مطر: يمثلون النظافة والعلم والأخلاق
رعى رئيس أساقفة بيروت ولي الحكمة المطران بولس مطر الاحتفال الذي دعا إليه رئيس مدرسة الحكمة الخوري جان – بول أبوغزاله ورئيس وأعضاء الهيئة الإدارية لجامعة قدامى المدرسة، لتكريم 3 من كبار قدامى الحكمة، فازوا أخيراً في انتخابات نقابية وأهلية، وهم: رئيس الرابطة المارونية انطوان قليموس، نقيب المحامين في بيروت انطونيو الهاشم، نقيب أطباء الأسنان في بيروت البروفسور كارلوس خيرالله، في مسرح مدرسة الحكمة في مبنى القدامى – قاعة جبران خليل جبران، بحضور حشد من الشخصيات الدينية والسياسية والديبلوماسية والقضائية والنقابية والقانونية والطبية والأكاديمية والاجتماعية، تقدّمها وزيرا الإعلام رمزي جريج والشؤون الاجتماعية رشيد درباس، ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، والوزيران السابقان إدمون رزق ورئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن.
بعد النشيد الوطني ونشيد الحكمة، ألقى رئيس مؤسسة المونسنيور إغناطيوس مارون نائب رئيس جامعة قدامى الحكمة المحامي رشيد جلخ كلمة ترحيب وتقديم.
ثم ألقى الخوري أبو غزاله كلمة قال فيها: «الذين نكرمهم اليوم لم يمروا في الحكمة مرور غمامة لا تفيء ولا تنزل الأمطار، وإنما كاد سنا برقهم يخطف الأبصار. لقد عاشوا فيها، كما عاشت فيهم. التزموا مبادئها وقيمها وتعاليمها. عملوا بوحيها وهديها في دروب الحياة. فكانت الحكمة زادهم وقوتهم وفخرهم في كل مكان وكل زمان».
وألقى رئيس جامعة قدامى الحكمة المحامي فريد الخوري كلمة دعا فيها المكرمين إلى الانتفاضة، وقال : «أعيدوا إلى المؤسسات حياتها، فلطالما أبت الحكمة أن يترجح الوطن على هاوية الفراغ. التزموا أسس الديموقراطية السليمة التي نشأتنا عليها الحرية الحكموية. تمسكوا بالنزاهة والشفافية اللتين خطتا تاريخ هذا الصرح الجليل».
وتحدث قليموس قائلاً «ليس هذا التكريم سوى دعوة إلى التعلق بالقيم الحكماوية التي صدّرت الى الوطن الرجال الرجال بدلاً من الجهل والفاسدين. إننا ومن هذا المنبر الأحب نطلق صرخة لإنقاذ ما تبقى رحمة بأبنائنا كي نتمكن من ترجمة دعوتنا لهم إلى التجذر في هذه الأرض المعطاء التي أنبتت بناة النهضة في هذا الشرق».
وألقى النقيب الهاشم كلمة قال فيها: «للسياسة اللبنانية قانون أساسي هو هذا: ما تخسره المؤسسات السياسية في لبنان، تربحه الطائفية. إلا أن عيش الطوائف معاً في لبنان، يبقى التجربة الحضارية الوحيدة من هذا النوع في العالم.
فلنعد هذا اللبنان البلد العزيز. ولنعد كنيستنا، لا صخرة لن تقوى عليها أبواب الجحيم فحسب، بل ووردة بين أشواك العولمة والجهل والتعصب والإرهاب، ماؤها من الأرض وللأرض، وعطرها للناس وإلى السماء».
وقال خيرالله في كلمته: «يمكنني القول هنا إن ما أنا عليه اليوم هو بفضل ربي وأهلي ومدرستي وإن اقتناعي التام بهذين المنحيين التعليمي والأخلاقي جعلني أئتمن هذه المؤسسة لتربية أولادي الثلاثة. وطوال مسيرتي المهنية لم أغفل أياً من الدروس التي تعلّمتها هنا والتي من أجلها اخترت لكي أمثل هذه الفئة المهمة من مجتمعنا، معاهدكم، أن أكمل المسيرة بحسب المبادئ التي أؤمن بها بالرغم من كل الضغوط والتحديات».
وكانت كلمة الختام كلمة للمطران مطر الذي قال «نحن كلنا فرح وغبطة وفخر بهذا المثلث الجميل: النقيب الرئيس أنطوان قليموس ونقيب المحامين أنطونيو الهاشم ونقيب أطباء الأسنان كارلوس خيرالله، يمثلون هذه النظافة وهذا التألق بالعلم والأخلاق، هم منكم ومعكم من أجل لبنان».
أضاف: «نخرج من هذه القاعة وفينا رجاء متجدد، أن لبنان سيقوم وأن أهل الاستقامة فيه سينتصرون، وأن التاريخ لا يُصنع على الزيف ولا على أسس غير ثابتة وأسس واهية. لا يُصنع التاريخ على الحقد، ولا على القتل ولا على القوة المادية. يُبنى التاريخ على الحق وعلى الكرامة والمساواة وعلى روح الحكمة».
واختتم الاحتفال بتقديم دروع تقديرية إلى المحتفى بهم، ثم أقيم استقبال.