بان كي مون: سأواصل حثّ الأفرقاء اللبنانيين على التصرف بمسؤولية وانتخاب رئيس
تلقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أكد فيها «أنّ الفراغ الرئاسي الذي طال أمده والشلل المؤسساتي في لبنان يشكلان مصدر اهتمام كبير للأمم المتحدة»، لافتاً إلى «أنّ انتخاب رئيس للجمهورية هو أمر حساس جداً بالنسبة للوحدة الوطنية اللبنانية، وأيضاً بالنسبة لمكانة لبنان كنموذج للحرية الدينية، والتسامح والعيش المشترك. كما أنه أساسي للتمسك بسياسة النأي بالنفس عملاً بإعلان بعبدا، الذي، وحتى يومنا هذا ما يزال ذا أهمية رئيسية بالنسبة لمستقبل لبنان».
وأضاف: «وكما دعا مجلس الأمن، سأواصل حث كلّ الأفرقاء اللبنانيين على التصرف بمسؤولية وقيادة ومرونة لانتخاب رئيس للجمهورية بشكل عاجل، إضافة إلى تشجيع الجهات الفاعلة إقليمياً ودولياً لتسهيل هذه الجهود».
وتابع: «لقد أخذت علماً بقلقكم حيال تأثير وجود النازحين على الأمن والاقتصاد والنسيج الإجتماعي اللبناني، بما في ذلك تحديات تأمين التعليم لأطفال هؤلاء لتجنب ضياع هذا الجيل. إنّ الأمم المتحدة ستقدم كل الدعم لضمان عودة النازحين إلى بلادهم بشكل كامل، والمساهمة في إعادة إعمارها ودعم السلام. وفي غضون ذلك، سنتابع تقديم المساعدة للبنان على استضافته السخية للنازحين بصورة موقتة، إلى أن يشعروا بأنّ الظروف تسمح لهم بالعودة سالمين إلى بلادهم. وكما ذكرت في خلال زيارتي، إنّ قدرة لبنان على الإزدهار تتوقف على معالجة الحرب الدائرة في الشرق الأوسط. والأمم المتحدة لن تدخر أي جهد لوضع حد للنزاع في سورية، والتوصل إلى سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط. وأنا أشاطركم الرأي بأنه وبناء على نموذجيته وتجربته الخاصة، فإن لبنان المستقل بمكانته الفريدة قادر على المساهمة في بناء ثقافة السلام والعدالة والحوار والعيش المشترك في المنطقة».
وختم بان: «لكون لبنان في طليعة المواجهين للإرهاب، لقد سررت في خلال زيارتي هذه بلقاء وتوجيه تحية تقدير وشكر للقوات المسلحة اللبنانية. وانطلاقاً من الدعوات المتكررة لمجلس الأمن والمجموعات الدولية الداعمة للبنان، سأواصل المناشدة لاستمرار الدعم الدولي للقوات المسلحة اللبنانية من خلال تقديم مساعدات إضافية وسريعة للمناطق التي تكون فيها القوات اللبنانية المسلحة بحالة خطر وبحاجة إلى دعم، ولا سيما حيث يواجهون الإرهاب ويحمون الحدود. وأنا أشاطر الرأي القائل بأنّ الحفاظ على استقرار لبنان هو مسؤولية وطنية، فضلاً عن أنه أولوية إقليمية ودولية، خصوصاً أنّ نموذج العيش المشترك الفريد في لبنان يجب أن يبقى مصدر أمل للمسيحيين وللأقليات الأخرى في المنطقة. لذا أودّ أن أؤكد تقديري الخاص وتشجيعي لاستمرار حكمتكم وقيادتكم الروحية لمساعدة القادة اللبنانيين على تحمل مسؤولياتهم لضمان خير الشعب اللبناني وازدهاره. أرجو أن تتقبلوا غبطتكم مني أسمى آيات التقدير».