الأحاديث عن ربط «جنيف ـ 3» برحيل الأسد لم تعد مناسبة
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن حجم الإرهاب في سورية اتخذ شكلاً لم يعد بإمكان الغربيين تغطيته كما كانوا يفعلون من قبل، مشيراً خلال مؤتمر صحافي بعد انتهاء اجتماع وزراء خارجية رابطة الدول المستقلة في موسكو أمس، إلى أن قادة دول مجموعة الثماني قالوا جميعهم منذ عام إنه يجب على الحكومة و«المعارضة» توحيد جهودهما لتخليص سورية من الإرهابيين.
وأضاف لافروف قوله، إن الربط بين عقد مؤتمر «جنيف- 3» ورحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة أمر غير مقبول، مؤكداً أنه يجب مكافحة الإرهاب من دون أي شروط أخرى.
وأردف قائلاً: «كل هذه الأحاديث التي تقول إنه لا يجوز عقد «جنيف- 3» إلا في حال وافق الأسد مسبقاً على الرحيل، وبعد ذلك سنكون مستعدين لمحاربة الإرهاب، لم تعد مناسبة لهذه اللحظة»، مؤكداً «ضرورة وضع مكافحة الإرهاب كأولوية غير مشروطة بالنسبة للجميع من لهم رغبة خالصة في تسوية الأزمة السورية».
وفي سياق متصل، ذكر الوفد الروسي لدى الأمم المتحدة أن الدول الغربية عرقلت جهود موسكو في مجلس الأمن الدولي لإصدار بيان يُدين الهجوم الذي شنه مسلحون على مدينة كسب وقصفهم لميناء اللاذقية، الأمر الذي أدى إلى توقف عملية نقل الأسلحة الكيماوية خارج البلاد. وأشار الوفد إلى أن مشروع البيان الصحافي الذي طرحته روسيا مجدداً لم يلقَ تأييداً لدى شركائها الغربيين في المجلس، ما يؤكد مجدداً تورط الدول الغربية بدعم الإرهاب في سورية.
وكان المندوب الروسي الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين شدد في وقت سابق على أن بلاده حاولت قبل أيام الحصول على إدانة من مجلس الأمن لما يقوم به المسلحون في منطقة اللاذقية، إلا أن الدول الغربية وقفت ضد مشروع بيان صحافي في هذا الشأن.
وأضاف: «لديهم مواقف بسيطة ومتطابقة بشأن القضايا الإنسانية والمسائل السياسية وبشأن نزع الأسلحة الكيماوية، وهي ممارسة ضغط إضافي على الحكومة عند أول فرصة ممكنة، وإخراج أولئك الذين يحاربون ضدها من تحت أي ضغط حتى لو كانوا من المجموعات المتطرفة والإرهابية»، مشيراً إلى أن البعثة الروسية طرحت من جديد على مجلس الأمن مسألة إدانة أعمال المسلحين. وأضاف: «سنرى هل ستتم الموافقة عليها أم لا».
ميدانياً، واصل الجيش السوري عملياته في مناطق ريف العاصمة، مستهدفاً تجمّعات المسلحين في بلدتي الصرخة وجبعدين ورنكوس تمهيداً لدخولها، في حين استهدفت وحدات منه مسلحين في بلدة المليحة التي يخوض فيها الجيش اشتباكات عنيفة لفرض السيطرة عليها، وسط تقدم قواته من محاور دير العصافير وجرمانا.
إلى ذلك، استهدفت مدفعية الجيش تجمعات ومقار للمسلحين في مناطق جوبر وحرستا وزملكا وجسرين وعين ترما وعمق الغوطة الشرقية ودوما والمزارع المحيطة وعدرا البلد، موقعة أعداداً من المسلحين بين قتلى وجرحى ودمرت آلياتٍ كانوا يستخدمونها.
وفي حلب، استهدفت وحدات الجيش تجمّعات المسلحين في المنطقة الصناعية ومحيط السجن المركزي وحندرات وحريتان وبعيدين والجندول وفيفات والأتارب والجزماتي ورسم العبود والجديدة وعربيد وكفين وماير وبابيص والجندول والطعانة وخان العسل وكفرناها وكفرداعل وتادف وشريع ومعارة الأرتيق وقتلت عدداً من المسلحين ودمرت سيارات مزودة برشاشات ثقيلة.
وفي حمص، قتل الجيش عدداً من المسلحين ودمّر آلياتهم في قرى عقيربات والغاصبية والدار الكبيرة وعين حسين والسعن وبرج قاعي وجب الجراح، فيما استهدفت وحدات الجيش في دير الزور مسلحين في أحياء الرشدية الصناعة والمطار القديم والجبيلة والحميدية والحويقة.
وفي ريفي درعا البلد والقنيطرة، استهدفت الجيش تجمّعات الإرهابيين في عتمان وداعل ونوى وبصرى الشام بريف درعا وفي بلدة الهجة والدواية الصغرى بريف القنيطرة وقتل عدداً منهم ودمر قاعدة إطلاق صواريخ، بينما قتل الجيش عدداً من المسلحين في أحياء طريق السد والمخيم ومحيط جامع بلال الحبشي في درعا البلد وبلدات النعيمة والشيخ سعد وانخل والشيخ مسكين والجبيلة والناصرية ومنطقة اللجاة.