رأي حرّ…

خضر سلامة

قدّمت «بيروت مدينتي» وفريق عملها عملاً دعائياً إعلامياً وتعبوياً ناجحاً، وفشلت في تقديم محتوى مواجهة حقيقية جذرية، أما الأستاذ شربل نحاس فقدم محتوى مواجهة حقيقية، لكن دون أي جهد تعبوي كافٍ أو اقتناع بضرورة بناء تحالفات، لا معارك شخصية.

أما لائحة البيارتة فهي لا محتوى ولا إعلام لكنها لا تزال بالنسبة للمواطن البيروتي والسني تحديداً تعني الأهم: الهوية. حيث فشل الكل حتى اللحظة في ملء فراغ بيوته السياسية وخراب أحزابه التقليدية ونموذجها العقائدي العمق القومي العربي والعمق الاجتماعي السوري .

لقد قدمت اللائحتان منافسة نادرة للجيل السياسي بعد 2005 مهما كان موقفنا السياسي من بعض الأعضاء الأفراد،.. المعركة كانت لتكون جميلة لو أن بيروت حقاً مدينة، لكن الشاعر عصام العبد الله سمّاها عن وعي يوماً «عنقود الضيع» وعلى اليسار والمجتمع المدني أن «يفهم كيف تعود مدينة لتصبح قرية ليوم واحد كل ست سنوات، أو يعود «الأكاديمي» إبن عشيرة أو جب كبير، لثوانٍ أمام الصندوق.

المشكلة أننا ندخل دائماً في معارك يضع شروطها الخصم المفترض، ويختار حكامها ومصطلحاتها وحدودها الأخلاقية والمالية وسقفها الإعلامي والقانوني.

مبروك لبيروت مدينتي ومواطنون ومواطنات تسجيل حضور لرأي عام يريد أن يرى حياة أفضل من حياة الجحيم الممثلة في تكتل سياسي هش اسمه لائحة البيارتة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى