الراعي: الأزمة في الشرق الأوسط لها انعكاسات مباشرة على أوروبا
شدّد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي على أنّ «صعود الأصوليّة الإسلامية ونموّ المنظمات الإرهابية يهدّدان بمحو الاعتدال المسلم الذي عمل مسلمو ومسيحيّو هذه المنطقة على بنائه معاً منذ 1400 عام من الحياة المشتركة»، معتبراً أنّ «المسيحيّين هم ضمانة هذا الاعتدال».
كلام الراعي جاء خلال إلقائه محاضرة في البرلمان الأوروبي في بروكسل عن نتائج الصراع الدائر في الشرق الأوسط على المسيحيّين ومستقبلهم في حضور نوّاب البرلمان.
ورأى أنّ «الأزمة التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط اليوم لها انعكاساتها المباشرة ليس على المسيحيّين وحسب، وإنّما أيضاً على الحوض المتوسّطي وكذلك على أوروبا. ومصلحتنا المشتركة تكمن في إيجاد حلول لمختلف الصراعات التي تحدث في المنطقة».
وأكّد الراعي، أنّنا «نصرّ على ضرورة وقف الحرب والصراع، وإيجاد حلول سياسية، وعودة كل النازحين واللاجئين الفلسطينيين والعراقيين والسوريين إلى بلادهم الأصيلة للحفاظ على هويّتهم». وقال: «يجب عدم تسليم هذه الأرض للأصوليّين وتركها أرضاً مفتوحة للمنظّمات الإرهابية، فهذا يهدّد السلام في العالم»، داعياً الأسرة الأوروبيّة «لممارسة تأثيرها على أعضاء مجلس الأمن لضمان عودة النازحين إلى بلادهم، والمساهمة في بناء عالم هادئ مستقر يعيش بسلام».
وعاد الراعي إلى بيروت أمس بعد زيارة إلى العاصمة الأوروبيّة عقد في خلالها اجتماعات ولقاءات عدّة على المستويين الرسميّ والشعبيّ.
وفور وصوله إلى بلجيكا استقبله الملك فيليب الذي كان أرسل قوى أمنيّة لمواكبته منذ لحظة دخوله عبر الحدود البلجيكيّة.
وبدأ الراعي اليوم الثاني للزيارة بلقاء مع رئيس البرلمان البلجيكي سيغريد براك، وبعدها انتقل إلى البرلمان الأوروبي والتقى برئيسه مارتن شولز. كما التقى أيضاً برؤساء المجموعات البرلمانيّة الأوروبيّة.
وأنهى زيارته إلى البرلمان بندوة عن أوضاع المسيحيين في الشرق وأسباب الهجرة.
ومساءً، أقام رئيس الرابطة المارونيّة في بلجيكا مارون كرم حفل عشاء في منزله، حيث رحّب بالراعي والمسؤولين الأوروبيّين والوفد المرافق، المطران مارون ناصر الجميل ومسؤول البروتوكول والعلاقات العامة في بكركي وليد غياض، إضافةً إلى رؤساء الأحزاب في بلجيكا ورؤساء الكنائس ورجال دين وفعاليّات وشخصيّات.
وألقى الرّاعي كلمة في المناسبة، قال فيها: «نحن نلتقي في هذا الموقع الذي هو عبارة عن محطّة قطار قديمة مرمّمة. وهذا اللقاء استثنائي بالنسبة للمكان، لأنّه يذكّر ببكركي التي هي محطة لكل اللبنانيين، وأنا مسرور لوجودي هنا في هذه المحطة التي التقى فيها بكل محبة حول البطريركية كل اللبنانيّين من كل الأطياف والأحزاب اللبنانية». وشكر كرم على حسن الرعاية والتنظيم والدقّة.