موسكو تعبر عن القلق لإعلان تأجيل وقف إطلاق النار في موقع كارثة «الماليزية»

وصفت الخارجية الروسية بمدعاة للقلق إعلان لجنة التحقيق الأوكرانية في كارثة البوينغ أن وقف إطلاق النار في منطقة الكارثة لن يسري مفعوله قبل بدء المرحلة الثانية للتحقيق.

وشدد بيان الخارجية الروسية الذي صدر يوم أمس على أن ذلك يعد خرقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2166 والذي طالب بالوقف العاجل لجميع العمليات العسكرية في المنطقة المتاخمة لموقع الكارثة.

وأشار البيان إلى أن البعثة الروسية الدائمة لدى الأمم المتحدة تقدمت يوم الخميس 7 آب، بمبادرة لإصدار بيان في مجلس الأمن يعرب فيه المجلس عن قلقه الشديد لهذا الإعلان، ويدعو كييف إلى تنفيذ الالتزامات التي أسندها إليها القرار الدولي المذكور، إلا أن هذا المقترح رفض من قبل الولايات المتحدة وأستراليا وليتوانيا.

وأشارت الخارجية إلى أن هذا الموقف عرّى من جديد رياء هذه المجموعة من الدول، مشددة على أن مسؤولية سفك الدماء المتواصل في جنوب شرقي أوكرانيا تتحمله هذه الدول، ما دامت تواصل إرضاء عملائها في كييف.

من جهتها، أكدت أوكرانيا على لسان مجلس وزرائها أن التهدئة، التي أعلنها الرئيس بيوتر بوروشينكو في منطقة سقوط طائرة «بوينغ» الماليزية، لا تزال قائمة.

وجاء في بيان نشر على الموقع الرسمي للحكومة الأوكرانية يوم أمس، «نلفت الانتباه إلى أن أمر الرئيس الأوكراني في شأن وقف إطلاق النار في المنطقة التي تجرى فيها عملية البحث لا يزال ساري المفعول. العسكريون الأوكرانيون لن يخوضوا المعارك في منطقة يبلغ نصف قطرها 20 كيلومتراً حول مكان الكارثة، كما كان الأمر عليه سابقاً». تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الأوكرانية كانت قد أعلنت في وقت سابق عن إنهاء التهدئة قبل بدء المرحلة الثانية من عملية البحث في مكان الحادث.

إلى ذلك، أفادت دائرة الصحة لمقاطعة دونيتسك بأن 4 مدنيين قتلوا في قصف لمدينة دونيتسك، بينما أكدت كييف مقتل 15 من جنودها نتيجة القتال بشرق البلاد، حيث جاء في بيان صدر عن الدائرة أنه: «نتيجة قصف الأحياء السكنية لدونيتسك قتل 4 مدنيين أحدهم ضمن حرم مستشفى دونيتسك رقم 1».

من جانبه أعلن مجلس الأمن والدفاع الأوكراني أن 15 عسكرياً أوكرانياً قتلوا وأصيب 89 آخرون في القتال بشرق البلاد، وقال المتحدث باسم المجلس أندريه ليسينكو يوم أمس، إنه من بين القتلى 8 من أفراد الحرس الحدود، موضحا أن مجموعة من العسكريين كانوا يخوضون المعركة من أجل فك الحصار المفروض من قبل المسلحين، وأدى ذلك إلى سقوط العديد من الجرحى.

وبحسب مجلس الأمن والدفاع الأوكراني، فإن أكثر من 400 عسكري أوكراني قتلوا وأصيب نحو 1600 آخرين في القتال بشرق أوكرانيا منذ بدء العملية الأمنية هناك.

وفي السياق، قال مراقبو بعثة المتابعة الخاصة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن قصف مدينة دونيتسك أسفر عن إلحاق ضرر كبير بمستشفى المدينة ومبنيين سكنيين.

وجاء في تقرير صدر عن البعثة أن طابع الدمار يتفق مع تداعيات القصف المدفعي، وأن المبنيين المصابين يقعان على بعد 500 متر من مبنى هيئة الأمن الأوكرانية مشيراً إلى أن هذه المنطقة كانت تعرضت للقصف المدفعي 3 مرات خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة.

كما أكد التقرير تدمير الطابق الثاني في مستشفى المدينة بما في ذلك الجدران والأثاث والمعدات العسكرية وكذلك مقتل رجل واحد متأثراً بإصابته بالحطام جراء القصف.

وكانت الأمم المتحدة عبرت عن مخاوفها من بدء نزوح جماعي للمدنيين في شرق أوكرانيا في حالة انتقال المعارك الى مراكز المدن الكبيرة. وقال فينسان كوشتيل رئيس المكتب الأوروبي لإدارة المفوض الأعلى للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: «إننا متخوفون من أن استمرار العملية العسكرية سيؤدي إلى انتقال الاشتباكات إلى المراكز السكنية الكبرى، مثل لوغانسك ودونيتسك»، مشيراً أن المعارك في المدن ذات الكثافة السكانية الكبيرة قد تؤدي إلى هجرة جماعية للسكان وتدمير كبير للبيوت.

وأفادت مصادر طبية أوكرانية بأن شخصين أصيبا بجروح نتيجة انفجار دوى في وسط العاصمة كييف، حيث أكدت مصادر أمنية يوم أمس وقوع انفجار قرب مبنى المركز الوطني للأعمال والتعاون الثقافي «الدار الأوكرانية» بساحة أوروبا.

وأوضح المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية الأوكرانية أن الشرطة احتجزت رجلاً هدد مدير المركز المذكور وألقى قنبلة يدوية عليه قرب مقر «الدار الأوكرانية».

وفي شأن آخر قالت المديرية الموحدة للصور التابعة لوكالة «روسيا سيفودنيا» الدولية للأنباء أنها فقدت من 3 أيام الاتصال مع مصورها الخاص أندري ستينين الذي يعمل حالياً في شرق أوكرانيا.

وأضاف رئيس المديرية يوم أمس: «لسوء الحظ لا توجد لدينا معلومات عنه حتى الآن. حاولنا الاتصال بممثلي قوات الدفاع الشعبي لكن الاتصال معهم لم يكن ممكناً أمس»، مشيراً الى وجود معلومات تقول إن المصور كان قد توجه مع قوات الدفاع الشعبية باتجاه مدينة شاختيورسك.

إلى ذلك قال مصدر إعلامي في شرق أوكرانيا أن أجهزة الأمن هي التي أوقفت ستينين ونقلته بحسب المعلومات الأولية إلى مديرية جهاز الأمن الأوكراني في مدينة زابوروجيه، وأوضح أن «مقاتلي «القطاع الأيمن» التابع لكتيبة الحرس الوطني «شاختيورسك» هم الذين قبضوا عليه، وبحسب معلوماتنا فهو الآن موجود بيد جهاز الأمن الأوكراني في زابوروجيه».

هذا وباشرت السفارة الروسية في كييف الجمعة باستيضاح ظروف اختفائه، إذ قال مصدر في السفارة: إننا نتعامل مع هذا المسألة وعلى اتصال مع السلطات الأوكرانية، في حين نفى جهاز الأمن الأوكراني احتجاز المصور.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى