عريجي يطلق كتاباً للزميل روبير فرنجية عن أسعد السبعلي: كان في أغانيه سفيراً للضيعة في صورتها
أطلق وزير الثقافة المحامي ريمون عريجي كتاب «غابت الشمس» للزميل الإعلامي روبير فرنجية، في مبنى وزارة الثقافة. وسيصدر الكتاب في 17 الحالي ويوقّع عليه بدعوة من بلدية سبعل.
حضر حفل الإطلاق مدير عام وزارة الثقافة فيصل طالب، رئيس بلدية سبعل حبيب طربيه، مديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان صعب، نقيبة الفنانين المحترفين شادية دوغان على رأس وفد من النقابة. وشارك من الفنانين سعاد الهاشم ومروان محفوظ وغسان صليبا ونقولا الأسطا ونادين عواد، ومن عائلات المطربين الراحلين الذين غنّوا من شعر السبعلي: جورج وديع الصافي وعمّه العميد المتقاعد إيليا فرنسيس، سعيد فيلمون وهبة، مصطفى والماظة نصري شمس الدين، حفيد الشاعر أسعد السبعلي جان حاصباني، الزميل عبد الرحمن سلام شقيق الفنانة نجاح سلام، والفنان روميو لحود. وشارك في الحضور الممثلة سمير بارودي، المنتج مطانيوس أبي حاتم، وحشد كبير من ممثلي النقابات والشعراء والأدباء والمهتمين.
استهلّ اللقاء الزميل داني حداد، داعياً إلى الوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الجيش الذين سقطوا في عرسال. ثم ألقى عريجي كلمة قال فيها: «نجتمع اليوم مع أهل الشعر والأدب والفنون، الذين غنّوا من شعر الكبير أسعد السبعلي، وبوجود عائلات الراحلين منهم، لنقول إن هذا الشاعر المبدع لم ينحبس في ضيعته الجميلة سبعل التي كانت ملهمة له، بل استوحى منها ليعمّر بقصائده وأغنياته بلداً على صورة الضيعة. أسعد السبعلي الذي كان غزيراً بكتاباته الشعرية لم يعمد إلى حفظ كل ما كتبه، ما عرّض هذا الإرث الثقافي العظيم لخطر التبعثر وربما الزوال مع الزمن. كما أنّ عدم تنظيم الشاعر السبعلي إنتاجه والنجاح والانتشار الكبيرين اللذين حققتهما بعض قصائده التي غنّاها الكبير وديع الصافي، أدّيا إلى التعريف به في عالم الأغنية على أساس أنه شاعر أغاني وديع الصافي فقط، وبالتحديد ليس أكثر من سبع أو ثماني أغانٍ للاستاذ وديع. إلى أن قرّر الإعلامي الصديق روبير فرنجية، الذي كان أحد المقرّبين من الشاعر، التكفل بمهمة البحث والتأريخ وجمع تراث السبعلي المبعثر قصيدة قصيدة، أغنية أغنية، صورة صورة، وثيقة وثيقة. وبحكم دائرة عمله واللقاءات التي أجراها مع كبار الفنانين، تراكمت مادة مهمة لدى روبير، منها بخطّ يد الشاعر أو بخطوط أيادي المطربين. فقرّر عندئذٍ جمع هذه المادة التراثية المهمة بكتاب أطلق عليه عنوان «غابت الشمس»، تيمّناً بأغنية السبعلي الخالدة، وليقول لنا غابت شمس السبعلي بالجسد إنما شمسه الشعرية لا تغيب».
وقال: «إن عمل الإعلامي فرنجية الإفرادي في هذا الكتاب الذي استغرق، على حدّ علمي، وضعه حوالى ثلاث سنوات، كان يحتاج إلى عمل مؤسّساتي لإنجازه، لكن مثابرته وحبّه للشاعر مكّناه من إنجاز هذا الكتاب الذي يتخطّى إطار جمع الأغنيات ليتحول إلى مرجع لمرحلة مهمة من تاريخ الاغنية اللبنانية. يطلعنا المؤلف أيضا على أنّ الشاعر السبعلي كتب لوديع الصافي نحو 85 أغنية ولنصري شمس الدين 34 أغنية ولصباح ونجاح سلام وسعاد الهاشم ومروان محفوظ وجوزف عازار ووداد وهيام يونس وهناء الصافي وفنانين آخرين. كما من ناحية الموضوع، يظهر الكتاب أن السبعلي كتب أغاني الاطفال والحب والغزل والعتاب، والأهم كان في أغانيه سفيراً من دون أوراق اعتماد للضيعة اللبنانية في صورتها التي نحبّ والتي أصبحنا على شفير فقدانها بسبب غياب التنظيم المدني بكل ما للكلمة من معنى، وأمام هجمة الباطون والبناء المخالف، إنني أكيد أنّ السبعلي يتألم من عليائه لحالة ضيعته اللبنانية التي عشق وكتب فيها من أجمل ما كتب في هذا المضمار».
وألقى لحود كلمة قال فيها: «أسعد السبعلي، ابن التراث الذي عاش في لبنانيته ومات في لبنانيته. ابن الضيعة أو مثلما يسمّوه سفير الضيعة الذي حمل أفراحنا وأحزاننا في قلبه ولم يتعب. أسعد السبعلي صاحب العطاء والشاعر الذي جبل شعره بتراب لبنان. غنّى الأرض غنّى الجبل غنّى السهل وغنّى السماء والبحر، غنّى حياة القروي ومتاعبه، غنّى حزن الأمّ وغياب الابن وغنّى حنين المسافر. عندما أسمع اسم أسعد السبعلي أرى الضيعى. أرى الحقل، والقرميد والأرض المزروعة، وبيت الحجر، والباب العتيق، والأيادي المفتوحة لاستقبالك. أرى لبنان كما أحلم به، وأرى شاعر المحبة والرقة وابتسامة الفرح ودمعة الحزن».
وقبل أن يلقي المؤلّف كلمته، عرض على شاشة عملاقة فيلم من ثلاث دقائق يتضمّن أبرز الصور في الكتاب للسبعلي مع النجوم والأصحاب والشعراء. ثم كانت رسالة أرسلتها الفنانة نجاح سلام بالمناسبة بخطّ يدها تشكر وزير الثقافة وبلدية سبعل لرعايتهما إطلاق هذا الكتاب الذي وضعه فرنجية، منوّهة بجهوده.
بعد ذلك تحدّث فرنجية عن كتابه «غابت الشمس» وقال: في قرانا وسواحلنا تتنوّع المزايا الأثرية والسياحية ، هناك ضيعة تمتاز بغناها بالمعالم من قلاع وأبراج ونواويس. وثمة أرياف فيها غابات ومحميات، أمّا سبعل الضيعة ففيها قلعة شعرية بناها أسعد السبعلي. السبعلي الذي أعاد بقصيدته المغتربين إلى الوطن كانت أشعاره الغنائية كمرسوم تجنيس قانوني ـ شرعي شمل حتى المتحدّرين. أعطى الأغنية اللبنانية نكهة ضيعوية لا تشبه ميزة أي شاعر. ألبس الأغنية اللبنانية قميص الليل ووشاح الضباب واختزل كلّ العتب بـ«ولو».
وأضاف: نذر السبعلي أغنيته للأصوات الأصيلة وديعيات وصباح ونصري شمس الدين ونجاح سلام. آه على هذا النجاح ويا سلام على السبعلي. كتب لسعاد الهاشم ووداد وهيام يونس وأرّخ الاغنية بأرشيف محفوظ بأصوات جوزف عازار وإحسان صادق ومروان محفوظ. أسعد السبعلي في كتاب «غابت الشمس» ستسطع الشمس وتلمع وتضيء. ستتحول الأغنيات من مادة للعين إلى مادة للأذن. سنسدّد حكايات كلّ أغنية سنستعيد أمجاد ماضي الاغنية اللبنانية الاصيلة. سنتذكر سامية كنعان وأوديت كعدو وميشال عيسى وماري بشارة وهناء الصافي وآخر من غنّى له نادين فؤاد عواد.
وتابع: «في المناسبة لا يسعني إلّا أن أشكر لرئيس بلدية سبعل حبيب طربيه نشره الكتاب وللمكتبة العامة حماسها لتنظيم احتفال التوقيع في ساحة سبعل في 17/8/2014 عند السابعة مساء. كذلك وَرَثة الشاعر أسعد السبعلي على كلّ كلمة «عوافي» أطلقوها حين اطّلعوا على مسودة «غابت الشمس».
وختم: «في الختام، ونحن نتمنّى أن تطير قصائد السبعلي غير المغنّاة وتغطّ على حناجر أصيلة مثل غسان صليبا ومعين شريف ونقولا الأسطا وملحم زين وغيرهم نقول: ما أصعبك عالقلب يا يوم السفر مع صوت نصري شمس الدين من شعر السبعلي المسافر وربما المغترب في ضيعة «أبو جميل» الشعرية، واليوم نحن هنا لنعاتب السبعلي ونقول له: «ولو… ليش يا ابني طوّلت الغياب».
واختتم اللقاء بشرب نخب الكاتب والكتاب وكل من دعم من المؤسسات الإعلامية