من التطبيع إلى التشجيع!
ابراهيم وزنه
منذ سنوات، وحركة التطبيع مع الكيان الصهيوني من قِبل بعض الدول العربية المجاورة وغير المجاورة لأرض فلسطين تسير في خطّ تصاعدي. وللأسف، فالمحظورات سقطت والقناعات اختلطت ووجهة الجبهات تبدّلت وهويّة العدو تغيّرت، حتى الأقنعة، لم تسقط من تلقاء نفسها بل خلعها مرتدوها براحة ضمير ومن دون خجل، ليصبح المشهد أكثر إيلاماً، لا بل جارحاً لكرامات ما تبقّى من الشرفاء.
في ضوء هذه المقدّمة، سيظنّ القارئ بأنّ مقالتي قد نُشرت سهواً في صفحة الرياضة.
عذراً، فهي في مكانها المناسب، لماذا؟ لأنّ أعداء العالم العربي في الوقت الراهن، لجأوا إلى إدخال أدوات التطبيع من بوّابة الرياضة وملاعبها، ومن قطاع الشباب راحوا يقطّعون أوصالنا، ومن مدرجات الفرق صارت تُطلَق الشعارات الدّاعية إلى مصالحة الكيان الغاصب، وكثيرة هي الأمثلة التي تؤكّد هذا الواقع، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
ـ مشاركة فريق «إسرائيلي» في دورة دوليّة لكرة الطائرة الشاطئيّة أُقيمت خلال شهر نيسان الماضي في العاصمة القطرية ـ الدوحة.
ـ إطلاق هتافات عنصرية تمجّد الكيان الصهيوني الغاصب وتهتف باسم نتنياهو في الأردن، وتحديداً على ملعب إربد، بُعيد مباراة في كرة القدم كانت قد جمعت بين فريقي الوحدات وذات رأس، الأمر نفسه حصل خلال لقاء الوحدات مع الفيصلي.
ـ وفي الأردن أيضاً، طالب المعلّق ماجد العدوان هو في الواقع عدواني في قلب الحقائق ، بإخراج حمَلة الأعلام الفلسطينية من المدرجات أثناء لقاء الوحدات رمز كروي فلسطيني في الدوري الأردني مع فريق الفيصلي رمز كروي للأردنيّين ، مع الإشارة إلى أنّ عدد الفلسطينيين الذين يعيشون في الأردن لا نبالغ إذا قلنا بأنّه يساوي ضعفي الأردنيين.
ـ إعلان أمير دولة قطر عن سماحه بمواكبة الجماهير «الإسرائيلية» لمباريات «المونديال»، المتوقّع استضافته في الدوحة في العام 2022، وهذه المكرمة الأميريّة ستعتمد في حال وصل منتخب «إسرائيل» إلى النهائيات أو لم يصل!
وتبقى هديّة الهدايا العربية لـ«إسرائيل»، عندما وصفوا ـ وبالفم الملآن ـ قوى المقاومة الشريفة في العالم العربي بالإرهابيّين.
وهكذا، تنتقل مرحلة التطبيع التي تمّ التسويق لها بلقاءات واتفاقيّات مهينة، إلى مرحلة متقدّمة، إلى التشجيع، نعم لتشجيع «الإسرائيليّين»، ومن دون أن ترف عين لأحد. من يدري! قد تصل الأمور في الأيام المقبلة إلى الترحيب والتأهيل … هزلت.