حسن لـ«سبوتنيك»: الإرهابيّون يستغلّون الهدنة لتعويض الخسائر والتزوّد بالسلاح والمسلحين والذخيرة

اعتبر الدكتور حسن حسن، الخبير في الشؤون العسكريّة والاستراتيجيّة، أنّه «من الواضح أنّ موسكو حريصة على فرض التهدئة في جميع الجبهات، وهذا يوفّر سفك الدماء ويساهم في الحفاظ على ما تبقّى من بُنية تحتيّة، لكن تكرار خرق ما يتمّ الاتفاق عليه وعدم محاسبة من يقوم بالخرق يعطي انطباعاً بأنّ المسلحين يعتمدون أيّة تهدئة كوقفة تعبويّة لتعويض الخسائر بالسلاح والمسلحين والذخيرة، واتّخاذ ترتيبات قتال جديدة تتناسب والوضع الميداني المتشكّل، ومن غير المعقول أن يتمّ ذلك من دون علم واشنطن، إن لم يكن بمباركتها وإشرافها».

وتساءل الدكتور حسن: «طالما أنّ فرز الإرهابيّين عمّا يسمونه معارضة مسلحة معتدلة أمر متعذّر، فما الغاية من العودة لتهدئة سبق وأن استغلّها الإرهابيّون بشكل ضاعف من قدرتهم على ممارسة الإرهاب وتوسيع دائرة استهدافه للمدنيّين في كل أنحاء مدينة حلب؟».

وقال: «الحديث عن اتّفاق موسكو وواشنطن على كل ما يتعلّق بالتهدئة وموافقة الحكومة السورية يوحي بأنّ الموافقة السورية تحصيل حاصل، في حين قد يكون الواقع يتضمّن مناقشة مُسبقة بين الأصدقاء الروس والسوريّين، والاتّفاق على الأُطُر العامّة التي يتمّ التفاهم عليها مع الأميركيّين، والسؤال الأهم هنا: هل تستطيع واشنطن فرض ما تتعهّد به على حلفائها وأتباعها في المنطقة؟».

وأضاف أنّ «التحليل الموضوعي يؤكّد أنّها تستطيع لكنها لا ترغب، فتوزّع الأدوار وتسند المهام للإبقاء على الوضع المتوتّر لاستنزاف عوامل القوة الشاملة للدولة السورية وأصدقائها.

واعتبر الخبير العسكري أنّ التركيز على ما يُسمى بـ«هيئة حكم انتقالي»، واستمرار العربدة السعوديّة التركية وإرسال خبراء أميركيّين إلى الجغرافيا السوريّة بشكل عدائي علني، يُشير إلى نوايا واضحة للانتقال بالواقع العسكري الذي يشغله المسلحون إلى واقع سياسي عبر جنيف أو أيّة محطة أخرى تحت عنوان الحل السياسي، وهذا يتناقض وإرادة الشعب السوري ويتنكّر للدماء والتضحيات المبذولة.

وخلص الدكتور حسن إلى القول، إنّ «حاضر العلاقات الدوليّة ومستقبلها متوقّفان على نتائج الحرب الدائرة على الجغرافيا السورية، وبكل تأكيد سورية ليست ليبيا ولا العراق ولا حتى مصر، وروسيا تدرك ذلك، كما تدرك أنّ انتصار المشروع التفتيتي تحت أيّ مُسمّى كان، حل سياسي ـ فدرلة ـ حكومة انتقالية إلخ، يعني فقدان الفرصة التاريخية من أيدي الروس ولعقود قادمة، كما يعني نجاح الأميركيين وحلفائهم في جعل القرن الحادي والعشرين قرناً أميركياً صرفاً».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى