إجراءات في المخيمات الأردنية لمنع المنظمات الإرهابية تجنيد أطفال لاجئين للقتال في صفوفها

عمان ـ محمد شريف الجيوسي

قللت الإجراءات الرسمية المتّبعة في مخيمات اللاجئين السوريين من أعداد الأطفال السوريين الراغبين بالعودة الى وطنهم، حيث تشترط أن «يمثل الطفل الراغب في العودة إلى سورية وحده مع والديه أمام رئيس المخيم مسؤول من وزارة الداخلية الأردنية لشرح أسباب المغادرة والحصول على الموافقة على العودة.

وكانت شبكة «الهلال نيوز» قد أوردت نقلاً عن تقرير»هيومان رايتس ووتش»، صدر أخيراً، بعنوان «قد نعيش وقد نموت» ووفقا لهذا التقرير، فإن هذا الاجراء، بحسب منظمات إنسانية ومسؤولين عن الإشراف على عودة السوريين من الزعتري، «قلل كثيراً من عدد الأطفال العائدين وحدهم إلى سورية، بمن فيهم من عادوا الى القتال».

وبيّن التقرير أن «جماعات مسلحة معارضة قامت في بعض الحالات بتجنيد وإلحاق أطفال بصفوفها من مخيمات اللاجئين ومن تجمعات سكانية بالدول المجاورة، وكذلك من داخل سورية نفسها».

وكان تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف بعنوان «الحياة المحطمة» في حزيران العام الماضي، قال: إن «هناك أطفالاً يقيمون الآن في الزعتري كانوا متورطين مع المجموعات المسلحة التي تقاتل في سورية». مشيراً الى أن «بعض الاطفال الذكور يعودون الى سورية بعد استخدام مخيم الزعتري كمأوى مؤقت لتلقي العلاج الطبي».

ونقلت اليونيسيف ، عن لاجئين ومقدمي خدمات بأن مجموعات مسلحة آتية من سورية تجند أطفالاً من المخيم».

وبحسب «هيومان رايتس ووتش»، فإن عدد الأطفال السوريين الذين شاركوا في النزاع المسلح السوري غير معروف، لكن حتى أيار الماضي كان مركز توثيق الانتهاكات «جماعة رصد ومراقبة سورية»، وثق مقتل 194 طفلاً «غير مدنيين» من الذكور، منذ أيلول 2011.

ووفقا لتقرير للمنظمة فإنه «منذ بدأ النزاع المسلح السوري في أواخر2011، وقعت انتهاكات جسيمة كثيرة للقانون الدولي، «تتحمل القوات المسلحة السورية النظامية بالأساس المسؤولية عنها»، لكن الجماعات المسلحة التي تقاتل الحكومة ارتكبت بدورها انتهاكات جسيمة كثيرة، «ومنها تجنيد واستخدام الأطفال تحت سن 18 في القتال، والاضطلاع بأدوار دعم مباشر للقتال».

ووثقت المنظمة هذه الممارسة للمرة الأولى في تشرين الثاني 2012، حيث وجدت أن فتية تبلغ أعمار أصغرهم نحو 14 سنة ساعدوا في أدوار داعمة لما يسمى بـ «الجيش الحر»، وهو مصطلح يشيـر الى جماعـات مسلحـة تقاتل قـوات الدولـة الوطنيـة السوريـة.

وأشارت الى ان عدد الجماعات المسلحة في سورية ازداد منذ ذلك التوقيت، وأصبح منها جماعات إسلامية متطرفة مثل «جبهة النصرة، و داعش »، والتي لجأت بشكل ممنهج إلى تجنيد الأطفال، بحسب سكان محليين وجنود أطفال سابقين.

ويوثق التقرير ما تعرض له 25 طفلاً يخدمون حاليا أو سابقاً في صفوف الجماعات المسلحة المعارضة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى