القوى الوطنية التونسية حول سورية: صمود حلب أسطوري

أكد بيان صادر عن القوى الوطنية التونسية «أنّ سورية مثلت هدفاً للعدوان الدولي حيث استهدفت بمئات آلاف الإرهابيين الذين جيء بهم من أكثر من 100 دولة تمّ إعدادهم وأمن لهم نظام العثماني الجديد أردوغان التسلل إلى شمال سورية، في حين أمنت لهم حكومة آل سعود دخول الأراضي السورية من جهة الموصل بعد إقامة الإمارة الوهابية هناك، وكذا الأمر بالنسبة للأردن الذي فتح هو الآخر المجال أمام الإرهابيين للتوغل في درعا والسويداء ومرت خمس سنوات دموية من الإرهاب التكفيري حيث تعرض السوريون جيشاً وشعباً إلى جرائم التصفية ودمّرت المدن والمصانع 12 مصنعاً للأدوية كانت تأمن الدواء للسوريين دُمّرت بالكامل أما حلب فقد تكفلت حكومة أردوغان بتدمير بنيتها الأساسية وسرقة كنوزها الأثرية وتفكيك مصانعها التي أصبحت أثرا بعد عين وذلك على أمل إلحاقها بإمبراطورية السلطان العثماني الجديد، وتمّ هذا بموازاة قرار الجامعة العربية بضرب الحصار الاقتصادي على سورية لتجويع الشعب ودفعه للتمرد على نظامه الوطني وظهرت بسرعة البرق خلال السنوات الدموية الخمس مئات عصابات الإرهاب التكفيرية التي كانت تتلقى المال وكميات كبيرة من الأسلحة المتطورة التي تهرب من الدول المجاورة لسورية بما فيها الكيان الصهيوني هذه العصابات التي صنعها الرباعي الإخواني الوهابي: تركية، السعودية، قطر والكيان الصهيوني برعاية أميركية تتقدمها جبهة النصرة وداعش التي قامت بذبح مئات آلاف السوريين ونشر الرعب في صفوفهم لإجبارهم على هجرة بيوتهم ومدنهم وبلدهم في إطار خطة دولية تحدث عنها «كاميرون» رئيس وزراء بريطانيا بالقول «حول الأزمة السورية لا فرصة أمام المدنيين السوريين سوى الهرب من بلدهم 03/02/2016 »، هذا إضافة الى تعرض آلاف الفلسطينيين لعمليات تهجير قصرية عبر الأراضي التركية نحو أوروبا ودول أخرى على إثر استهداف المخيمات الفلسطينية كمخيم اليرموك بجرائم «داعش» و«النصرة» وباقي العصابات الإرهابية».

وأضاف البيان: «لم يستسغ المعتدون الانتصار السوري الذي جرى على غير مشروعهم الطائفي وهالتهم فرحة النصر بتحرير تدمر وتنظيف ريف دمشق وتحرير أجزاء كبيرة من درعا وريفها واللاذقية ومحيطها وإعلان أهل السويداء الاعتصام بالوحدة الوطنية ومحاربة الإرهاب والعدوان بعد ذلك حلّ الدور على حلب الشهباء لتحرير شرقها وتخليص زهاء النصف مليون سوري الواقعين تحت أسر «النصرة» و«الدواعش» ومن لف لفهم وظلوا يتعرضون للقتل والإبادة الجماعية طيلة الخمس سنوات من العدوان ولم يسلم ملايين الحلبيين الذين احتموا غرب حلب بجيشهم ونظامهم الوطني من الاستهداف الذي لحق بأطفالهم ونسائهم بواسطة الأسلحة الفتاكة التي سلمها الأميركان وحلفائهم حكام الرياض واسطنبول للإرهابيين».

وتابع: «خلال الأيام الماضية تعرضت حلب طيلة ثلاثة عشر يوماً 13 متواصلة لمحرقة وقصف وحشي نفذته عصابات داعش والنصرة وأخواتها ممن تسميهم أميركا بالمعارضة المعتدلة، لكنّ صمود أهل حلب الفيحاء الأسطوري في وجه التكفيريين وتضحياتهم المكللة بدماء أطفالهم ونسائهم قد عبروا عن اعتزازهم بوطنهم وبجيشهم الباسل ووقفوا سداً منيعاً ضدّ الإرهاب وأعلنوا أنّ حلب الشهباء عربية سورية الهوية ولن يسمحوا للعثمانيين الجدد بسرقتها ودافعوا عن نظامهم الوطني الذي تمسك بالسيادة وبالثوابت وبالمقاومة الوطنية وأقسم بعدم الخضوع لامتلاءات المعتدين أياً كانت التضحيات».

وأشار البيان إلى «أنّ حكومة آل سعود تجندت لتشويه المقاومة ومحاولة اتهامها بالإرهاب، لكنّ تلك المساعي الخبيثة فشلت وفشل معها مشروع إسقاط جبهة سورية والمقاومة التي صمدت بفضل صمود الشعب وبسالة الجيش وحكمة القيادة الوطنية ودعم الحلفاء وفي مقدمة هؤلاء فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية المستهدفة بالتصفية وغلق ملف فلسطين إلى جانب الدعم الإيراني ـ الروسي. كما برزت خلال السنوات الخمس المشاركة الصهيونية في العدوان على سورية ومحاولة ضرب المقاومة وقد عملت معارضة الرياض على الاستقواء بكيان العدو الصهيوني وتسول دعمه حتى أنّ أحد كبار هؤلاء العملاء المسمى اللبواني كان يتواجد باستمرار داخل الكيان متذللاً له طالباً من الصهاينة إقامة منطقة آمنة من الإرهاب السني والشيعي وقام الكيان بإطلاق تسمية مانديلا سورية على هذا العميل البائس وأحد رموز معارضة الرياضالذي قال في مقابلةٍ له مع الموقع الصهيوني «تايمز أوف إسرائيل»،»إنّ ّإسرائيل أملنا الأخير»، مطالبًا الكيان بالتدّخل العسكري في سوريّة»، وهو كان أعلن في مقابلة سابقة مع الإعلام الصهيوني عن عرض مقايضة مع العدو يقضي بـ»التخلي لها عن الجولان مقابل احتلالها جنوب سوريّة وإقامة منطقة محمية للمعارضة بسلاح الجو الصهيوني حتى عمق 80 كلم»على حدّ تعبيره. ذلك عنواناً ونموذجاً لما يسمى بالمعارضة السورية صنيعة الرباعي التركي الخليجي برعاية الأميركيين وبمضامين طائفية بائدة تزعم الثورة والديمقراطية وهي في الواقع أداة العدوان والعمالة الملطخة أيديها بدماء السوريين ومن وقف معهم ضد العدوان».

وختم البيان: «لقد أثارت انتصارات سورية وأصدقائها على عديد جبهات القتال ذهول من اعتدوا عليها وأرادوا تدميرها وتوقعوا غباء أو غروراً سقوطها إلا أنّ رهانهم قد فشل حيث صمدت الدولة وحافظ الجيش والشعب على الوحدة الوطنية والترابية للبلد وباتت سورية رمزا دوليا لمناهضة العدوان والإرهاب ورفض التدخل الدولي والتمسك بالسيادة الوطنية وبات أمل إنهاء الاستقطاب الأميركي الصهيوني ممكناً.

لقد وضعت الانتصارات السورية «المحافظين الجدد» والأدوات الإقليمية والواجهة الشكلية المسماة بـ»المعارضة» السورية أمام سيناريوهات جديدة وذلك بعد قرار القيادة السورية خوض معركة مدينة حلب وتنظيفها من فلول الإرهابيين ولم تخف الدول الغربية خوفها من اقتراب تطهير كامل مدينة حلب من دنس الإرهاب الوهابي ـ الإمبريالي، حيث تزاحمت على افتتاحيات الصحف الغربية والتركية والخليجية وعناوينها متضمنة طرح «خطط بديلة» وسيناريوهات محتملة تفضي إلى إنقاذ المرتزقة الإرهابيين وتوفير ملاذ آمن لهم، حيث دار حديث «المحافظين الجدد» عن معركة حلب القادمة وتغير ميزان القوى الذي رجح لمصلحة الجيش العربي السوري والمخاوف من توسع نطاق عملياته لاستكمال مهمة إسقاط العدوان وسحق الإرهاب وتحرير كامل التراب العربي السوري وذلك على طريق صنع مستقبل عربي وإنساني جديد.

أما النظام التركي فقد بات يعيش حالة من الارتباك والفزع وبات الإرهاب يرتد عليه وعلى نظام حكمه المهدد بالزوال نتيجة غدره ودعمه للارهاب لتحقيق مطامعه التوسعية والطائفية وذلك في ظلّ تقدم القوات السورية نحو تحرير حلب، والنجاح في فرض حصار على الإرهابيين فيها والاقتراب من السيطرة على مدينة أعزاز، وهي الخطوة التي وضعها الجيش السوري وقوى المقاومة لقطع الطريق بين حلب وحدود تركيا، ولهذا صرح رئيس وزرائها «أنّ مدينة «أعزاز» وهي مدينة سورية يسكنها عرب وأكراد خط أحمر لا يمكن السماح بسقوطها».

أما السعودية التي أجرت مناورات «رعد الشمال» والتي شاركت فيها قوات من دول خليجية وغيرها، وتجري بقيادتها شمال المملكة راحت تطلق الوعيد والتهديد بدخول الأراضي السورية ويستمر وزير خارجيتها بالصراخ مردداً معزوفة وزير الخارجية الفرنسي «على الأسد الرحيل سلماً أو حرباً» وهذه بطولة كلامية لم نسمع مثيلاً لها بخصوص فلسطين المغتصبة.

إنّ حلب والرقة، اللتين يمكن أن يقرّر مصيرهما، ليس مصير سورية فقط، وإنما مصير منطقة الشرق العربي وربما العالم بأسره، لأنهما باتتا تمثلان محور النزال من أجل وحدة سورية وسلامة نظامها الوطني. وانتصار المقاومة من أجل الإنسانية والأمة وفلسطين».

وكانت القوى الوطنية التونسية وجهت في ختام تظاهرة داعمة لحلب برقية إلى الرئيس بشار الأسد، جاء فيها: «تحية العروبة والمقاومة وبعد، إنّ الأحزاب والمنظمات والجمعيات الوطنية التونسية المشاركة السبت في التظاهرة التضامنية مع أهلنا الصامدين بمدينة حلب الفيحاء تتوجه اليكم بأسمى عبارات التضامن مع سورية الشعب والجيش والنظام الوطني وهي إذ تدين بأشد العبارات الجرائم الإرهابية التي ارتكبها التكفيريون بتحريض أميركي ومشاركة حكومات تركيا والسعودية وقطر وسقط خلالها أكثر من 160 شهيداً وزهاء الألف مصاباً من أبناء حلب الصامدة وتندد بحلف العدوان التركي ـ السعودي ـ القطري الذي تقوده حكومة الولايات المتحدة الأميركية والذي يشترك بمعية الكيان الصهيوني في العدوان على سورية بالمال والسلاح والإعلام منذ أكثر من خمس سنوات بهدف تقسيمها وتحويلها إلى مجرد إمارات طائفية وضرب قوى المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية فإننا نجدّد وقوفنا المبدئي والكامل معكم في مواجهة الإرهاب ورفض التدخل الخارجي في الشؤون السورية وتمسكم بالسيادة الوطنية وتوحيد السوريين من خلال الحوار الوطني.

إننا نشدّ على أيدي فصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية التي صمدت وبقيت ثابتة على مواقفها الوطنية رافضة للعدوان ومشاركة في مواجهة الإرهابيين كما نجدّد دعمنا لإعلام المقاومة ونحيي كلاً من الجمهورية الإسلامية الإيرانية والاتحاد الروسي على ما يقدمانه من دعم لصمود سورية في وجه العدوان والإرهاب .

التحية لأهل حلب الصامدين عاشت سورية شعباً وجيشاً وقيادة، المجد لقوى المقومة والخلود لشهداء أمتنا الأكرم منا جميعاً.»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى