية، كل على حدة، في محاولة للتوصل إلى صيغة توافقية إزاء مختلف القضايا التي شهدت تباينا في وجهات النظر خلال جلسات مشاورات السلام التي تستضيفها الكويت منذ يوم الخميس الماضي برعاية الأمم المتحدة.
وكانت جلسات المشاورات التي عقدت خلال اليومين الماضيين بين القوى السياسية اليمنية الممثلة في الحكومة اليمنية وحركة أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام قد ركزت على بند تثبيت وقف إطلاق النار في اليمن بشكل شامل، وهو البند الذي احتل الصدارة في المناقشات.
ميدانياً، أفاد مصدر في اليمن بأن انفجارات عنيفة هزّت مدينة عدن جنوب اليمن.
وقال مصدر محلي إن مواجهات اندلعت بين مسلحين من جهة، وقوات الرئيس هادي المسنودة بالتحالف من جهة أخرى، في مديرية الشَيخ عُثمان وسط مدينة عدن. وأتت هذه الانفجارات إثر إلقاء قنابل يدوية أثناء المواجهات، فيما لم تتحدث المصادر عن سقوط ضحايا في هذه المواجهات.
وفي تعز جنوب اليمن، نشبت اشتباكات متقطعة بين قوات الرئيس هادي المسنودة بالتحالف من جهة، وقوات الجيش واللجان الشعبية من جهة أخرى، في منطقة ثَعْبَات شرقاً ومحيط اللواء 35 بالمطار القديم غرب مدينة تعز.
كذلك أعلن مصدر عسكري عن خروقات مستمرة لقوات الرئيس هادي عن طريق إطلاق نار بشكل متقطع بإتجاه منطقة الجَرْف بمديرية الوازعية جنوب غرب المدينة.
أما في مأرب شمال شرق اليمن فقد تحدث مصدر عسكري عن صدّ الجيش واللجان الشعبية محاولة زحف جديدة لقوات الرئيس هادي باتجاه منطقة المَشْجَح بمديرية صِرواح غرب مأرب، بالتزامن مع استمرار طائرات التحالف السعودي بالتحليق فوق المديرية ذاتها.
وفي محافظة الجوف المحاذية لمأرب شمال شرق اليمن فقد تواصل القصف المدفعي لقوات الرئيس هادي نحو مديرية الغَيْل شمال المحافظة، مع استمرار التحليق المكثف فوق المدينة لطائرات التحالف السعودي.
ودعم مجلس الأمن الدوليّ المفاوضات اليمنية في الكويت، وحثّ الأطراف على الالتزام التامّ بوقف القتال. وشدّد المجلس في بيان له على أهمية التزام الأطراف المبادئ والآليات والمراحل الرامية إلى إنجاز الاتفاقية الشاملة.