صحافة عبريّة
قالت صحيفة «معاريف» العبرية: بينما تحتفل مصر بمرور 34 سنة على تحرير سيناء، نشر المتحدّث بِاسم الجيش المصري على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» عدداً من مقاطع الفيديو النادرة من «حرب أكتوبر» 1973. وتابعت الصحيفة قائلةً: نقلاً عن مصادر سياسية في «تل أبيب»، إنّ عدداً من القيادات السياسية الفاعلة تدعو إلى الاستفادة من يوم العطلة، الذي أُعلن عنه للاحتفال، وتنظيم تظاهرات ضد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بسبب فشله في التعامل مع الإرهاب في سيناء والتنازل عن جزيرتَي تيران وصنافير.
علاوة على ذلك، لفتت الصحيفة، نقلاً عن المصادر عينها، إلى أنّه بسبب تخوّف النظام المصري من تظاهرات كانت مقرّرة في عيد التحرير، نُشرت قوات الأمن والجيش لاحتمال اندلاع تظاهرات عنيفة، خصوصاً في ظلّ تجاوب أعداد وحركات واسعة مع التظاهرات، على حدّ تعبيرها.
إضافة إلى ذلك، أكّدت الصحيفة العبرية،على أنّ الغرض من الإفراج عن مقاطع الفيديو الجديدة خلال الاحتفال بتحرير سيناء رفع معنويات الشعب المصري والجيش المصري في القتال ضدّ الإرهاب في سيناء، والعمل على حماية نظام السيسي.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ كثيرين من الشعب المصري انتقدوا نظام مبارك، والسيسي من بعده الذي تجاهل ما يحدث في شبه جزيرة سيناء وعجز الجيش المصري عن القضاء على الخلايا الإرهابية وتنظيم «داعش» الذي ينشط في سيناء، من دون أن تتمكّن القوّات الأمنية المصرية من منعه من تنفيذ أعمال ضدّ الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى.
وأوضحت الصحيفة «الإسرائيلية» أنّه خلال السنة الفائتة قُتل مئات الجنود المصريين في الهجمات اليومية التي نفّذتها المنظمات الإرهابية المختلفة في شبه جزيرة سيناء، مضيفةً أنّ واحدة من الهجمات الأكثر أهمية كانت في تموز الماضي، حيث قتل 50 جندياً مصرياً في الشيخ زويد. علاوة على ذلك، عادت الصحيفة وذكّرت بأنّ «إسرائيل» وافقت على الطلب المصري إدخال قوات عسكرية كبيرة إلى شبه جزيرة سيناء، وهو ما لا يسمح به الملحق العسكري لاتفاقية «كامب ديفيد» الموقّعة بين الدولتين منذ عام 1979، وذلك كي تُساعد الجيش المصري في الحرب ضدّ التنظيم الإرهابي.
ولفتت الصحيفة أيضاً إلى أنّ التنسيق الأمني بين «تل أبيب» والقاهرة وصل إلى ذروته، وأنّه لم يسبق له مثيلاً منذ التوقيع على اتفاقية السلام.
على صلةٍ بما سلف، وصفت الإعلامية «الإسرائيلية» شيمريت مائير الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأنه «حلم إسرائيل»، وذلك لدى حديثها عن خطابه منذ أيام في ذكرى تحرير سيناء. وكتبت مائير رئيسة تحرير موقع «المصدر» العبري باللغة العربية على صفحتها في موقع «تويتر»: «استمعت الآن لخطاب السيسي لمناسبة الذكرى الـ34 لتحرير سيناء أي إعادتها بعد معاهدة السلام التي تحل غداً، والرجل في الحقيقة حلم إسرائيليّ»، على حدّ تعبيرها.
وتابعت مائير التي تضع صورة السيسي والملك سلمان خلفية لصفحتها: لم تُذكر كلمة «إسرائيل»، لكنّه تحدث بشكل مطوّل عن السلام، والتزام مصر تجاهه.
وأضافت مائير، المتخصّصة في الشؤون الشرق أوسطية، والتي تتكلّم العربية بطلاقةٍ، قائلةً في التغريدة عينها: «في الخلفية: تنوي المعارضة استغلال التوقيت للتظاهر ضد التنازل عن تيران وصنافير للسعودية، باختصار لإحراج السيسي الذي تظهر عليه علامات العصبية».
علاوة على ذلك، تطرقت مائير إلى عمليات اعتقال الناشطين في مصر، وقالت إنّ نحو نصف الدولة في السجن لتحقيق مزيدٍ من الأمن، مضيفةً: «كما أعلن الرئيس السيسي عن خطوات لتخفيف غلاء المعيشة، وأنّ الجيش المصريّ سيقوم بتوزيع مليونَي سلعة غذائية على المحتاجين». وختمت تغريداتها بالقول إذا لم يكن هناك توجّه إلى تحويل تغريداتها في حبّ السيسي إلى عناوين في سائل الإعلام المصرية، لقالت إنّه أكثر أهمية من ارتكاب أخطاء فادحة، متمنية له حظاً سعيداً. إلى ذلك، ذكر موقع «واللا» الإخباري، أنّ التنسيق الأمني بين «إسرائيل» ومصر وصل إلى مستويات غير مسبوقة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الحدّ الذي وصف فيه هذا التنسيق بشهر العسل في القنوات الأمنية بين القاهرة و«تل أبيب»، من دون أن يؤثر ذلك على مشاعر المصريين تجاه «الإسرائيليين».
وتساءل الخبير «الإسرائيلي» في الشؤون العربية نير ياهاف في مقال تحليليّ في الموقع المذكور عن السبب في استمرار كراهية المصريين لـ«إسرائيل»، وقد تجلّى ذلك بصورة واضحة في إقصاء عضو البرلمان المصري توفيق عكاشة قبل أسابيع بسبب لقائه مع السفير «الإسرائيلي» في القاهرة حاييم كورين، ما جعله يدفع ثمناً باهظاً تمثّل بإغلاق قناته التلفزيونية وإبعاده عن البرلمان. ونقل الكاتب «الإسرائيلي»، الذي زار مصر، عن بعض المصريين الذين التقاهم، توجيههم انتقادات حادّة لـ«إسرائيل» لأنّها تشنّ كلّ ثلاث سنوات حرباً على الفلسطينيين وتقتلهم من دون أن تعطيهم فرصة لينسوا ما قامت به في حقهم.
لِنَقْلِ «إسرائيل» إلى أميركا
أبدت صحيفة «معاريف» العبرية استغرابها لعضوية النائبة البريطانية نياز شاه في لجنة الداخلية في البرلمان البريطاني، التي تتابع ظاهرة ارتفاع «معاداة السامية» في البلاد، مع أنها تُصدر تصريحات «معادية للسامية». بحسب الصحيفة.
وتحدثت الصحيفة عما وصفتها بالضجة الكبيرة في بريطانيا بسبب دعوة شاه ـ التي انتُخبت لعضوية البرلمان البريطاني في أيار الماضي عن منطقة غرب برادفورد ـ لتهجير «الإسرائيليين» إلى الولايات المتحدة، وعرضها خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة عام 2014 خارطة لها داخل الأراضي الأميركية كتبت عليها «يمكن للفلسطينيين استعادة أراضيهم».
وذكرت أن تصريحات شاه دفعتها للاستقالة من موقعها كمستشارة برلمانية للناطق الاقتصادي بِاسم المعارضة البريطانية جون ماكوندال، مشيرة إلى أن النائبة كانت تكتب تغريدات ومنشورات بين حين وآخر تم تصنيفها في بريطانيا على أنها «معادية للسامية».
وأضافت الصحيفة أن النائبة دعت إلى القيام بعملية ترحيل جماعي لليهود المقيمين في المملكة المتحدة وإعادة إسكانهم في الولايات المتحدة، كما نشرت تغريدات أخرى ربطت فيها بين الحركة الصهيونية وتنظيم «القاعدة».
وكانت النائبة البريطانية شاه قد نشرت خارطة لـ«إسرائيل» على أنها موجودة في وسط الولايات المتحدة تحت عنوان «حل الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني يتم بنقل إسرائيل إلى الولايات المتحدة»، وقالت إن الأميركيين سيستقبلون «إسرائيل» بأذرع مفتوحة، وإن نقل «إسرائيل» إلى هناك سيعمل على نشر السلام في الشرق الأوسط عبر وقف التدخلات الخارجية فيه.
ونسبت «معاريف» إلى النائبة البريطانية قولها إن الولايات المتحدة فيها مساحات كافية من الأراضي كي تستقبل «إسرائيل» داخلها بحيث تكون الولاية الحادية والخمسين، وفي الوقت ذاته فإن ترحيل اليهود إلى هناك من شأنه أن يعيد إلى الفلسطينيين أراضيهم.