نفق

بلال شرارة

آخر أنباء فلسطين المحتلة أفادت أنّ وزيرة الثقافة ! والرياضة الإسرائيلية أعدّت اقتراح قانون يفرض على المؤسسات العربية التي تتلقى تمويلاً من وزارة المالية أو مفعال هبايس أو توتو وينر رفع علم «إسرائيل» في ذكرى النكبة! ومن سجون ومعتقلات «إسرائيل» نقل محامي هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين مناشدة الأسرى مما يعرف بمستشفى الرملة إنقاذ حياة الأسير المريض منصور موقدي الذي أصبحت حالته مأساوية٠

في هذا الوقت أفادت هيئة شؤون الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي انّ عدد المضربين عن الطعام ارتفع الى سبعة، من جهة أخرى سجلت وكالة وفا الرسمية الفلسطينية 16 انتهاكا «إسرائيلياً» بحق الصحافيين في فلسطين المحتلة خلال شهر نيسان ابريل المنصرم.

على الصعيد الفلسطيني شهد قطاع غزة مسيرة حاشدة احتجاجاً على استمرار أزمة الكهرباء، هذا وتحدثت مصادر عن انّ حركة حماس تدير كهرباء غزة بشكل حزبي وغير مهني.

على صعيد التطورات الدولية المتصلة بالقضية الفلسطينية قرّرت جامعات تشيلي مقاطعة «إسرائيل».

وفي إطار العملية السياسية تشهد العاصمة الفرنسية باريس اجتماعات أميركية فرنسية للتباحث بشأن المؤتمر الدولي الذي دعت اليه فرنسا حول استئناف المحادثات السلمية وعلى خلفية ذلك انّ اجتماعاً سيعقد في 30 أيار مايو الحالي يضمّ أطراف اللجنة الرباعية ووزراء خارجية اميركا، فرنسا، مصر، السعودية، تركيا والأردن.

وعلى صعيد التنازع مع «إسرائيل» حول الإثباتات التاريخية المتصلة بفلسطين، قالت مصادر الخارجية الفلسطينية انّ المؤامرة بدأت بتزوير وثيقة ملكية أرض فلسطين وانتهت بمدينة استيطانية.

وعلى هذا الصعيد رفض مسؤول أممي اقتراحاً لرئيس وزراء «إسرائيل» بخصوص التاريخ اليهودي و الأقصى .

على الصعيد «الإسرائيلي» سوف يتأكد لـ«الإسرائيليين» يوماً بعد يوم انّ الحرب التي خاضها جيشهم ضدّ غزة عام 2014 وفق توجهات حكومة نتنياهو أنتجت دماراً هائلاً وحفلات إعدام واسعة للمدنيين الفلسطينيين بكرات النار الجوية والبرية والبحرية، ولكنها لم تحقق غاياتها الاستراتيجية، وهي لذلك كانت حرباً خاسرة فتحت شهية حكومة نتنياهو للاستثمار في هذه اللحظة السياسية على الواقع العربي المفكك لتصحيح أخطاء الحرب الماضية بشنّ حرب جديدة، وقد بدأ الجيش «الإسرائيلي» بالتصعيد الحالي لإيصال الامور الى هذه الحرب تحت ذريعة تجريد المقاومة في غزة من الأنفاق التي شكلت الميزة التي حققت لها مفاجآت استراتيجية في الحرب الماضية. فقد شهدت الأيام الأخيرة تصعيداً «إسرائيلياً» تميّز بشنّ سلاح الجوّ «الاسرائيلي» غارات متلاحقة على المشاغل الحرفية التي تدّعي «إسرائيل» أنها تنتج ذخائر وتطوّر صواريخ في قطاع غزة وعلى أماكن خالية تعتقد «إسرائيل» أنها أمكنة تمّ بناء أنفاق تحتها.

التحرك «الإسرائيلي» العسكري الآن لا يتمّ بمعزل عن تطورات «إسرائيلية» داخلية أبلغها تقرير اعتُبر أخطر من تقرير فينوغراد وعُني بالتحقيق في الإخفاقات السياسية والأمنية لحرب 2014 والذي لم يُنشر بعد، ولكن قدّمت نسخ منه الى أعضاء الحكومة الاسرائيلية المصغّرة إبان حرب لبنان. وتقول المعلومات إنه منذ ان سرب بعض ما جاء في التقرير الجديد، ثار سجال سياسي كبير تضمّن بعض ما جاء فيه انتقادات شديدة لإدارة النقاشات داخل سلطة القرار «الإسرائيلي» وإخفاء المعلومات عن أفراد الحكومة «الإسرائيلية» المصغّرة حول إهمال قضية الأنفاق، إضافة الى انتقادات شديدة لقيادة الجيش من حيث الخطط والإدارة وتقدير الموقف، لا سيما انّ التقرير يصدر عن جهة لها مكانة حساسة جداً.

ومن جملة ما جاء في التقرير المذكور عدم الاستعداد وعدم إعداد مخططات عسكرية كافية لمواجهة تهديد الأنفاق . وأشار مراقب الدولة الى انّ بعض أعضاء المجلس الوزاري المصغّر افتقدوا الى الخبرة المهنية المطلوبة للتعامل مع القضايا الأمنية، ونقلت صحيفة يديعوت احرونوت في هذا الصدد نقلاً عن جهات رفيعة وصفها ما تضمّنه التقرير بـ حرب يوم الغفران 2 ، واعتبرت جهات امنية انّ التقرير يمثل قنبلة سياسية موقوتة ستعرض عملية الجرف الصامد – حرب عام 2014 كفشل ذريع وتكشف انه لم يتمّ استخلاص العبر من حرب لبنان الثانية.

يبقى انّ هذا حال العدو، فهل ترى نقف نحن ونفكر ونجتمع من حول فلسطين؟ هل ترانا نحفر نفقاً يؤدّي بنا للتلاقي ويأخذنا الى فلسطين؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى